نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا، تقول فيه إن باحثين كشفوا عن استهداف النظام السوري والطائرات الروسية سيارات الإسعاف بطريقة مقصودة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الباحثين حللوا 200 هجوم على 243 سيارة إسعاف، لافتا إلى أن النظام السوري نفذ ما نسبته 60% من الهجمات، فيما حمل الباحثون نسبة 29% للطيران الروسي الذي دخل للدفاع عن نظام الأسد في عام 2015.
وتلفت الصحيفة إلى أن التحليل، الذي نشرته مجلة "بي أم جي غلوبال هيلث"، كشف عن "عسكرة" نظام العناية الصحية خلال النزاع، والهدف منها: "إحداث حالة عدم استقرار، واستفزاز وتثبيط معنويات" الناس.
ويفيد التقرير بأنه بعد دراسة البيانات التي وردت في تقارير جمعها المرصد السوري لحقوق الإنسان فإنه تم وصف "سوريا بأنها المكان الأخطر في العالم لتقديم المساعدات الطبية"، الذي "لا يوجد فيه كادر طبي أو منشأة محصنة من الهجمات".
وتورد الصحيفة نقلا عن الورقة البحثية، قولها: "إن استهداف سيارات الإسعاف المقصود والمدمر والمتكرر في أنحاء سوريا كلها ترك أثره المدمر على الشعب السوري والمؤسسات الصحية"، وأضافت الورقة البحثية، التي حملت عنوان "سيارات إسعاف تحت الحصار في سوريا"، أن معظم الهجمات وقعت في المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة في حلب وإدلب ودمشق، ولم يحدث منها سوى نسبة 1-2% في المناطق الخاضعة للنظام.
وينوه التقرير إلى أن استهداف النظام الصحي في سوريا كان موضوعا متكررا في الحرب الأهلية السورية، وحتى بعد القيام بالتنسيق للمؤسسات الصحية بين الأطراف كلها، ومع ذلك تم استهدافها بالقصف، ونتيجة لهذا فإنه تم تدمير معظم المستشفيات والعيادات في المناطق التي خضعت لسيطرة المقاتلين المعارضين للنظام، حيث أجبر هؤلاء على نقل عملياتهم إلى منشآت سرية.
وتذكر الصحيفة أن منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان وثقت منذ عام 2011، 542 هجوما على مؤسسات طبية، مشيرة إلى أن المنظمة الحقوقية وجدت أن الحكومة والروس كانوا مسؤولين عن 490 هجوما، أما المعارضة فهي مسؤولة عن 23 هجوما فقط، فيما كان التحالف بقيادة الولايات المتحدة مسؤولا عن ثلاث هجمات.
وينقل التقرير عن المسؤول عن "ميد غلوبال"، وهي المنظمة التي ترسل بعثات طبية إلى سوريا، زاهر سحلول، الذي عمل في مستشفيات البلد التي استهدفت أكثر من مرة، قوله: "المستشفى الذي عملت فيه في حلب بني تحت الأرض؛ لأنه تعرض للهجوم 17 مرة، ورغم ذلك فقد دمر بعد مغادرتي عندما استهدف بقنبلة خارقة للملاجئ"، وأضاف: "من الواضح أن من قام بذلك هم الروس؛ لأن النظام لا يملك هذه الأسلحة".
وقال سحلول، الذي زار سوريا 12 مرة في بعثات طبية إنسانية، إن الهدف من الهجمات على المؤسسات الطبية هو "تشريد السكان من أحيائهم ومدنهم"، وأضاف: "لو نظر الناس إلى عدد السوريين في الأزمة وشاهدوا ملايين اللاجئين فإنهم سيعرفون السبب، والناس مستعدون للبقاء وتحمل الوضع لو كانت هناك مستشفيات عاملة، لكنك عندما تقوم بالقضاء على المستشفيات وتقصف سيارات الإسعاف، فسيهرب الناس".
وبحسب الصحيفة، فإن مجلس الأمن الدولي أصدر في عام 2016 بيانا شجب فيه استهداف المؤسسات الطبية، مستدركة بأنه رغم هذا كله إلا أن منظمة الصحة العالمية لاحظت زيادة في الهجمات على المؤسسات الصحية في أول شهرين من عام 2018، وقالت منظمة الصحة العالمية في أول ثمانية أشهر من هذا العام، إن الهجمات على المنشآت الصحية أدت إلى وفاة 97 شخصا، وجرح 165 من موظفي الخدمات الصحية والمرضى.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن الباحثين في دراسة "بي أم جي غلوبال هيلث" من كلية الطب في جامعة كولومبيا ومستشفى ماونت سيناي سانت لوك، وكلاهما في نيويورك، دعوا الأمم المتحدة لحماية "المساحة المقدسة والحيادية الطبية في النزاع، ومعاقبة الجناة الذين يستهدفون النظام الطبي السوري".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
نيويوركر: ما علاقة قاعدة عسكرية أمريكية في سوريا بإيران؟
وول ستريت: كيف تمتحن هدنة سوريا علاقة روسيا مع تركيا؟
JP: نظام الأسد يمنح مواطنة لمقاتلي حزب الله والحرس الثوري