نشرت صحيفة "الإسبانيول" الإسبانية تقريرا تساءلت فيه عما إذا كان الفريق الملكي الإسباني يشهد "أزمة
إيسكو"، بعد أن واجه اللاعب ردود فعل سلبية من المشجعين في الملعب وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، وسط اتهامات له بزيادة وزنه وتداول شائعات حول احتمال مغادرته للفريق.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن هذا اللاعب الذي انضم للريال سنة 2013 قادما من فريق مالقا مقابل 30 مليون يورو، تعرض مجددا لصيحات وصافرات استهجان جماهير الفريق الملكي، أثناء مباراة ليلة الأربعاء ضد نادي سيسكا موسكو الروسي، في إطار الجولة الأخيرة في مرحلة المجموعات لمنافسات دوري أبطال أوروبا.
وقد انتابت
الجماهير حالة من الغضب، بعد أن أقدم متوسط الميدان إيسكو على القيام بحركة اعتبرها بعض المشجعين موجهة إليهم، فيما أكد آخرون أنها كانت بدافع الاحتجاج على أحد مساعدي الحكم. ومهما كان قصد إيسكو الحقيقي، فإن جزءا من الحاضرين في ملعب سانتياغو برنابيو اتخذوا موقفا ضد هذا اللاعب الدولي، وظلوا يلاحقونه بصافرات الاستهجان كلما كانت الكرة في حوزته، خلال هذه المباراة التي انتهت بهزيمة ثقيلة للريال على ميدانه.
وأكدت الصحيفة أنه بعيدا عن هذا الخلاف مع الجماهير، قدم إيسكو في هذه المباراة فعلا مستوى ضعيفا، ولم يقم بالتمريرات والتحركات التي كانت مطلوبة منه، خاصة مع تدني مستوى الفريق بشكل عام. وقد فشل إيسكو في فرض شخصيته وإظهار قدراته في هذه المباراة، لذلك عاقبته الجماهير بتلك الطريقة، بعد أن كان يحظى باحترام كبير في ملعب سانتياغو برنابيو.
وأشارت الصحيفة إلى أنه يبدو أن جماهير الفريق الملكي في الفترة الأخيرة نسيت مكانة هذا اللاعب، الذي كان يحظى بتشجيع خاص خلال السنوات الأخيرة. فمنذ أولى مشاركاته مع الفريق، كان دائما يتلقى التصفيق والتشجيع الحار من قبل جماهير النادي. وقد بات من الواضح أن إيسكو بعيد عن مستواه وفقد جهوزيته البدنية، وهو ما أثار شكوكا بشأن ارتفاع وزنه خاصة بعد الصورة التي التقطت له قبل دخوله الميدان لتعويض داني سيبايوس، في المباراة ضد فالنسيا.
وذكرت الصحيفة أن شبكات التواصل الاجتماعي تناقلت هذه المسألة، إلا أن إيسكو رد على هذه الأقاويل بطريقة طريفة. فقد نشر صورة له من دون قميص في حسابه على موقع إنستغرام، داعيا متابعيه إلى التصويت بنعم أو لا على السؤال: "هل أنا سمين؟" إلا أن ردود الأفعال كانت سلبية على هذه الصورة، وهو على الأرجح يشعر الآن بالندم.
وبعيدا عن مواقع التواصل الاجتماعي، يبدو أن حالة إيسكو وطريقة لعبه تثير قلق إدارة النادي. ففي الماضي، كان هذا اللاعب قادرا على جعل الجماهير تقف من مقاعدها عندما تكون الكرة بحوزته، إلا أنه فقد لمساته السحرية وبات كثيرون يتساءلون حول ما إذا كان قادرا على استعادة مستواه المعهود.
وأوردت الصحيفة أن إيسكو ليس اللاعب الوحيد الذي واجه هذا المشكل، فقد سبق أن تعرض زين الدين زيدان لنفس هذا الموقف في
ريال مدريد. ولكن بالنسبة لإيسكو، فإنه منذ عودته بعد خضوعه لعملية الزائدة الدودية، وفترة الراحة التي تلتها، أصبح يعاني من تذبذب مستواه، وزادت الشائعات بشأن اقتراب رحيله من القلعة البيضاء.
ونوهت الصحيفة بأن بعض لاعبي الفريق، مثل داني كارفاخال، حاولوا التخفيف من وطأة هذه الأزمة وتجنبوا الخوض فيها، إلا أن آخرين مثل البرازيلي مارسيلو، الذي يعد القائد الثاني للفريق، لم يتردد في توجيه العتاب إلى إيسكو بشكل علني. ولا تعد هذه المرة الأولى التي يقوم فيها اللاعب البرازيلي بانتقاد زميله إيسكو أمام وسائل الإعلام، فقد قال مارسيلو أمام الصحفيين أنه "عندما تطلق الجماهير صافرات الاستهجان ضد لاعب ما، فإن هناك شيئا يجب أن يتغير".
وحاول مارسيلو تدارك الأمر بالإشارة إلى أنه هو أيضا تعرض لصافرات الجماهير، وأن هؤلاء من حقهم التعبير عن احتجاجهم على اللاعبين. وختم مارسيلو تصريحه بالقول إن إيسكو تأثر بذلك الموقف، ولكن جميع لاعبي الفريق أيضا تأثروا.
وذكرت الصحيفة أن المدرب سانتياغو هيرنان سولاري واجه هو أيضا أسئلة حول حالة متوسط الميدان إيسكو، أثناء الندوة الصحفية التي انعقدت بعد المباراة ضد الفريق الروسي. ويبدو أن المدرب لم يرغب في صب الزيت على النار، واكتفى بالقول إن المشجعين يقومون بالتعبير عن مشاعرهم، وأن صافراتهم لا يفترض أن تثير قلقه هو ولا قلق أي واحد من لاعبيه.
وأكدت الصحف أن العديد من الفرق الكبرى في الدوريين الإنجليزي والإيطالي، مثل مانشستر سيتي ويوفنتوس، تتابع باهتمام كل الأخبار المتعلقة بهذا اللاعب. كما أن هنالك فريقا آخر قد يدخل على الخط للظفر بخدمات إيسكو في حال استعداد ريال مدريد لتسريحه، وهو الفريق البافاري بايرن ميونخ.
وفي الختام، اعتبرت الصحيفة أنه إذا كان فرانسيسكو رومان ألاركون سواريز، المعروف بـ "إيسكو"، يرغب فعلا في مواصلة ارتداء قميص الفريق الملكي فيجب عليه العمل بجد من أجل استعادة ذلك الوجه الذي ظهر به سابقا، والذي مكنه من إجبار المدرب على جعله لاعبا أساسيا في تشكيلته والإبقاء على غاريث بيل احتياطيا لفترة من الزمن.