انتهى اليوم الأول للقمة الأوروبية في بروكسل، بشأن بريكست البريطاني، التي عقدت اليوم الجمعة، وغادرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قادة الاتحاد الأوروبي، وسط انتظار البريطانيين بشأن نتيجة محادثاتها.
وبحسب ما نشرته الوكالة الفرنسية، فإن ماي خرجت من القمة دون إحراز أي تقدم، متعهدة بالقيام بمزيد من المباحثات للحصول على ضمانات من قادة الاتحاد، لمساعدتها على الترويج لاتفاق بريكست في بريطانيا.
وحضرت ماي إلى بروكسل بهدف الحصول على ضمانات إضافية من نظرائها الأوروبيين لتعزيز فرص التصويت على اتفاق خروج المملكة من الاتحاد.
ولم يقتنع قادة أوروبا بحجج ماي، كما أنهم أبدوا انزعاجهم من المطالب "المبهمة" لرئيسة الوزراء البريطانية، رافضين إعادة التفاوض على بنود الاتفاق الخاصة بمسألة الحدود الإيرلندية المثيرة للجدل.
وقال دبلوماسيون أوروبيون إنّ ماي لم تتمكن من شرح ما الذي تريده بالتحديد، أو كيف ستضمن تأمين غالبية التصويت في البرلمان لصالح الاتفاق.
وتعود ماي للندن للاستعداد لطرح الاتفاق مجددا أمام البرلمان، بعد خمسة أيام فقط من إرجائها تصويتا مقررا بسبب المعارضة الكبيرة في صفوف حزبها نفسه.
وقالت ماي في مؤتمر صحفي في بروكسل: "لا يزال هناك عمل يجب إنجازه، وسنجري مباحثات خلال الأيام المقبلة حول كيفية الحصول على مزيد من الضمانات التي يحتاج إليها البرلمان البريطاني ليكون بوسعه تمرير الاتفاق".
اقرأ أيضا: هل تنجح "ماي" بإقناع البرلمان بخطتها للخروج من الاتحاد الأوروبي؟
ولم يتضح على الفور أي مباحثات إضافية كانت ماي تشير إليها، خصوصا بعد أن أزال قادة الاتحاد عبارة من النسخة النهائية لمحضر الاجتماع، تشير إلى "ضمانات إضافية" بخصوص مسألة الحدود.
وبحسب مسؤولين أوروبيين، فإنه لن تعقد قمم أوروبية قبل 21 كانون الثاني/ يناير، وهو الموعد الذي حددته ماي موعدا نهائيا لطرح الاتفاق للتصويت أمام البرلمان.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "هناك اتفاق، الاتفاق الوحيد والأفضل الممكن، ولا يمكنني إعادة التفاوض بشأنه. لكن يمكن أن نوضح ونطمئن".
وكان رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال قال الجمعة إنّ "المؤشرات" التي عبّرت عنها ماي الخميس "ليست مطمئنة بشكلٍ كافٍ"، حول قدرة لندن على "الوفاء بالتزاماتها" الواردة في اتفاق بريكست.
واورد ميشال عند وصوله للمشاركة في ثاني أيام القمة الأوروبية في بروكسل "سنحضّر أنفسنا إذاً لكلّ الفرضيات"، وبينها احتمال خروج بريطانيا "بدون اتفاق".
اقرأ أيضا: تيريزا ماي تحصل على ثقة برلمانيي حزبها (نتائج)
وليل الخميس، أعلن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أن على "زملائنا البريطانيين أن يقولوا لنا ماذا يريدون بدل أن يطلبوا منا قول ما نريد"، مؤكدا أنه "لا يوجد وقت على الإطلاق لإعادة التفاوض".
وأوضحت صور لليوم الأول للقمة الأوروبية نقاشا حادا بين ماي ويونكر، وقال قارئو الشفاه لوسائل إعلام بريطانية إنّ ماي كانت تقول "ماذا نعتني؟ لقد نعتني بالغامضة. نعم لقد فعلت ذلك".
وكانت ماي أرجأت تصويتا في مجلس العموم هذا الأسبوع على مسألة بريكست لتفادي هزيمة كبيرة، لكنها تعهدت أن يتم التصويت بشكل نهائي الشهر المقبل، بحلول 21 كانون الثاني/يناير على أقصى تقدير.
لكن هذا الموعد الجديد للتصويت مقارب جدا لتاريخ 29 آذار/ مارس المقبل، وهو الموعد المحدد مسبقا لخروج بريطانيا من الاتحاد.
ماي تلمح لعرض نقطة خلافية في "بريكست" أمام تصويت النواب
ماي: فشل خطة الاتفاق ستعني مزيدا من الانقسام في بريطانيا
وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يؤيدون مشروع اتفاق بريكست