شهد العام 2018 في اليمن، سلسلة من الأحداث المثيرة، سياسيا وعسكريا، وتحولات في بعض المواقف لبعض القوى السياسية في البلاد، فيما كان الحدث الأبرز بينها، بلوغ الأزمة بين دولة الإمارات الشريك الرئيسي للسعودية في تحالفها العسكري، وبين الحكومة المعترف بها دوليا، أوجها.
محاولة انقلابية
واجهت حكومة الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي،
أواخر كانون الثاني/ يناير مطلع عام 2018، انقلابا ثانيا، قاده انفصاليون جنوبيون مدعومون من دولة الإمارات في مدينة
عدن (جنوبا)، اندلعت على إثره مواجهات دامية مع قوات الحرس الرئاسي التي تصدت
لمحاولات السيطرة على قصر المعاشيق ومقار عسكرية أخرى.
وعقب معارك استمرت لثلاثة أيام، تدخلت السعودية،
بوساطة لإيقافها، إلا أنه فور دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، تم خرقه، وتعرض
اللواء الرابع حماية رئاسية، لهجوم واسع جوي من مقاتلات حربية إماراتية وبري من
قوات انفصالية، انتهت بالسيطرة على مقر اللواء في دار سعد، شمالي عدن.
هجوم حوثي هو الأكبر
وكان لافتا، تنفيذ الحوثيين، لأكبر هجوم صاروخي على
السعودية منذ انطلاق عمليات التحالف الذي تقوده، حيث أطلقوا 7 صواريخ باليستية على
مدن مختلفة بينها العاصمة الرياض، وذلك مع حلول الذكرى الثالثة لعاصفة الحزم في 26
آذار/ مارس من عام 2018.
استقالات
وفي 19 آذار/ مارس، أعلن الرجل الثاني في الحكومة
المعترف بها، عبدالعزيز جباري، استقالته من منصبيه، نائب رئيس الوزراء، وزير
الخدمة المدنية، احتجاجا على سياسات التحالف العربي، وعدم جديته في حسم المعركة ضد
الحوثيين.
اقرأ أيضا: رغم التعهد بالالتزام.. اشتباكات بالحديدة بعيد سريان الهدنة
وعقب استقالة السياسي الشهير، جباري، أعلن وزير
الدولة في الحكومة الشرعية، صلاح الصيادي، استقالته من منصبه، بعد أيام، من دعوته
للتظاهر لأجل عودة الرئيس هادي للبلاد، بعد تقارير كشفت عن خضوع هادي حينها
للإقامة الجبرية في الرياض.
اغتيال
بموازاة ذلك، تلقت جماعة الحوثي، ضربة موجعة، بمقتل
رئيس ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى" ( أعلى سلطة في صنعاء)، صالح
الصماد، في نيسان/ إبريل من هذا العام، قيل إنه قتل بغارة جوية لطيران التحالف في
مدينة الحديدة (غرب البلاد).
والصماد من أبرز الوجوه السياسية للجماعة التي
اعتمدت عليها، وكرسته كيد ناعمة لها، نظرا لقدرته على التواصل مع الأطراف الأخرى. ويوصف بأنه عراب الاتفاقات مع إيران، خلال زيارته لها على رأس وفد حوثي، في
آذار/ مارس 2015، بشأن "تنظيم رحلات للطيران الإيراني إلى صنعاء، ودعم سلطتها
في مجالات الكهرباء والمشتقات النفطية".
أزمة غير مسبوقة مع الإمارات
ولعل الأحدث الأبرز خلال هذا العام، الأزمة التي
نشبت بين الإمارات والحكومة اليمنية، إثر إرسال الأولى قوات عسكرية معززة بآليات
ومدرعات مطلع أيار/ مايو، إلى جزيرة سقطرى، وسيطرتها على مطارها بعد طرد القوات
المحلية منها.
وتزامن هذا الإجراء العسكري، مع تواجد رئيس الوزراء
اليمني السابق، أحمد بن دغر، الذي وصل إلى الجزيرة، التي تعد أكبر الجزر الواقعة على
المحيط الهندي قبالة سواحل اليمن.
ومع بلوغ الأزمة حدا غير مسبوق، ووصولها إلى الأمم
المتحدة، فقد تدخلت الرياض لتقود اتفاقا يقضي بمغادرة القوات الإماراتية من
جزيرة سقطرى، وعودتها إلى ما قبل ذلك الانتشار العسكري.
اقرأ أيضا: هكذا أصبح المصرف المركزي اليمني ساحة إضافية للحرب
وإزاء ذلك، تنامى مطلب "طرد أبوظبي من التحالف
العسكري الذي تقوده الرياض" بشكل واسع شعبيا ورسميا، وصل حد وصف التحالف بأنه
احتلال.
وهذا الشعار رفعه متظاهرون في مدن جنوبية عدة، قابله
تمزيق صور القادة السعوديين والإماراتيين من لوحات بارزة في شوارع مدينة المكلا
(شرقا) وعدن الساحلية، وهتفوا برحيل قوات التحالف من البلاد.
انسحاب
في حزيران/ يونيو 2018، أعلنت الحكومة الماليزية،
سحب قواتها المشاركة في التحالف الذي تقوده السعودية باليمن، والتي انضمت
إليه كدولة "مؤيدة" في العام 2015.
وبحسب وزير الدفاع الماليزي محمد سابو، فإن القرار
اتخذ بالتوافق عليه من قبل أعضاء الحكومة.
تعليق تصدير النفط
في
25 تموز/ يوليو من العام الجاري 2018، أعلنت شركة "أرامكو" السعودية، تعليق إرسال جميع شحنات النفط عبر باب
المندب، إلى أن تصبح الملاحة آمنة.
وجاء هذا الإعلان من الشركة، بعد هجوم نفذه الحوثيون
على ناقلتين تحمل كل منهما مليوني برميل من النفط الخام، في البحر الأحمر.
مشاورات
وفشلت الجولة الرابعة من المشاورات اليمنية التي
ترعاها الأمم المتحدة، قبل انطلاقها في 6 أيلول/ سبتمبر، بسبب عدم وصول وفد
الحوثيين إلى مقر المفاوضات في سويسرا.
إلا أن المبعوث الأممي الخاص لليمن، كثف من جهوده
لاستئناف محادثات السلام بين الحكومة والحوثيين، حيث استضافت ستوكهوم في السويد، الجولة الخامسة من المشاورات في
كانون الأول/ ديسمبر الجاري، وانتهت بإحراز تقدم في ملف الأسرى والمعتقلين،
واتفاق آخر بشأن وقف القتال في الحديدة (غربا)، وخضوع الميناء الاستراتيجي فيها
لإشراف الأمم المتحدة.
معارك
دامية
وعلى الصعيد العسكري، شهدت جبهات عدة في البلاد،
معارك دامية، وكانت المواجهات في مدينة الحديدة، هي الأعنف، بعدما أطلقت قوات يمنية
مدعومة من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، عملية عسكرية واسعة، لاستعادة
المدينة ومينائها الاستراتيجي.
ومع توغل القوات الموالية للحكومة الشرعية، في عمق
المدينة، وتمركزها على بعد 5 كيلومترات من الميناء، تعالت الأصوات المطالبة بوقف
القتال في هذه المدينة الواقعة على البحر الأحمر، من قبل دول كبرى، قبل أن تدخل
الحكومة والحوثيين في مفاوضات رعتها الأمم المتحدة، انتهت بإعلان الاتفاق عن خطة
لإنهاء المعارك فيها.
إقالات ولقاءات
وفي منتصف تشرين الأول/ أكتوبر، أصدر الرئيس اليمني،
قرارا مثيرا، قضى بإقالة رئيس حكومته، أحمد عبيد بن دغر، وإحالته للتحقيق، وتعيين
بديل عنه.
واعتُبر أن هذا القرار لاسيما في جزئه الثاني (الإحالة للتحقيق)، جاء استجابة لضغوط التحالف، وتصفية حسابات على موقفه
في قضية سقطرى وانقلاب يناير (مطلع العام الجاري) الذي قام به مجلس عيدروس الزبيدي
التابع لأبوظبي.
وفي منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر، ظهر زعيم حزب
الإصلاح اليمني، محمد اليدومي، وأمينه العام، في العاصمة الإماراتية، بشكل مفاجئ،
حيث عقدا لقاء مع ولي عهد أبوظبي، أُثيرت حوله تساؤلات وعلامات استفهام عدة، حول
ما يمكن أن تحدثه هذه الزيارة في سياق العداء الإماراتي ضد هذا الحزب المصنف بأنه تابع لجماعة الإخوان المسلمين.
باحث: هذا ما يبرر ازدواجية بن بيّه وحمزة يوسف.. "الأيديولوجيا"
كم منزلا هدمه الاحتلال خلال 2018 كوسيلة للعقاب؟ (أرقام)
هكذا وضع السيسي حرية الصحافة والإعلام بين فكيه في 2018