تحدث خبير عسكري إسرائيلي بارز، عن الهجوم الإسرائيلي الأخير في سوريا والصمت الروسي حياله، مشددا في الوقت ذاته على أهمية أن تستخلص "إسرائيل الدروس من عملية خان يونس الفاشلة".
واعتبر الخبير العسكري في صحيفة "إسرائيل
اليوم" العبرية يوآف ليمور، أنه "ليس مفاجئا أن يقضي غادي أيزنكوت ليلة
السبت الأخيرة له كرئيس أركان في بئر الكريا (مقر القيادة في وزارة الأمن)، وهو
يتابع نتائج قسم آخر من النشاط الذي كان في بؤرة ولايته، مع وضع قدمه على الدواسة،
حتى اللحظة الأخيرة، لوقف شيء آخر قبل أن ينتهي".
ونوه إلى أن "أوجاع الرأس" في إيران،
سوريا، ولبنان وغزة، "لا تنتهي مع تبادل رئاسة الأركان"، حيث يجري
التحضير كي يستلم أفيف كوخافي رئاسة أركان جيش الاحتلال خلفا لأيزنكوت.
وذكر ليمور، أن الغارة الإسرائيلية في دمشق، استهدفت
"المنطقة اللوجستية التي تحوزها إيران في المطار الدولي بدمشق"، منوها
إلى أن "طائرة عسكرية إيرانية هبطت في مطار دمشق قبل بضع ساعات من الغارة".
وأضاف أن "سوريا، على عادتها، زعمت أنها اعترضت
معظم الصواريخ التي أطلقتها طائرات سلاح الجو"، معتبرا أنه "لا حاجة
للتعاطي دوما مع التقارير السورية حرفيا؛ فبشار الأسد لديه رأي عام، داخلي ودولي،
وهو بحاجة لأن يشرح لهم".
وتساءل: "داخليا؛ لماذا تواصل إسرائيل الهجوم
بلا إزعاج حتى بعد أن انتهت الحرب الأهلية؟، وللعالم؛ كيف يحصل أن إيران تعمل في
المطار الدولي لدمشق وكأنها طهران؟، ولماذا لا تمنع سوريا هذا النشاط الذي يوجد في
بؤرة تثبيت الوجود الإيراني في سوريا ونقل السلاح لحزب الله؟".
اقرأ أيضا: أهم التحديات التي تواجه القيادة الجديدة لجيش الاحتلال
وبشأن "الصمت الروسي"، قال: "كان
صعبا ألا نلاحظ أمس الصمت الروسي، في ضوء الهجوم شبه العلني، فمنذ إسقاط الطائرة
الروسية في أيلول الماضي، ساءت العلاقات بين تل أبيب وموسكو، وتعرضت إسرائيل
لتنديدات كثيرة، بما في ذلك الادعاءات بأنها تعرض القوات الروسية في سوريا وأمن
المنطقة للخطر".
وفي "الأسابيع الأخيرة سجل تسخين ما في
العلاقات، ويحتمل أن يكون التجاهل الروسي لهجوم ليل السبت كان استمرارا
لذلك"، وفق الخبير الذي رجح قيام "إسرائيل بوضع روسيا مسبقا في صورة
الهجوم عبر الخط الساخن، الذي يعمل بين قاعدة الكريا في تل أبيب والقاعدة الجوية
الروسية في حميميم".
وتابع: "من الخير أن تواصل إسرائيل الخط الحذر
الذي تتخذه في الأشهر الأخيرة في كل ما يتعلق بالأعمال الهجومية في سوريا، كي تمنع
مواجهة متجددة مع الروس"، لافتا إلى أن "هذه ستكون مهمة كوخافي، وإن لم
يكن مؤكدا أن أيزنكوت قال كلمته الأخيرة في كل ما يتعلق باستخدام القوة العسكرية
في المنطقة".
ورأى أن المؤتمر الذي عقدته كتائب الشهيد عز الدين
القسام بغزة السبت، والذي تحدثت فيه عن بعض تفاصيل العملية الأمنية الإسرائيلية
الخاصة الفاشلة شرق خان يونس، "طمس قليلا النجاح في الساحة الشمالية".
وحول الضرر الأمني الكبير الناجم عن فشل العملية
الإسرائيلية بغزة، لفت ليمور إلى أنه "يمكن الافتراض بأن هذه ليست نهاية
القصة، ويبدو أن لدى حماس معلومات أخرى لبعضها قدرة كامنة لإلحاق ضرر أمني كبير؛
في غزة وفي جبهات أخرى".
ونوه إلى أن "التحقيق في الحدث يوجد الآن في
ذروته، وبعد أن عرض مرتين على رئيس الأركان ورئيس الاستخبارات أمان، فإنه سيعرض عليهما غدا مرة أخرى، قبل لحظة من
إنهاء أيزنكوت لمهام منصبه".
أما "الخلاصات التي سيقوم بها كوخافي، فتتطلب غير
قليل من السطور الأخيرة، وفي المقابلات التلفزيونية التي منحها السبت، زعم أيزنكوت أنه لم يقع في هذه العملية خلل بل سلسلة أخطاء"، وفق الخبير الذي قال إنه
"من المعلومات التي تراكمت تظهر صورة مختلفة، تطرح أسئلة قاسية حول العملية
مرتبطة بفشل العملية".
وبين أن "تحقيق العمليات سيؤدي بالتأكيد
لاستنتاجات مهنية كثيرة، وشخصية أيضا"، مؤكدا وجود ما أسماه "دم فاسد
داخل الوحدة، يستوجب الإخراج السريع"، كما شدد على أهمية "استخلاص
الدروس، من أجل جعل الفشل رافعة لأعمال تنفيذية ناجحة في المستقبل"، وفق رأيه.
هكذا قرأت صحيفة إسرائيلية تصاعد التوتر بين فتح وحماس
دراسة إسرائيلية: هذه الفرص والمخاطر في العلاقات مع الصين
هآرتس: عمليات الضفة تعزز قوة حماس وتضعف السلطة.. كيف؟