نشرت صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية تقريرا عرضت من خلاله مجموعة من الحروب والصراعات الداخلية في جميع أنحاء العالم، التي لا تزال قائمة إلى الآن.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن عشرة نزاعات مسلحة احتدّت بشكل كبير خلال سنة 2018 من أصل 25 صراعا دائرا في جميع أنحاء العالم.
وقد تحوّل مخيم إيمفيبي للاجئين في أوغندا إلى مدينة تضم 95 ألف لاجئ، حيث يستقبل المخيم يوميا نحو600 شخص من الفارين من الحرب في جنوب السودان، وهي واحدة من أكثر المناطق التي شهدت أعمال عنف في القرن الحالي.
وأوردت الصحيفة أن حصيلة القتلى في ارتفاع مطرد منذ اندلاع الحرب الأهلية الجنوبية السودانية سنة 2013.
كما أن اتفاق السلام المزعوم الذي أبرمه رئيس جنوب السودان سالفا كير، وزعيم المعارضة ونائب الرئيس السابق رياك مشار، لم يساهم في وقف الخسائر البشرية نتيجة النزاعات المسلحة الدامية.
وقد أفادت منظمة مجلس العلاقات الخارجية أن الحرب الأهلية في السودان من بين الحروب التي اتخذت مسارا كارثيا سنة 2018. وقد سلطت هذه المنظمة الضوء على 14 صراعا لا يزال قائما إلى حد اليوم.
وذكرت الصحيفة أن الحرب الأهلية في أفغانستان اندلعت منذ سنة 2001. ولم تتوقف أعمال العنف الدامية في هذا البلد سوى مرة واحدة بموجب هُدنة دامت ثلاثة أيام بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، للاحتفال بنهاية شهر رمضان في شهر حزيران/ يونيو من سنة 2018.
اقرا أيضا : نيويورك تايمز: ما حقيقة انتهاء تنظيم الدولة؟
وبينت الصحيفة أن وتيرة العنف احتدت في أفغانستان بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة من السنة الماضية، حيث تكرس حركة طالبان كل جهودها للإطاحة بالحكومة عبر استهداف المدنيين والمواقع العسكرية.
وقد خلف النزاع المسلح في أفغانستان أكبر حصيلة من الضحايا، بلغت 131 ألف قتيل و2.6 مليون لاجئ و1.2 مليون مشرد داخل البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن المكسيك لا تعيش على وقع حرب مفتوحة ومُعلنة مثل باقي بؤر التوتر، ولكن العنف الإجرامي تسبب في اندلاع واحد من أكثر الصراعات دموية.
فعلى الرغم من أن الأرقام ليست دقيقة حول الحصيلة الإجمالية للقتلى، إلا أن أغلبية المصادر التي تحرت هذه المسألة تشير إلى أن 100 ألف شخص لقوا حتفهم في المكسيك خلال سنة 2018.
وتعمل الدولة جاهدة على إنهاء موجة العنف التي تدعمها أكثر من 200 خلية تهريب مخدرات في البلاد. ونتيجة لذلك، نزح 345 ألف مواطن إلى أماكن أخرى داخل المكسيك هربا من العنف والابتزاز.
ونوهت الصحيفة بأن الأزمة بين أكراد كردستان والسلطات التركية ليست حديثة العهد، إذ ما انفك حزب العمال الكردستاني يحارب الدولة التركية للمطالبة بتوسيع حلقة حقوقه السياسية والثقافية منذ سنة 1984.
وقد تسبب النزاع المسلح بين الطرفين في مقتل 32 ألف شخص في تركيا. وقد دخل هذا الصراع في أكثر مراحله دموية خلال العقود الثلاثة الماضية، منذ أن خرق الطرفان المفاوضات المنعقدة في شهر تموز/ يوليو من سنة 2015.
وذكرت الصحيفة أن السلطات العسكرية في ميانمار تشن هجمات مستمرة ضد مسلمي الروهينغا في ولاية راخين، منذ اندلاع المشاحنات بين المجتمعات المسلمة والبوذية سنة 2017.
اقرأ أيضا : تقرير أممي يكشف طرق تمويل إيران لعمليات الحوثي باليمن
وقد أجبرت أعمال القتل العشوائية وحرق القرى أكثر من مليون شخص على مغادرة البلاد. وقد اعتبر مفوض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ممارسات الحكومة البورمية بمثابة "تطهير عرقي".
ووفقا لبيانات مركز رصد النزوح الداخلي، اضطر قرابة مليونا مواطن في نيجيريا إلى مغادرة قراهم وبدأ حياتهم من جديد في مناطق أخرى أكثر أمانا في البلاد.
وقد أدى عنف جماعة بوكو حرام إلى قتل قرابة 30 ألف شخص منذ سنة 2004. في المقابل، يعمل الجيش النيجيري بمساعدة دولة بنين والكاميرون وتشاد والنيجر على الحد من نفوذ هذه الجماعة في العديد من المواقع.
وأوردت الصحيفة أن الحرب في سوريا ما زالت قائمة على الرغم من إشارة الكثير من المصادر إلى اقترابها من الانتهاء وتراجع وتيرة أعمال العنف خلال السنة الماضية.
وفي الواقع، إن عدد اللاجئين والمشردين داخل سوريا لا يمكن مقارنته بأي صراع آخر في القرن الواحد والعشرين.
فقبل اندلاع الحرب، بلغ التعداد السكاني في سوريا نحو 20 مليون نسمة، قُتل منهم 278 ألف شخص وهاجر ست ملايين بطريقة غير شرعية، بينما نزح سبعة ملايين آخرون إلى مناطق أخرى من البلاد أقل تعرضا لأعمال العنف.
وأشارت الصحيفة إلى أن الكثير من الحروب والصراعات منسية ولا تحظى باهتمام عالمي كبير، على غرار الحرب اليمنية والعنف المتفشي في جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى، وأعمال العنف بقيادة حركة الشباب الإسلامية القتالية في الصومال.
وتؤكد منظمة مجلس العلاقات الخارجية أن جميع الحروب والصراعات المذكورة قد بلغت ذروتها سنة 2018.
أوبزيرفر: كيف انتهى 2018 بانتصار للأسد في حربه الوحشية؟
لوموند: فرنسا تضيع دون أمريكا بمتاهة الصراع السوري
وول ستريت: هكذا يرى أعداء أمريكا قرار الخروج من سوريا