نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا للصحافي كريس بينز، يقول فيه إن حوادث القتل الإرهابية العام الماضي ارتبطت كلها بالتطرف اليميني، بحسب تقرير جديد.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه قتل ما لا يقل عن 50 شخصا من مهاجم مرتبط بالتطرف اليميني في 2018، وهي زيادة بنسبة 35% عن العام الذي سبقه، بحسب ما وجدت رابطة مكافحة التشهير.
ويجد بينز أن هذا الارتفاع يعني أن ثلاثة أرباع حوادث القتل التي قام بها متطرفون في أمريكا، على مدى العقد الماضي، هي مرتبطة بالإرهاب المحلي اليميني المتطرف، وهو أكثر بثلاث مرات من تلك التي ارتكبها إرهابيون "إسلاميون".
وتنقل الصحيفة عن رابطة مكافحة التشهير، قولها إنه يجب أن تكون هذه الأرقام بمثابة "جرس إنذار للجميع حول النتائج القاتلة لخطاب الكراهية"، مشيرة إلى أن الرابطة، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، تقوم برصد معاداة السامية وغيرها من جرائم الكراهية.
ويورد التقرير نقلا عن المدير التنفيذي جوناثان غرينبلات، قوله: "لقد آن الأوان لأن تدرك قيادات الشعب جيدا مدى خطورة التهديد، وأن توفر الإمكانات اللازمة للتعامل مع كارثة التطرف اليميني".
ويلفت الكاتب إلى أن الرابطة قامت بحساب كل جريمة قتل كان الجاني أو المشتبه به على اتصال بالمجموعات اليمينية المتطرفة، أو يحمل تلك الأيديولوجية، بما في ذلك المجموعات البيضاء التي تعتقد بأن العرق الأبيض أفضل من غيره، والإسلاموفوبيا، ومعاداة السامية، ومعاداة المرأة، مستدركا بأنه لم يتم التحقق تماما في الجرائم كلها بأن التطرف هو المحفز على القتل.
وتنقل الصحيفة عن الرابطة، قولها إن العام الماضي كان هو الأكثر في عدد جرائم القتل التي قام بها يمينيون متطرفون منذ عام 1995، عندما قام تيموثي ماكفيه بتفجير تسبب بقتل 168 شخصا في مدينة أوكلاهوما.
ويفيد التقرير بأنه عند وضع أشكال التطرف كلها في عين الاعتبار، فإن عام 2018 يأتي في الترتيب الرابع للإرهاب المحلي في أمريكا منذ عام 1970، بحسب ما قالته رابطة مكافحة التشهير، لافتا إلى أن سبب الارتفاع قد يكون هو العدد العالي للضحايا في خمسة حوادث إطلاق نار، نتج عنها 38 وفاة من خمسين حالة وفاة العام الماضي.
وينوه بينز إلى أن نسبة الوفيات المتعلقة بالأيديولوجيات اليمينية ارتفعت أيضا بشكل حاد على مدى العامين الماضيين، ففي عام 2017 ارتكب المتطرفون اليمينيون 62% من حالات القتل الناتجة عن التطرف بشكل عام، حيث شكلت تلك النسبة ارتفاعا عن نسبة 21% لعام 2016، بحسب رابطة مكافحة التشهير، التي قالت إن الازدياد يعكس توجها على المدى الطويل.
وتذكر الصحيفة أن المتطرفين اليمينيين المحليبن ارتكبوا على مدى العقد الماضي ما نسبته 73.3% من حوادث القتل المرتبطة بالتطرف في أمريكا، وارتبط منها 23.4% بالتطرف الإسلامي.
ويورد التقرير نقلا عن جاكوب ديفي، الذي يقود البحث في التطرف اليمين في معهد الحوار الاستراتيجي في لندن، قوله إن تهديد اليمين يتزايد على المستوى الدولي، وأضاف لـ"إندبندنت": "المناخ العالمي، خاصة في أمريكا وأيضا في أنحاء أوروبا والمملكة المتحدة أصبح مستقطبا، وهذا يمكن ويشجع الأصوات اليمينية، وهو أيضا يخلق بيئة تجعل من السهل لشخص أو مجموعة الاستفادة من حالة الاستقطاب هذه ليزيدوا من حدة الانقسام".
ويتابع ديفي قائلا: "كما أننا نرى بعض الجهد الدعائي الدولي لإذكاء هذا الجو من الخوف الكراهية"، مشيرا إلى أن الاتصالات الرقمية "خفضت جدار الدخول" للمشاركة في الحركات المتطرفة، وفي الوقت ذاته فإن رئاسة دونالد ترامب "مكنت الناشطين اليمينيين من خلال تكتيكات اللغة المشفرة".
ويذكر الكاتب أن متطرفي التفوق الأبيض قاموا بارتكاب 39 عملية قتل في أمريكا العالم الماضي، بحسب رابطة مكافحة التشهير، مع أنها سجلت أن واحدة منها ارتكبها شخص أبيض أصبح مهتما بـ"الإسلام المتطرف"، قبل أن يقوم بطعن مراهق في فلوريدا في شهر آذار/ مارس.
وتشير الصحيفة إلى أن 11 ممن قتلوا عام 2018 كانوا عبارة عن مصلين تم فتح النار عليهم في كنيس (تري أوف لايف) اليهودي في بتزبيرغ في تشرين الأول/ أكتوبر، وقيل إن المهاجم روبرت بورز (46 عاما) أطلق صرخات معادية للسامية عندما قام بالهجوم، لافتة إلى أنه في شباط/ فبراير قتل 17 شخصا في مدرسة باركلاند في فلوريدا من نيكولاس كروز، الذي قالت الشرطة إنه يحمل أفكارا "متطرفة"، وكان كروز قد نشر تعليقات عنصرية، وتعكس الإسلاموفوبيا على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويلفت التقرير إلى أن تقرير رابطة مكافحة التشهير يتضمن لأول مرة العنف الذي يحفزه ما يسمى بحركة "incel" المعادية للنساء والنشيطة على الإنترنت، التي عادة ما شارك فيها من يسمون "العزاب غير الراغبين"، الذين لا يستطيعون إقامة علاقات مع النساء، معبرين فيها عن غضبهم على النساء.
ويقول بينز إن سكوت بيريلي قام في تشرين الثاني/ نوفمبر بفتح النار على امرأتين وقتلهما في نادي يوغا في فلوريدا، وكان قبل ذلك قد نشر فيديوهات على الإنترنت يشكو فيها من "المؤامرة الجمعية" للنساء، واقترح أنه يجب "عقابهن" بـ"الصلب".
وبحسب الصحيفة، فإن رابطة مكافحة التشهير طالبت سلطات فرض النظام بـ"أن تفصح عن رفضها لكل تجسيد للكراهية والتطرف"، وأن تسن قوانين خاصة للتعامل مع الإرهاب المحلي، وقالت: "لمدة طويلة قام صانعو القرار بمنح اهتمام غير متكافئ بالتطرف الإسلامي على حساب الجهوزية للتعامل مع الكثير من القضايا الأمنية الأخرى".
وينوه التقرير إلى أن معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن قد حذر العام الماضي من أن الهجمات الإرهابية التي يقوم بها المتطرفون اليمينيون على الأراضي الأمريكية قد تضاعفت أربع مرات، وأشار المعهد إلى أن انتخاب ترامب "أعطى دفعة للمتطرفين اليمينيين"، لكنه قال إن تنامي التطرف بدأ قبل ترشحه للرئاسة.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى قول مدير مشروع التهديدات العابرة للحدود سيت جونز: "تحتاج الوكالات الأمريكية المحلية والفيدرالية لنقل جزء من تركيزها وإمكانياتها الاستخباراتية إلى اختراق شبكات اليمين المتطرف لمنع وقوع هجمات في المستقبل".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
مسؤول سابق: ترامب قد يكون متورطا مع الرياض بجانب روسيا
تقرير مثير لـ"بولتيكو" حول اليوم الأكثر تغريدا في حياة ترامب
التايمز: لهذا غيّر ترامب موقفه من سوريا وهكذا برره