قال دبلوماسي إسرائيلي إن "معدل معاداة السامية يزداد بصورة متسارعة في تيار اليسار الأمريكي، بما يشكل خطرا على إسرائيل، بالتزامن مع زيادة نشاط حركة المقاطعة العالمية البي دي اس، لأن هناك روابط وثيقة بين السياسة التي يتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وبين السلوكيات العنيفة تجاه الأقليات في الولايات المتحدة، ومن بينهم اليهود".
وأضاف زلمان شوفال السفير الأمريكي الأسبق في واشنطن، في مقاله بصحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "هذا أمر يقلقنا صحيح، لكن الأكثر إقلاقا لنا هي نشاطات حركة المقاطعة هناك، وإن جزءا من اليهود الذين يقيمون في الولايات المتحدة اليوم يعيشون ذات المعاناة التي عاشها أسلافهم في ألمانيا في سنوات الثلاثينات من القرن الماضي.. من يصدق ذلك؟ حتى جاءت المجزرة الأخيرة التي شهدها كنيس بيتسبورغ في الولايات المتحدة لتشكل فرصة للتعبير عن الواقع المعاش داخل الولايات المتحدة".
وأكد شوفال، أحد موز حزب الليكود الإسرائيلي الحاكم، أن "اليهود في الولايات المتحدة يعايشون ظواهر مقلقة تتمثل في النازيين الجدد وحليقي الرؤوس من أنصار التيارات اليمينية، ولكن في الوقت ذاته فإن اليسار الأمريكي يشهد ارتفاعا مقلقا هو الآخر في حالة معاداة إسرائيل واليهود أكثر بكثير على المدى البعيد، لأن حركة المقاطعة العالمية هي التعبير الأكثر صراحة وتطرفا عن هذا التيار".
اقرأ أيضا: حركة المقاطعة تلاحق إسرائيل في أمريكا وإسبانيا
وأشار إلى أن "إعلان البي دي اس أن نشاطاته موجهة بالأساس ضد الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنات، لكن تصريحات زعمائها لا تترك شكوكا كثيرة بالقول إنها تهدف لنزع شرعية حق الشعب اليهودي في إقامة دولته، ومحو إسرائيل عن الخارطة".
وأضح أن "البي دي اس مسؤولة عن حالات العنف ضد الطلاب اليهود في عدة جامعات أمريكية، وزيادة تأثيرها المتنامي على السياسة الداخلية للحزب الديمقراطي، مما يجعلنا أمام ثنائي فريد من نوعه في أمريكا: عنصرية في اليمين ومعاداة للسامية في اليسار، وكل ذلك يلقي بظلاله السلبية على يهود الولايات المتحدة، لاسيما في الحزب الديمقراطي، البيت السياسي لليهود هناك، ويحصل بصورة دوية على معظم أصواتهم في الانتخابات الدورية".
وختم بالقول إن "كل هذه الأحداث تتطلب من يهود الولايات المتحدة استخلاص العبر، والعمل ضد هذه الظواهر بصورة شجاعة، أو أن يستمروا في التعامي عن هذه المؤشرات، كما عمل من قبل يهود ألمانيا في ثلاثينات القرن الماضي".
صحيفة يديعوت أحرونوت كشفت النقاب عن "وثيقة لوزارة الشؤون الإستراتيجية حول التمويل الأوروبي لحركات المقاطعة ضد إسرائيل، رغم إعلانات الاتحاد الدائمة بالوقوف ضد البي دي اس".
اقرأ ايضا: ضباط في الشرطة الأمريكية يقاطعون إسرائيل استجابة لـ(BDS)
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الوثيقة الإسرائيلية تكشف أن الاتحاد مول هذه المنظمات بخمسة ملايين يورو تم توجيهها لعشرة منظمات فلسطينية وأوروبية تقود حركة المقاطعة ضد إسرائيل، وتقود حربا قضائية ضدها في المحافل القانونية على صعيد محكمة الجنايات الدولية في لاهاي ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة".
وأشارت إلى أن "هذه الوثيقة دفعت بوزير الشئون الإستراتيجية الإسرائيلية غلعاد أردان لأن يخاطب فريدريكا موغيريني وزيرة خارجية الاتحاد الأوربي للاحتجاج على ذلك، مطالبا دول الاتحاد بوقف هذا التمويل، وتفعيل الجهات الرقابية فيه لمنع وصول الأموال لهذه المنظمات بدل الاكتفاء بالتصريحات الفارغة".
خبير إسرائيلي: هذا ما يجب على ترامب فعله لمنع الخطر الإيراني