لم تفلح على مايبدو، جهود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالحد من غضب أصحاب السترات الصفراء، رغم بدئه منذ عشرة أيام تقريبا نقاشا وطنيا واسعا يهدف إلى توقيع تسوية لإنهاء الاحتجاجات.
وتأتي احتجاجات اليوم السبت، بعد أن دافع وزير الداخلية الفرنسي، كريستوف كاستانيه الأسبوع الماضي، عن استخدام قوات الأمن سلاح "فلاش بول"، أو "الطلقات الدفاعية"، ضد المتظاهرين.
جاء ذلك في مقابلة مع إذاعة "أوروبا " الفرنسية، تعليقا على وقوع إصابات جراء إشاعة استخدام طلقات "فلاش بول" (سلاح غير فتاك تستخدمه الشرطة) في تفريق احتجاجات "السترات الصفراء".
وتساءل كاستانيه: "إذا جردتم قوات الأمن من جميع وسائل الدفاع عن النفس، ما الذي سيتبقى معهم؟ المواجهة الجسدية، وهذا سيسقط بالتأكيد العديد من الجرحى".
ويتظاهر محتجو "السترات الصفراء" المنقسمون حول جدوى تقديم مرشحين للانتخابات الأوروبية، للسبت الحادي عشر على التوالي في مواجهة سلطة تستعيد بعضا من شعبيتها بعد عشرة أيام على بدء نقاش وطني واسع يهدف إلى تسوية هذه الأزمة الاجتماعية غير المسبوقة.
في باريس اليوم ،ستكون التظاهرات موزعة في أربعة تجمعات، ستتوجه ثلاثة منها إلى الباستيل من جادة الشانزيليزيه ومن بلاس دو لا ناسيون ومن مقر بلدية آيفري سور سين فال دو مارن.
اقرأ أيضا : وزير داخلية فرنسا يدافع عن استخدام السلاح ضد السترات الصفراء
ودعا المحتجون إلى المشاركة بعد ذلك في "ليلة صفراء" بين الساعة 17,00 إلى الساعة 22,00 في ساحة الجمهورية حيث جرت تجمعات مواطنين تحت شعار "الليل وقوفا" في 2016.
وستجرى تظاهرات ليلية أخرى في عدد من المناطق مثل مونبولييه وأولورون-سانت-ماري (البيرينيه الأطلسي). كما أطلقت دعوات على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي إلى المشاركة الأحد في سلاسل بشرية في مناطق أخرى.
أما حركة "فرنسا الغاضبة" التي تقودها بريسيلا لودوسكي فستنظم "مسيرة تضامنية مع السترات الصفراء في الأراضي البعيدة" بعد ظهر السبت، بين مقر وزارة أراضي ما وراء البحار والمقر الباريسي لفيسبوك.
في المقابل، وغداة السبت الحادي عشر، سيتظاهر ناشطو "الأوشحة الحمراء" الأحد في إطار "مسيرة جمهورية دفاعا عن الحريات" من أجل إسماع صوت "الأغلبية الصامتة" والدفاع عن "الديمقراطية والمؤسسات".
وفي التيار المتطرف أطلقت دعوة إلى مسيرة للناشطين المناهضين للرأسمالية وللفاشية في إطار تجمعات ضد قانون العمل.
وتخشى السلطات حدوث فلتان في مدينتي بوردو وتولوز اللتين شهدتا أعمال عنف واسعة في الأسابيع الأخيرة.
وكانت السلطات أحصت 84 ألف متظاهر في آخر سبتين مع استعادة التحرك زخمه بعد عطل عيد الميلاد ورأس السنة.
وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى ارتفاع شعبية الرئيس إيمانويل ماكرون بينما تثير خلافات داخلية بين محتجي "السترات الصفراء" انقسامات جديدة بعد القطيعة بين زعيميهما إيريك درويه وبريسيلا لودوسكي.
اقرأ أيضا : ماكرون يريد الاستجابة لمطالب "السترات الصفراء".. بهذه الطريقة
وجاءت هذه الانقسامات مع إعلان إنغريد لوفافاسور وهايك شاهينيان وهما من أعضاء "السترات الصفراء"، عن لائحة "تجمع مبادرة المواطنة" للانتخابات الأوروبية التي ستجرى في أيار/مايو المقبل.
وقالت لوفافاسور الجمعة إن "الهدف ليس الذهاب إلى بروكسل من أجل الذهاب إلى بروكسل بل الاندماج في السياسة بشكل عام (...) الاندماج في النظام بدءا بالانتخابات الأولى".
ورد عليها زميلها ياسين بولايكي من مدينة ليون "إذا كانت حركة السترات الصفراء تشكك في النظام وخصوصا ذاك الذي أقامته أوروبا، فهذا ليس من أجل أن تصبح جزءا منه".
"السترات الصفراء" تعود للشارع من جديد وشرطة فرنسا تتأهب
مظاهرة ببروكسل احتجاجا على تعديلات قانونية بقطاع النقل
صدامات عنيفة بين "السترات الصفراء" والشرطة بباريس (شاهد)