حاز التوتر الأمني والعسكري على الجبهة السورية على حيز كبير من تغطية وسائل الإعلام الإسرائيلية، في ظل ارتفاع مستوى الهجمات الإسرائيلية، والرد الإيراني عليها.
الجنرال الإسرائيلي غرشون هاكوهين كتب في صحيفة "إسرائيل اليوم" قائلا إن "الهجمات الإسرائيلية المستمرة على سوريا تحتم على دوائر صنع القرار في تل أبيب اعتبارها معركة حاسمة، لا سيما أنها ارتفعت في الأسبوع الأخير خطوة إضافية في ضوء الطلب الروسي العلني من إسرائيل الحد من هجماتها داخل الأراضي السورية، ما يوصل العملية الإسرائيلية المستمرة في سوريا إلى مفترق طرق".
وأضاف هكوهين، الباحث بمركز بيغن-السادات للدراسات الإستراتيجية، في مقال ترجمته "عربي21"، أن "هذا المفترق تنظر إليه إسرائيل على أنه استمرار لهذه الهجمات دون توقف، في ظل أن هناك ثلاثة أهداف تضعها إسرائيل من هجماتها داخل سوريا، وهي: منع إقامة جبهة عسكرية جديدة على حدود الجولان، والحيلولة دون التواجد العسكري الإيراني في سوريا، وحرمان حزب الله والقوات الإيرانية في سوريا من حيازة أسلحة هجومية بعيدة المدى".
وأوضح هكوهين، الرئيس السابق للكليات العسكرية وقيادة التجنيد، أنه "خشية من التصعيد، ودخول المواجهة في سوريا مرحلة غير مسيطر عليها، أو وجود شكوك بعدم تحقيق هذه الهجمات لأهدافها، فإن الدعوات تتزايد في إسرائيل بالاستمرار في العمليات الهجومية داخل سوريا، استمرارا لإستراتيجية "المعركة بين الحروب" التي صممها الجنرال غادي آيزنكوت قائد الجيش المنصرف قبل أربع سنوات".
وأشار إلى أن "أهداف الهجمات الإسرائيلية تتقاطع مع تطلعات المعركة بين الحروب، ويمكن إدراجها في إضعاف العناصر المعادية، وتحقيق الردع، وإبعاد شبح الحرب القادمة، لكن التساؤلات بدأت تطرح في الأروقة العسكرية الإسرائيلية عن مدى إنجاز الهجمات الأخيرة على سوريا لهذه الأهداف، لا سيما الهدف المتعلق بإرجاء موعد المواجهة المستقبلية".
وتحدث الجنرال بأن "الضربات الإسرائيلية على سوريا في السنوات الأخيرة بين 2015-2019، تذكرنا بذات الضربات التي سبقت اندلاع حرب العام 1967، فقد بدأت تل أبيب هجمات مركزة على دمشق منذ عام 1964، وهدفت إلى: إحباط خطة تحويل مصادر نهر الأردن، فرض السيادة الإسرائيلية على المناطق المنزوعة السلاح على الحدود مع سوريا، والعمليات ضد المنظمات الفلسطينية، خاصة إقامة حركة فتح لقواعد عسكرية داخل معسكراتها التنظيمية في سوريا".
وأشار إلى أن "رئيس هيئة الأركان آنذاك إسحاق رابين أبدى قناعته أن حسم الحرب مع سوريا كفيل بالتخلص من تهديد فتح حينها، ما يفسح المجال لأن يعيد التاريخ نفسه بعد مرور أكثر من خمسين عاما على اندلاع حرب الأيام الستة".
الجنرال إيلي بن مائير قال في مقاله بصحيفة معاريف ترجمته "عربي21" إن "ما تتحدث عنه وسائل الإعلام بشأن الإنذار الروسي لإسرائيل غير دقيق، لأن حرية الحركة لسلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء السورية ما زالت قائمة، ما يتطلب منه الاستمرار في استهداف أي تواجد عسكري إيراني في سوريا، وفي الوقت ذاته المحافظة على سياسة التعتيم والسرية وقتما لزم الأمر".
وأضاف بن مائير، الرئيس السابق لشعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، في تحليل عسكري، أن "الأسبوع الأخير شهد تصعيدا ملحوظا على الجبهة السورية، خاصة بعد أن أطلقت إيران صاروخ أرض-أرض على جبل الشيخ في ساعات النهار".
وأشار بن مائير، الذي يعمل اليوم مديرا في شركة سايبر الأمنية، إلى أن "السياسة العسكرية الإسرائيلية طرأ عليها تغيير جوهري بالتخلي عن سياسة التعتيم، وإعلان المسؤولية عن هجماتها داخل سوريا، مقابل توسيع رقعة هجماتها المرتدة باتجاه أهداف سورية وإيرانية داخل الأراضي السورية، رغم ما صدر عن القيادات الإيرانية من تهديدات قوية ضد إسرائيل، ما يجعل الصورة أكثر تعقيدا في الساحة السورية".
فايننشال تايمز: لهذا ستفشل جهود الدول العربية لتأهيل الأسد
فايننشال تايمز: انسحاب ترامب سيعبد الطريق أمام الجهاديين
نيوريببلك: ماذا تقول غارات إسرائيل عن سياسة ترامب بسوريا؟