قالت الكاتبة في صحيفة "
هآرتس"، نوعا لانداو، إن "
إسرائيل تستضيف في شباط/ فبراير منتدى
"ويسغراد" السياسي الذي يمثل الدول ذات الخط القومي في القارة
الأوروبية، بمشاركة عدد من زعماء دولها أبرزهم: هنغاريا، التشيك، بولندا،
سلوفاكيا، الذين سيصلون تل أبيب ضمن جهود رئيس الحكومة بنيامين
نتنياهو لزعزعة
الإجماع الأوروبي في القضايا المتعلقة بإسرائيل".
وأضافت في تقرير
ترجمته "
عربي21" أنه "بعد عام ونصف من مشاركة رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قمة دول ويسغراد في بودابست، فإن إسرائيل تستضيف
يومي 18-19 شباط/ فبراير رؤساء هذه الدول، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية
الإسرائيلية، وقد كان مقررا أن ينعقد المؤتمر في يوليو الماضي، لكنه تأجل عدة
مرات، ومن المقرر أن يزور الزعماء مؤسسة ياد فاشيم لتخليد ذكرى المحرقة النازية،
وحائط البراق في الحرم القدسي".
وأوضحت أن
"مجموعة دول ويسغراد المسماة V-4 تعتبر صاحبة الخط
القومي الأبرز في الاتحاد الأوروبي، واجتهد نتنياهو في تسخين العلاقات معها خلال
العام الماضي لتحقيق عدة أهداف من بينها كسر الإجماع الأوروبي تجاه إسرائيل في
الملفين الفلسطيني والإيراني".
رئيس حزب "يوجد
مستقبل" المعارض يائير لابيد هاجم بقوة هذا المنتدى، وقال إنه "يعبر عن
فقدان البوصلة السياسية لنتنياهو، ويجلب على إسرائيل أضرارا سياسية في الساحة
الدولية، مما يتطلب منه أن يتغلب على نزعاته الشخصية لالتقاط الصور التذكارية
لأغراض انتخابية، وإلغاء القمة".
وأشارت الصحيفة أن
"يوليو 2017 شهد حادثة مشهورة للميكرفون حين كان نتنياهو يهمس في آذان زعماء
تلك الدول مهاجما الاتحاد الأوروبي، وليس معروفا هل كانت الحادثة عفوية أم مقصودة،
وقال حينها إن الاتحاد هو المنظمة الوحيدة في العالم الذي يتباطأ في علاقاته مع
إسرائيل لاعتبارات سياسية، رغم أنها تمنحه التكنولوجيا، في حين أن علاقاتنا مع
الصين والهند وروسيا وأفريقيا قوية جدا، ولا تضع أمامنا اشتراطات سياسية، فقط الاتحاد
الأوروبي من يشترط ذلك، هذا جنون، ويناقض المصالح الأوروبية".
الكاتب في صحيفة "
إسرائيل اليوم"، أريئيل كهانا، ذكر أن "عام 2017 شهد أول زيارة لرئيس حكومة
إسرائيلية إلى هنغاريا منذ تجديد العلاقات معها، وحينها قام رئيس حكومتها فيكتور
أوربان بزيارة تل أبيب، وطالب نتنياهو نظراءه في هذه الدول بنقل استيائه وملاحظاته
لنظرائهم الأوروبيين، للتوقف عن مهاجمة إسرائيل، لأن ذلك يعرض أمن الاتحاد للخطر
بسبب الإصرار الجنوني على وضع اشتراطات سياسية".
وأضاف في تقرير ترجمته
"
عربي21" أن "أوربان قاطع نتنياهو بالقول إن الاتحاد يضع شروطا
سياسية حتى على دوله الأعضاء، وليس على إسرائيل فحسب، لكن نتنياهو رد عليه بالقول
أن
أوروبا مطالبة باتخاذ قرار: هل تريد الانتعاش والبقاء، أم الاختفاء والغياب؟".
وأوضح أن "التوتر
بين دول وسط أوروبا والاتحاد يتزايد في السنوات الأخيرة، لأن هنغاريا وبولندا
تقودهما زعامات يمينية قومية، وتشكلان تحديا جديا للدول الأوروبية القيادية مثل
ألمانيا وفرنسا، وتتعارضان في قضايا الهجرة الوافدة لأوروبا منذ 2015، ومحاربة
الإرهاب، والقيم الليبرالية، وهذه نقاط خلاف بين هذه الدول، لكن هنغاريا بقيادة
أوربان هي رأس الحربة في هذه المعركة الدائرة داخل دول الاتحاد".
وأشار إلى أن
"أوربان خلال ولاياته الرئاسية الثلاث قلص مستوى الديمقراطية إلى الحد الأدنى
في بلاده، من خلال سن قوانين ووضع قيود على المجتمع المدني وحرية الإعلام والقضاء،
وفي آخر عامين يقود حربا جدية ضد الملياردير اليهودي الأمريكي من مواليد هنغاريا
جورج سوروس، بزعم أنه قدم تمويلا لمنظمات حقوق الإنسان، وكذلك يحظى سوروس بهجوم
مماثل من نتنياهو ضمن معركته أمام المنظمات اليسارية في إسرائيل".
وختم بالقول إن
"هذا الخلاف الأوروبي الداخلي تستغله الحكومة الإسرائيلية في السنوات الأخيرة
لإجراء تغيير في طبيعة القرارات ذات الصلة بها داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي، ولعل
التحالف الإسرائيلي الناشئ مع دول ويسغراد يدفع دول الاتحاد الـ28 لإصدار بيان
معارض لها، وسط مخاوف من انضمام دول شرق أوروبا لهذا التحالف، ويشمل رومانيا
وبلغاريا وكرواتيا".