علقت صحيفة "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها على التقييم الأمني لعام 2019، والتحديات التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية.
وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن التقييم الذي شاركت في إعداده 17 وكالة استخباراتية أمريكية، وصف تهديدات عديدة ومتزايدة، من الإرهاب إلى التغيرات المناخية، وتهديد القوى الأجنبية، وصعود القوميات، والمخدرات غير القانونية، والهجمات الإلكترونية والجريمة المنظمة.
وتورد الصحيفة نقلا عن مدير الأمن القومي دان كوتس، قوله في شهادة له أمام الكونغرس، بأن هذه التهديدات "تتوسع وتتنوع".
وتعلق الافتتاحية قائلة إن "الكثير من النقاد سارعوا للقول إن التصريحات المتزايدة والمتناسقة من الوكالات الأمنية تختلف عن تصريحات وسياسات إدارة الرئيس دونالد ترامب، فكوريا الشمالية لن تتخلى عن سلاحها النووي كما وعدت الإدارة".
وتنقل الصحيفة عن كوتس، قوله إن قادة كوريا الشمالية يتعاملون مع الأسلحة النووية بصفتها "ضرورة لنجاة النظام"، وأكد كوتس أن إيران لا تقترب أو تحاول إنتاج سلاح نووي، كما يؤكد البيت الأبيض.
وتلفت الافتتاحية إلى أنه جاء في التقرير أن الوكالات الأمنية "تواصل مراقبة وتقييم إيران، وفيما إن كانت تقوم بنشاطات تطوير للسلاح النووي الذي نعتقد أنه كاف لإنتاج قنبلة نووية"، مشيرة إلى أن التقييم الاستخباراتي يلاحظ أن التغيرات المناخية حقيقية، وتمثل مشكلة أمنية عالمية، قائلا: "سيؤدي المناخ العالمي والتدهور البيئي، وكذلك التغيرات المناخية، إلى تنافس على المصادر، وإلى مصاعب اقتصادية وانقسامات اجتماعية طوال عام 2019 وما بعده"، ورد الرئيس ترامب على تأكيد وكالاته الأمنية بتغريدة يوم الاثنين، سخر فيها من فكرة التغيرات المناخية.
وتذكر الصحيفة أن التقرير يشير إلى أن تنظيم الدولة، الذي وصفه ترامب بالمهزوم إلى حد كبير، لا يزال قائما ولم يهزم، لافتة إلى قول التقرير إن التنظيم "لا يزال يقود الآلاف من المقاتلين في العراق وسوريا، ولديه ثمانية فروع، والعشرات من الشبكات، والآلاف من المقاتلين المتوزعين حول العالم، رغم الخسائر على صعيد المناطق والقيادة".
وتبين الافتتاحية أنه في الوقت الذي يواصل فيه أتباع ترامب من الشعبويين إحداث الفوضى في الاتحاد الأوروبي، فإن التقرير يرى أن البريكسيت وصعود القوميات في أنحاء أوروبا كلها، أصبحا من أهداف السياسة الخارجية المهمة.
وتنقل الصحيفة عن كوتس، قوله: "يواصل الكرملين حملته من أجل تقسيم المؤسسات الأمنية والسياسية الغربية، وإضعاف النظام الدولي في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية"، وأضاف: "نتوقع مواصلة روسيا شن الحروب المعلوماتية ضد الديمقراطيات باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتقسيم مجتمعاتنا".
وتنوه الافتتاحية إلى أن التقييم الأمني لعام 2019 يقدم عددا من الردود المعقولة لتصريحات الرئيس ترامب المتعلقة بعدد من الموضوعات، لافتة إلى أن كوتس أشار في شهادته إلى نشاطات الصين من سرقة أسرار التجارة، والتجسس، وتوسيع مداها العسكري والاقتصادي، من بناء جزيرة صناعية في بحر الصين الجنوبي، إلى توطيد صلاتها مع روسيا بشكل لم ير منذ منتصف الخمسينيات في القرن الماضي، و"هذا كله من أجل تحقيق التفوق العالمي"، كما يقول كوتس.
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم عدم وجود أي إشارات على نشاطات إيرانية في المجال النووي، إلا أن طهران تعد قوة مزعزعة للاستقرار في المنطقة، وتمثل تهديدا للمصالح الأمريكية، بحسب ما يستنتج التقرير، الذي قال: "ستواصل إيران وبالتأكيد تطوير ومساعدة القدرات الإرهابية بصفتها خيارا لردع أعدائها المفترضين والانتقام منهم".
وتبين الافتتاحية أنه مع أن التقرير لا يذكر صراحة الأمن الأمريكي على الحدود الجنوبية، ولا الجدار الذي أغلق من أجله ترامب المؤسسات الفيدرالية لإجبار الكونغرس على تخصيص ميزانية لتمويله، إلا أن التقرير يرى أن عدم الاستقرار في الجنوب يظل مصدر قلق أمريكيا، ويقول: "الاقتصاديات الضعيفة، وتدفق المهاجرين، والفساد، وتهريب المخدرات، والديكتاتوريات المعادية لأمريكا، تظل تحديات للمصالح الأمريكية، في وقت يحاول فيه أعداء الولايات المتحدة والمنافسون الاستراتيجيون البحث عن تأثير في المنطقة".
وتعلق الصحيفة قائلة إن "المخاطر الجدية التي يقدمها التقرير، والتقييم المرعب، حتى في مجال الفضاء، يقدمان صورة عن نظام عالمي يتعرض لضعوط لدرجة التصدع، فمن الحروب الإلكترونية إلى انتشار الأوبئة، فإن التحديات الكبرى التي تواجه القادة في واشنطن ليست تحديد التهديدات التي تواجه الأرض الأمريكية، (بل التحدي المتزايد لمنح الأولوية للتهديدات الأهم)، كما أخبر كوتس المشرعين في الكونغرس".
وتجد الافتتاحية أن "الطريقة التي يرد فيها البلد على التهديدات للأمن القومي، واختيار التحدي الأهم ضروريان جدا، وعندما يتعلق الأمر بالتدخلات الأجنبية في الديمقراطيات -وهي أولوية أمنية- فإن الإشارات الموجودة لا تدعو إلى التفاؤل".
وبحسب الصحيفة، فإن التقرير أكد أن حملات روسيا على وسائل التواصل الاجتماعي ستتواصل، وتركز على زيادة مخاطر التوتر الاجتماعي والعرقي، وإضعاف الثقة في السلطات، كما توصل التقرير.
وتستدرك الافتتاحية بأن السيناتور الديمقراطي البارز في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ مارك ورنر، حذر في الجلسة من أن أعداء أمريكا يقومون باستغلال الانقسامات الأمريكية لا خلقها، مشيرا إلى أن الناشطين الروس على وسائل التواصل الاجتماعي يستغلون ركوع لاعبي فريق كرة القدم الوطني في أثناء السلام الوطني، وكذلك الحديث الدائم عن قافلة المهاجرين.
وتختم "نيويورك تايمز" افتتاحيتها بالقول: "قد نحاول النظر للتقرير على لوحة نتائج لتقييمات الرئيس، فمع كثرة المخاطر التي يواجهها الأمن، فإنه من المهم التعامل معها كما هي، لا أن يتم تخيلها".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
FP: كيف ستؤثر عقوبات فنزويلا على استراتيجية ترامب بإيران؟
WP: كيف عمق هجوم منبج القلق بشأن خطة ترامب للانسحاب؟
واشنطن بوست: ما دلالات عملية منبج الأخيرة في سوريا؟