قال باحث إسرائيلي في موقع ميدا إن "تزايد أعداد الجنرالات في الحملات الانتخابية التي بدأت لتوها يعطيهم تقديرا استباقيا بأن مآلهم الفشل الذريع، رغم أنهم قدموا أداء عسكريا كبيرا لحفظ أمن إسرائيل".
وأضاف رئيس المعهد الإسرائيلي للدراسات الاستراتيجية مارتين شيرمان في المقال الذي ترجمته "عربي21" أن "السنوات السبعين من عمر الدولة شهدت مرات عديدة طلبا على الجنرالات من جانب الأحزاب السياسية، وهذا طلب منطقي ومتوقع، لكن دخول هؤلاء الجنرالات إلى عالم العمل السياسي والحزبي شكل أخبارا سيئة، سواء للدولة أو لهم شخصيا".
وأوضح شيرمان، الخبير في الشؤون الأمنية والدبلوماسية، وخدم عدة سنوات في أجهزة المخابرات الإسرائيلية، أنه "يمكن تقسيم انخراط هؤلاء الجنرالات في العمل الحزبي إلى قسمين: الأول من نجحوا في الوصول لمواقع رئاسة الحكومة والأحزاب، والثاني من فشلوا في اجتياز نسبة الحسم".
وشرح قائلا: "فيما يتعلق بالقسم الأول؛ فإن كل الجنرالات الإسرائيليين الذين تقلدوا مواقع رئاسة الحكومة تركوا خلفهم إرثا من الدمار والخراب والفشل، فإسحاق رابين وقع اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين ما تسبب بانتشار رائحة الدم في الشوارع الإسرائيلية، وأعاد إلى غزة ياسر عرفات وعناصر المنظمات الفلسطينية، ووافق على تواجد قوات فلسطينية مسلحة على بعد قصير من مرمى القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل".
وأضاف شيرمان، الذي يعمل في عدد من المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية والأمريكية، أن "أريئيل شارون لم يقل سوءاً عن رابين، فقد انسحب من قطاع غزة، وعرض الدولة للمخاطر التي حذر منها شخصيا بعد أن طرد آلاف المستوطنين من المستوطنات التي بنوها في القطاع".
وأوضح أن "نموذج إيهود باراك غطى عليهما، فرغم أنه الجندي الأول في إسرائيل الذي حصل على أكبر عدد من الأوسمة العسكرية في تاريخها، لكنه حين دخل الحلبة السياسية ونشر الآمال في أوساط الإسرائيليين سرعان ما بددها في أول امتحان سياسي له".
واستدل على كلامه بالقول إن "باراك انسحب من جنوب لبنان عام 2000، وسلمه لحزب الله، ووافق على خطة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون للسلام مع الفلسطينيين التي تضمنت تنازلات كبيرة، وفي عهده اندلعت الانتفاضة الثانية، ولحسن الحظ أطيح به من منصبه بعد ثمانية عشر شهرا من دخوله مكتب رئيس الحكومة".
وانتقل الكاتب إلى المجموعة الثانية قائلا: "لدينا نموذج شاؤول موفاز الذي انسحب من الحياة السياسية والحزبية في ظروف مهينة، لأنه لم ينجح في الانتخابات، رغم أن قائمته الحزبية كانت الأكبر في الكنيست".
الكاتب سرد قائمة بأهم الجنرالات الإسرائيليين الذين دخلوا العمل الحزبي والسياسي لكنهم لم يتوفقوا، ومن أبرزهم: داني ياتوم رئيس جهاز الموساد الأسبق، وعامي أيالون رئيس جهاز الأمن العام الشاباك وقائد سلاح البحرية الأسبق، والرؤساء السابقون لهيئة أركان الجيش: أمنون شاحاك، عمرام متسناع، وإسحاق مردخاي".
اقرأ أيضا: كيف يؤثر انسحاب الطيبي على حظوظ فلسطينيي الداخل بالانتخابات؟
وقال إن "هناك جنرالات آخرين ينوون استعادة أدوار جنرالات سابقين بالدخول للعملية الانتخابية الحالية، وهو ما نراه اليوم في اصطفاف أعداد متزايدة من رجال الأمن والجيش السابقين ينضمون للحراك الانتخابي الجاري".
وأشار إلى أن "الجنرال بيني غانتس القائد السابق للجيش الإسرائيلي أنشأ حزبا سياسيا خاصا به، ويحقق نجاحات في استطلاعات الرأي، وبجانبه موشيه يعلون، ووفق التسريبات فإن هناك غابي أشكنازي الذي ينوي دخول المعركة الانتخابية دون أن يوضح حتى اللحظة لمن سينضم من الأحزاب القائمة".
وختم بالقول إن "هناك جنرالين آخرين انضما للأحزاب المنخرطة فعلا، وهما يوآف غالانت الذي انسحب من حزب "كلنا" وانضم إلى حزب "الليكود"، وأورنا باربيبا التي انضمت إلى قائمة "يوجد مستقبل"، وبجانبهما الجنرالان يوم توف سامية قائد المنطقة الجنوبية الأسبق، وغال هيرش المفتش العام السابق للشرطة".
هكذا دخل جنرالات إسرائيل عالم السياسة والانتخابات
حملة تواقيع للإطاحة بزعيم حزب العمل الإسرائيلي "آفي غباي"
كيف يبدو حزبا العمل والليكود عشية الانتخابات الإسرائيلية؟