سادت حالة من الارتياح بصفوف الأوساط السياسية والشعبية بتونس، إثر نجاح البرلمان التونسي بانتخاب رئيس جديد للهيئة العليا المستقلة للانتخابات وثلاثة من أعضائها بعد نحو سنة من الجدل والمخاوف على مصير الانتخابات القادمة المقررة في أواخر 2019.
وتمكن نواب البرلمان الأربعاء، من انتخاب نبيل بوفون بالأغلبية كرئيس جديد لهيئة الانتخابات خلفا للرئيس المستقيل منذ تموز/ يوليو 2018 محمد التليلي المنصري إثر خلافات عصفت بالهيئة.
وصوت البرلمان بالتوازي على سد الشغورات لثلاثة أعضاء جدد بهيئة الانتخابات، وهم بلقاسم العياشي وحسناء سليماني وسفيان العبيدي، بعد مغادرة ثلاثة أعضاء سابقين منذ شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2017.
رسالة طمأنة
وعبر النائب عن حركة النهضة الحبيب خضر عن ارتياحه لتمكن البرلمان من استكمال سد الشغورات بهيئة الانتخابات، مشددا على أنها "رسالة طمأنة من عموم المجلس لجميع الأحزاب وعامة التونسيين على إنجاح المسار الانتخابي في موعده".
وأضاف في حديث لـ"عربي21": "الرسالة واضحة في تمسك الأغلبية الواسعة بضرورة احترام الرزنامة الانتخابية لكننا بالمقابل ننتظر من هيئة الانتخابات القيام بواجبها على أكمل وجه وأن تكون بمستوى ثقة التونسيين لإجراء انتخابات شفافة ونزيهة".
ويأتي استكمال سد الشغورات في هيئة الانتخابات وانتخاب رئيس لها بحسب مراقبين ليبدد المخاوف التي طرحتها جهات سياسية ومنظمات مراقبة الانتخابات حول عرقلة المسار الانتخابي في البلاد.
وسبق لمنظمات مدنية مثل الجمعية التونسية من أجل نزاهة وديمقراطية الانتخابات ''عــتــيد'' و مرصد "شاهد" لمراقبة الانتخابات، أن عبروا عبر بيانات عن مخاوفهم من عدم استكمال تركيز هيئة الانتخابات بموعدها، وتأثير ذلك على المسار الانتخابي والديمقراطي.
وفي هذا السياق، اعتبرت رئيسة منظمة "عتيد" ليلى الشرايبي في حديثها لـ"عربي21" توصل البرلمان بعد أشهر من الخلافات والتأخير في انتخاب الأعضاء الثلاثة لهيئة الانتخابات ورئيسها "خطوة إيجابية في مسار الانتخابات".
لكنها أشارت في المقابل إلى "وجود بعض الإخلالات الجزئية في عملية التصويت على الأعضاء المنتخبين من خلال اعتماد آلية القرعة بدل الانتخاب خلال المرحلة الأولى لاختيار المترشحين".
ترحيب
وعبر رواد الشبكات الاجتماعية من سياسيين ونشطاء عن ارتياحهم لتجاوز البرلمان عقبة الخلافات السياسية والحسابات الحزبية الضيقة والتوصل لإنهاء أزمة هيئة الانتخابات.
وكان رئيس الحكومة يوسف الشاهد أول المهنئين من خلال تدوينة له عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أثنى خلالها على انتخاب رئيس الهيئة وأعضائها.
وأضاف: "اليوم تتقدم تونس بثبات على طريق عقد انتخابات حرة ونزيهة تعيد الكلمة للشعب صاحب السلطة، لاختيار ممثليه."
ودون الناشط مولدي الماجري قائلا: "انتخاب رئيس و أعضاء هيئة الانتخابات خطوة هامّة في طريق ترسيخ المسار الديمقراطي الخطوة التالية: المحكمة الدستوريّة".
وعلق الباحث رياض المصمودي بالقول: "تونس تسير بخطى حثيثة نحو ترسيخ الديمقراطيّة و تنظيم انتخابات سادسة حرّة نزيهة و شفّافة مبروك لتونس، لكل التونسيّين والديمقراطيّين".
بعد يوم على تأسيسه.. دعوى قضائية تلاحق حزب "تحيا تونس"
"تحيا تونس".. حزب الشاهد يرى النور ويخلق جدلا
حديث الشاهد عن الديمقراطية بدافوس يثير حفيظة التونسيين