أعلنت وزارة الجيوش الفرنسية الاثنين أن طائرات فرنسية من طراز ميراج 2000 شنّت الأحد ضربات في شمال تشاد دعماً للجيش التشادي للتصدي لرتل من 40 آلية تابع لما قالت إنها "مجموعة مسلحة" قادمة من ليبيا.
وقالت الوزارة في بيان لها إن "هذا التدخل استجابة لطلب السلطات التشادية، أتاح عرقلة هذا التقدم العدائي وتفريق الرتل" الذي كان "يتسلل إلى عمق الأراضي التشادية".
وهذه هي المرة الأولى التي تضرب فيها قوات فرنسية أهدافا دعما لقوات تشاد منذ أن زاد قبل عام نشاط "حركة تمرد" جديدة تتخذ من جنوب ليبيا مقرا لها.
وتشكلت الحركة، واسمها (مجلس القيادة العسكري لإنقاذ الجمهورية)، في العام 2016 واشتبكت مع القوات التشادية عدة مرات قرب الحدود الليبية منذ آب/ أغسطس.
وتقول الحركة، التي تدعي أن لديها مقاتلين بالآلاف، إنها تسعى للإطاحة بالرئيس إدريس ديبي الذي تولى السلطة في العام 1990 بعد عصيان مسلح أطاح بالرئيس حسين حبري.
من جهتها قالت أكدت الحركة المتمردة التي تدعى "اتحاد قوى المقاومة" أنها استُهدفت بالضربات محذرة باريس من أن تحركها بإمكانه التسبب بـ"معاداة فرنسا".
وأكد متحدث باسم الحركة الأكثر نشاطا في تشاد أن الغارة استهدفت عناصر جماعته.
وقال المتحدث باسم المجموعة يوسف حميد إن الضربات تشكل "تحولا خطيرا" من قبل فرنسا في ما يتعلق بـ"الشؤون الداخلية" لتشاد.
وأضاف أن "الشعب التشادي سيرد. وقد يأتي ذلك على شكل التعبير عن معاداة فرنسا".
وأشار في هذا السياق إلى أن "باريس تحولت إلى قوة معادية للشعب التشادي".
ويذكر أن اتحاد قوى المقاومة تشكل في كانون الثاني/يناير 2009 من تحالف ثماني مجموعات متمردة.
وفي شباط/فبراير 2008، وصلت مجموعة متمردة ثلاثية الأطراف إلى بوابات القصر الرئاسي في نجامينا، قادمة من الشرق، قبل أن تصدّها قوات ديبي.
واتهم ديبي السودان آنذاك بدعم الهجوم، وهو ما نفته الخرطوم.
وشهدت تشاد، المترامية الأطراف والصحراوية بمعظمها وتضم أكثر من مئتي مجموعة عرقية، انقلابات وأزمات متكررة منذ استقلت عن فرنسا عام 1960.
وتولى ديبي، القائد السابق للقوات المسلحة، رئاسة تشاد عام 1990 بعدما أطاح بالرئيس السابق حسين حبري.
وانضمت تشاد في عهده إلى أبرز الدول المنخرطة في الحرب على المتطرفين الإسلاميين في منطقة الساحل.
وتشاد منضوية في تحالف دول من غرب إفريقيا تقاتل جماعة "بوكو حرام" وهي عضو كذلك في القوة المشتركة التي أطلق عليها "جي5 الساحل" أي "قوة مجموعة دول الساحل الخمس" المشكّلة لمكافحة "الإرهاب" والتي تضم كذلك بوركينا فاسو ومالي وموريتانيا والنيجر.
وتأتي عملية التوغل الأخيرة في أعقاب عدة ضربات جوية نفذها سلاح الجو التشادي ضد المتمردين في الشمال والمتمركزين في ليبيا.
وأطلق الجيش التشادي كذلك العام الماضي عملية تهدف إلى "طرد" المنقبين عن الذهب غير الشرعيين الذين يثيرون حفيظة السكان المحليين.
ماكرون يكثف جهوده بملف ليبيا.. هل يعيد إحياء "مبادرة باريس"؟
قناة إسرائيلية: نتنياهو سيعرض على تشاد حماية حدودها مع ليبيا
فرنسا تطلق خطتها لمواجهة خروج بريطانيا من الاتحاد