نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" مقالا للمعلق المتخصص في شؤون الطاقة ومدير معهد السياسات في جامعة كنغز كوليج، نيك باتلر، يقول فيه إنه مر 9 سنوات على اكتشاف حقل غاز ضخم قبالة ساحل حيفا على بعد 130 كم في البحر.
ويشير باتلر في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن حقل ليفياثان يعد الأكبر الذي تم اكتشافه هذا القرن، حيث تقدر كمية الغاز التي يمكن استخراجها منه بـ22 تريليون قدم مكعب من الغاز، بحسب الشركة "نوبل إنيرجي" و"ديليك"، لافتا إلى أن بعض المعلقين يعتقدون أن حقل النفط يحتوي على 600 مليون برميل نفط تحت الغاز.
ويلفت الكاتب إلى أنه "اكتشف عدد آخر من الحقول في حوض الشام، بما في ذلك حقل أفرودايت قبالة السواحل القبرصية، فيما لم يتم تطوير سوى حقل صغير إلى الآن -حقل تمار الذي يمد قطاع الطاقة الإسرائيلي- والبحث في المياه اللبنانية لم يبدأ بعد، لكن يعتقد أن هناك المزيد من حقول الغاز (وربما النفط)، التي يمكن أن تكتشف على امتداد الشواطئ في المياه من سيناء وغزة في الجنوب إلى قبرص وسوريا في الشمال".
ويرى باتلر أن "الموقع في تجارة الطاقة الحديثة له أهمية كبيرة، فعدا عن تمار فإن الغاز في الشرق المتوسط بقي غير متطور، ويبقى البحث مجمدا بشكل كبير؛ لغياب طريق لتصدير كميات كبيرة من الغاز الذي يمكن إنتاجه، وهي كميات تفوق الحاجة المحلية للبلدان ذات الشأن، ومن الممكن إنشاء مرافق غاز مسال وشحن الغاز إلى الأسواق المتنامية في آسيا، لكن التكلفة عالية، وتصبح تكلفة الغاز حتى وصوله لأسواقه في آسيا غير منافسة في عالم مليء بمنتجات الغاز، بالإضافة إلى أنه في الوضع الحالي فإنه يصعب تخيل إنفاق البلدان ذات الشأن على مكان لإنشاء مثل هذه المرافق".
ويجد الكاتب أن "طرق التصدير ذات التكلفة المعقولة تبقى من خلال خط بحري بموازاة ساحل الشام إلى مناطق تجميع في تركيا من الحقول التي يمر بها كلها، لكن ذلك مستبعد أيضا بسبب الجيو سياسة".
ويقول باتلر: "في زيارة حديثة لتركيا كان من الصعب أن أرى التوتر بين رأيين مختلفين تماما حول مستقبل البلد، فبالنسبة للبعض يجب أن تركز الطموحات القومية التركية على أن تكون قوة اقتصادية وصناعية إقليمية بإمكانيات لا مثيل لها في الشرق الأوسط، وبشبكة تحالفات وعلاقات تجارية تصل إلى أوروبا وأبعد منها".
ويذهب الكاتب إلى أن "هذه المقاربة تلائم احتياجات سكان تركيا البالغ عددهم 80 مليون نسمة، الذين هم بحاجة لفرص عمل في اقتصاد عالمي منافس، بالإضافة إلى أنه يناسب قطاع الشركات المثقل بالديون، الذي يبحث يائسا عن محفزات للاستثمار".
وينوه باتلر إلى أنه "بالنسبة لآخرين، بمن فيهم كما يبدو الرئيس رجب طيب أردوغان، فإن المستقبل يكمن في عكس قوتها في منطقة تسودها الصراعات الدينية والثقافية".
ويفيد الكاتب بأن "قوة صناعية ستقتنص فرصة بناء خط الأنابيب ومرافق المعالجة الضرورية لإيصال غاز البحر الأبيض المتوسط إلى السوق في المنطقة وخارجها، حينها تصبح تركيا مركز الإمداد بالغاز القادم من منطقة قزوين ومن ساحل الشام دون منازع، وأن تصبح تركيا مركز تجميع وتوزيع سيوفر لها أيضا الكميات التي تحتاجها هي من الغاز، وعلى العكس من ذلك فإن بلدا متورطا في السياسات الإقليمية والصراعات التاريخية لن يستطيع العمل مع بلدان مثل إسرائيل وقبرص".
ويبين باتلر أن "مصر توفر مركزا بديلا، وستأخذ أول حصة من غاز ليفياثان، لكن من الصعب تخيل أن مصر، التي لديها حقول الغاز الخاصة بها، وتحتاج إلى تطويرها، تشجع منافسة إضافية بدعم تطوير ليفياثان تطويرا كاملا، أو أي مصدر غاز من ساحل الشام".
ويجد الكاتب أنه "ما لم تغير تركيا سياستها فإن الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط سيبقى غير مطور بشكل كبير وغير مستكشف، ومع زيادة صادرات أمريكا، وتصميم روسيا على السيطرة على السوق الأوروبية، فإن التنافس شديد، وسيزيد هذا التنافس عندما تبدأ إمدادات الغاز الرخيصة من إيران وتركمنستان".
ويختم باتلر مقاله بالقول إن "الطلب العالمي على الغاز في حالة زيادة، لكن ليست هناك قلة في المعروض، وقد يسوء الحال بالنسبة للذين يأملون في تطوير حقولهم، في وقت أصبحت فيه المصادر القابلة للتجديد أرخص وأكثر توفرا مع الوقت، ونتيجة لذلك فإن الأصول العالقة قد تبقى عالقة لفترة طويلة، ولذلك ستكون المنطقة كلها أكثر فقرا، وتكون تركيا قد خسرت فرصة ذهبية".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
بلومبيرغ: هذه هي التطورات المهمة الواجب مراقبتها في سوريا
ديلي بيست: مولر يحقق في علاقة مساعد لترامب بإسرائيل
فايننشال تايمز: انسحاب ترامب سيعبد الطريق أمام الجهاديين