وجه الرئيس التنفيذي لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، انتقادا حادا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موضحا وجهة نظره بسياسات الأخير وشعبيته.
وبحسب مقابلة مع الأناضول، فقد وصف مارك تومسون، الرئيس التنفيذي للصحيفة، ترامب، بأنه "مندفع" ويعتمد في سياسته على المبالغة في قضايا سياسية بغية الحصول على شعبية فورية.
وأوضح أن "ترامب يلجأ عادة إلى تلك المبالغة دون التفكير في عواقب ما يقوله"، مضيفا أن "لدى ترامب سياسة خارجية قد تبدو عشوائية، وكما تعلمون فهو مندفع للغاية، وعلى المستوى الوطني، يركز إلى حد كبير على قضايا مثل الهجرة في الولايات المتحدة".
اقرأ أيضا: بيلوسي تفاجئ ترامب بتصفيق ساخر يثير استهزاء بتويتر (شاهد)
وقال: "يسعى ترامب إلى تحويل ما يحدث على الحدود الجنوبية للبلاد إلى حالة طوارئ وطنية (..) لا أعتقد أن أي شخص له دراية بهذه المشكلة يمكن أن يصنفها بمثل هذه التصفيات".
وتابع: "زار العديد من مراسلينا الحدود، وأجمعوا تقريباً على أن ما يحدث هناك لا علاقة له بحالة طوارئ وطنية، لذلك فإنه يعتمد ترامب على المبالغة السياسية للحصول على شعبية فورية، دون التفكير في عواقب ما يقوله".
جدار المكسيك
وفي رده على سؤال عن ما إذا كان يعتقد أن هذه المبالغة والتشويه للواقع سيجعل ترامب يحصل على التمويل الذي يريده لجداره المقترح مع المكسيك، يجيب تومسون: "من يدري، الأمر معقد".
وأضاف: "يجب أن نتذكر أنه في ما يقرب من ألفي ميل (3200 كيلومتر) من الحدود المشتركة بين المكسيك والولايات المتحدة، هناك جدران بالفعل في حوالي ثلث تلك المسافة حيث توجد أسوار على مسافات طويلة، وإضافة إلى ذلك، هناك جميع أنواع التدابير الأمنية على طول خط الحدود بأكمله".
وحول تخصيص الكونغرس لجزء من أموال الدولة من أجل أمن الحدود، يفيد الإعلامي الأمريكي بأنه "ربما يحدث ذلك، لكن في اعتقادي الشخصي، لا أظن أنه ستتم الموافقة على بناء جدار خرساني من المحيط إلى المحيط".
اقرأ أيضا: تصريح صادم لرئيس "القيادة الأمريكية" عن الانسحاب من سوريا
وعن رأيه في ما إذا كان ترامب قام بشيء جيد خلال عامين له في الحكم، يقول تومسون: "نعم، لكي نكون منصفين، اقتصاد البلاد قوي بشكل لا يصدق، (..) كما أن معدل التوظيف في الولايات المتحدة مرتفع جدًا وقوي للغاية".
وأضاف: "بالطبع، هناك كثير من الأشخاص الذين يناقشون التأثير طويل المدى لأساليبه، لكن على المدى القصير يبدو أن ترامب قد حقق نموا مستمرا في اقتصاد الولايات المتحدة. أعتقد أنه إذا كان الاقتصاد يسير بشكل خاطئ، فإن كل خصومه سيلومونه".
وبسؤاله عن ما إذا كان استخدام ترامب لوسائل التكنولوجيا الحديثة، خاصة تويتر، في نشر رسائله يتشابه مع ما قاله الكاتب الفرنسي بول فاليري، عام 1935 عن أن الإذاعة خدمت هتلر وموسيليني في نقل رسائلهما بشكل فعال، يرد تومسون قائلا: "هناك نوع من التشابه".
وقال: "لكن للأمانة، لا أعتقد أن دونالد ترامب يمكن مقارنته مع هذين النموذجين، لأنه بالتأكيد ليس لديه أي اتجاهات أخرى تقارن بذلك".
وتابع: "يحتفظ ترامب بعبارات بسيطة وفعالة للغاية في مواضيع مختلفة مثل الأمن والقومية، وهي تعبيرات مثل: دعونا نضع أمريكا أولاً".
يذكر أن هناك بُعدا عنصريا لكثرة استخدام ترامب لعبارات مكثفة ومضغوطة للغاية مثل "علينا بناء جدار، والجدران ذات فاعلية.. هؤلاء الساسة يعرفون مدى قوة استخدام تلك العبارات".
وأوضح: "لا أعتقد حقا أن لديه أجندة سياسية ذات غرض معين، أو أيديولوجية، ما هو مؤكد أنه يعرف كيف يستخدم أحدث التكنولوجيا، وعلى وجه الخصوص، الشبكات الاجتماعية لنقل رسالته، وهو شيء دأب عليه بشكل فعال للغاية".
وردًا على سؤال عن كيفية تعامل "نيويورك تايمز" مع دونالد ترامب، يبيّن تومسون: "أول شيء فعلناه مع ترامب هو أننا أجرينا مقابلة مسجلة معه تم الكشف فيها عن كل التفاصيل حتى يكون لدى الجمهور معرفة مطلقة بما حدث في المحادثة".
ويضيف: "ثانياً، عندما ينتقدنا، فإنه يقول أشياء غير صحيحة عن الصحيفة، مثلما قال إن قاعدة المشتركين في الصحيفة قد انهارت، وهذا ليس صحيحاً، لذلك نقوم ببساطة بتصحيحه علناً ونشرح سبب أنه يقول شيئًا خاطئًا".
وقال: "لهذا السبب، لا يحب ترامب كل ما نقوله عنه، وهذا من حقه، فهو مثل جميع مواطني الولايات المتحدة الآخرين، يتمتع بحرية التعبير".
وعن مدى مشاركة وسائل التواصل الاجتماعي في نشر ذلك النوع من الخطابة، يرد قائلا: "لا أعتقد أن تلك الوسائل مثل فيسبوك وتويتر قد تم إنشاؤها عن عمد لنشر مثل تلك الرسائل.. أعتقد بصدق أن مؤسسي هذه المنصات كانوا يرون أنها شيء له استخدام عادي كوسيلة للتواصل بين الأشخاص العاديين".
وقال: "لكن في وقت لاحق، تسببت الطريقة التي تم استخدامها بها كوسيلة للتلاعب السياسي، بصدمة لدى مؤسسيها ومستخدميها (..) أعتقد أن هناك بعض السذاجة ويمكن ملاحظة ذلك على وجه الخصوص مع مارك زوكربيرغ، مؤسس موقع فيسبوك".
وختم بالقول: "الاعتقاد بأن جمع الكثير من الأشخاص حول شيء ما، هو أمر جيد دائمًا، لكن أحيانا يتجمع الناس حول هدف سيئ، مع الرغبة في التخطيط لشيء مدمر.. وبالنسبة لأصحاب الشبكات، سيكون من الصعب إعادة المارد إلى زجاجته مرة أخرى".
كيم يختتم زيارته لبكين قبيل قمة مرتقبة مع الرئيس ترامب
ترامب بـ"خطاب للأمة" يطلب تمويلا صادما لجدار مع المكسيك
أول تشريع للكونغرس الجديد بشأن الشرق الأوسط يتعثر