تعكف الإدارة
الأمريكية على التحضير لمؤتمر وارسو في بولندا يومي 13 و14 شباط/ فبراير الجاري
لـ"التركيز على الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط".
ويشمل هذا بحسب ما
أعلن وزير الخارجية الأمريكية، مايك بومبيو، ضمان ألا يكون لإيران تأثيرات مزعزعة
للاستقرار، ما يوحي بأن المؤتمر سيكون موجها لإيران.
لكن في الوقت ذاته سيبحث
مستشار الرئيس الأمريكي وصهره، جاريد كوشنر، خلال المؤتمر جهود دفع عملية السلام
بين إسرائيل والفلسطينيين، بحسب ما أعلن مسؤول أمريكي.
وتقاطع روسيا المؤتمر
كونه سيركز على إيران، ويقاطع الفلسطينيون المؤتمر لأسباب عدة، بحسب مراقبين.
وقالت وزارة الخارجية
الأميركية إن أكثر من 40 دولة ستشارك في المؤتمر الذي تستضيفه العاصمة البولندية.
وكان مسؤول أميركي
رفيع، قال الجمعة الماضي إن مسؤولين فلسطينيين تلقوا دعوة لحضور المؤتمر.
وقال المسؤول
للصحافيين:" لقد طلبنا من السلطة الفلسطينية إيفاد ممثلين لهذا الحدث (..)
الاجتماع سيكون مناقشات وليس مفاوضات، عن الشرق الأوسط".
رفض فلسطيني
من جهته قال أمين سر
اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وكبير المفاوضين الفلسطينيين، إن المسؤولين
الفلسطينيين لن يحضروا المؤتمر.
وقال عريقات على صفحته
تويتر "في ما يتعلق بتوجيه دعوة لنا، نستطيع القول إنه جرى اتصال اليوم فقط من
الجانب البولندي... موقفنا مازال واضحا: لن نحضر هذا المؤتمر ونؤكد على أننا لم
نفوض أحدا للحديث باسم فلسطين".
وقال المحلل السياسي
الفلسطيني، مخيمر أبو سعد، لـ"عربي21" عن المقاطعة الفلسطينية، إن
السلطة تتخوف من المؤتمرات بما فيها مؤتمر وارسو لأنها ليست جادة لتحقيق تسوية عادلة
للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وعن دوافع الفلسطينيين
لمقاطعة المؤتمر، أكد أبو سعدة أن الإجراءات الأمريكية الأخيرة التي استهدفت
الفلسطينيين هي السبب الأوضح، إذ قرر ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لفلسطين.
وقررت الولايات
المتحدة نقل سفارتها إلى القدس، وأوقفت تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين
الفلسطينيين "الأونروا"، تمهيدا لتصفية قضية اللاجئين، كما أنها قررت إغلاق
مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.
وأشار إلى إيمان
الفلسطينيين بأن الإدارة الأمريكية الحالية ليست وسيطا نزيها في ما يخص "الصراع
الفلسطيني الإسرائيلي"، ولا نوايا إيجابية لديها، بحسب تعبيره.
وعن الخيارات
الفلسطينية، تابع أبو سعدة بأن الفلسطينيين بحثوا في العام الماضي عن وسيط آخر،
كالاتحاد الأوروبي، أو الأمم المتحدة، أو روسيا، لكنهم اقتنعوا أخيرا بأن أمريكا لن
تسمح لأي طرف بأن يلعب دورا محوريا في هذا الشأن.
وتابع بأن الخيار
الفلسطيني الوحيد هو "التمترس وراء الشرعية الدولية، وهو ما أكدته القيادة
الفلسطينية".
وتابع بأن إسرائيل
مقبلة على انتخابات ستفرز حكومة جديدة، وأن السلطة الفلسطينية تنتظر النتائج.
سخرية إيرانية ومقاطعة
روسية
في سياق متصل، قال
وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف: "تذكيرا
للمضيفين والمشاركين في المؤتمر المناهض لإيران فإن أولئك الذين حضروا العرض
الأمريكي الأخير المناهض لإيران إما ماتوا أو أصبحوا موصومين أو مهمشين. وإيران
أقوى من أي وقت مضى".
وأضاف أنه "في حين
أن إيران أنقذت البولنديين في الحرب العالمية الثانية فإن بولندا تستضيف الآن عرضا
هزليا يائسا مناوئا لإيران".
وأعلنت روسيا أنها لن
تحضر المؤتمر منتقدة انعقاده، رغم مشاركة عشرات الدول فيه.
وحذرت روسيا من
"نتائج المؤتمر العكسية"، بسبب "تركيزه بشكل كبير على مجابهة
إيران"، وفق قولها.
ورأى أستاذ العلوم
السياسية في جامعة النجاح، عبد الستار قاسم، في حديث لـ"عربي21" أن جدلا
كبيرا يدور حول المؤتمر، وأن أغلب من لهم علاقة بالأمر يقولون إن المؤتمر سيكون
لتشكيل حلف جديد ضد إيران!
وعن المقاطعة
الفلسطينية للمؤتمر، قال إنه من الحكمة أن يبقى الفلسطينيون بعيدين عن المؤتمر،
وإن قرار عدم المشاركة قرار سليم.
وتابع قاسم: "لا
نريد إشكاليات جديدة مع أحد، ولا نريد أن نكون أدوات بيد الولايات المتحدة
الأميركية ضد إيران".
وفضل أستاذ العلوم
السياسية التركيز على القضية الفلسطينية، لا على الشأن الإيراني، مؤكدا أن
السلطة الفلسطينية لا يجب أن تستجيب لترتيبات الولايات المتحدة الأمريكية في
المنطقة.
وعن الإجراءات
الأمريكية الأخيرة ضد الفلسطينيين، قال قاسم إنها واردة في إطارة مقاطعة المؤتمر،
لكن الأهم هو أن الفلسطينيين لا يرويدون أن يكونوا جزءا من هذه التحالفات.