نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للكاتبة كاثلين باركر، تحت عنوان "توقفوا عن الهوس بالنائبات الجديدات في الكونغرس"، تتحدث فيه عن الهجمة الموجهة للنائبة الأمريكية المسلمة إلهان عمر،
وتقول باركر: "من خلال رد الجمهوريين على أشهر نائبات ديمقراطيات، ألكسندرا أوكاسيا- كورتيز ورشيدة طليب وإلهان عمر، فإنك تعتقد أنهن يشبهن نسخة من الساحرات الثلاث عند شكسبير".
وتشير الكاتبة في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه "في المقابل فإن هناك شعورا بأن رد الديمقراطيين على تعليقات الجمهوريين ضد النساء الثلاث جاءت نتاجا لكراهية النساء والمشاعر المعادية للإسلام، وليس ملاحظات مشروعة".
وتقول باركر: "حتى نفهم الوضع علينا القول أولا عار على الإعلام لإعطائه النساء الثلاث الانتباه الكثير، نعم هن استثنائيات ومثيرات للاهتمام، ففي سن التاسعة والعشرين أوكاسيو- كورتيز المرأة الأصغر التي تم انتخابها للكونغرس، وعمر هي أول امرأة مسلمة تنتخب للكونغرس، أما طليب، وهي مسلمة أيضا، فتعد أول فلسطينية تنتخب للكونغرس".
وتلفت الكاتبة إلى أن "هناك استثناءات أخرى، مثل الأمريكيتين الأصليتين اللتين انتخبتا للكونغرس، وكل واحدة منهما تستحق الاهتمام، وبعد عدة أسابيع من كونها نائبة تقدمت أوكاسيو- كورتيز بـ(الصفقة الخضراء الجديدة) مع السيناتور الديمقراطي إدوارد جي ماركي، وقوانين كهذه لا تحدث في ليلة وضحاها، فما لا شك فيه أن هناك الكثير من التخطيط والاستراتيجية ومناورات بين النواب دفعت التشريع للأمام، وسلمته للسيناتور والنائبة الجديدة".
وتفيد باركر بأنه "في المقابل هناك نائب آخر اسمه بيتو أورويك عن تكساس يستمتع بمستوى من النجومية، فهو شاب (46 عاما) وجذاب، ولديه عائلة جميلة، ورسالته تجذب قطاعا واسعا من الأمريكيين، لكن هناك شيئا ما حوله يشي بأن ما يدور حوله تم تصنيعه، فهو نسخة عن نموذجين وهما بوبي كيندي وباراك أوباما، فخطاباته التي يتدرب عليها تعكس نوعا من الشبابية والأدب الذي تمتع بهما هذان الزعيمان، ويبدو أورويك وكأنه مخلوق من خلال الذكاء الصناعي، الذي يستلهم من استطلاعات الرأي والتوزع السكاني".
وتنوه الكاتبة إلى أن "طليب أصبحت محلا للأخبار عندما سجلت على الفيديو وهي تقول لناشطات إنها جاءت إلى واشنطن من أجل (محاكمة ابن.. كلمة بذيئة)، في إشارة إلى الرئيس دونالد ترامب، وهي ناقدة لإسرائيل، وتدعو إلى قطع الدعم الأمريكي عنها".
وتبين باركر أن "عمر كانت موضوعا للاتهامات بمعاداة السامية بعدما غردت قائلة إن الساسة في واشنطن يدفعون باتجاه سياسات مؤيدة لإسرائيل بسبب تأثير اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشؤون العامة (إيباك)، وبعد عاصفة من الأطياف السياسية كلها، بمن فيها القيادة الديمقراطية، نشرت عمر اعتذارا سريعا ومناسبا لم ينتقده سوى الرئيس".
وتورد الكاتبة نقلا عن عمر، قولها إنها لم تكن تريد أن تغضب اليهود الأمريكيين، وأضافت "إننا دائما مستعدون للعودة والتفكير من خلال النقد، مثلما أتوقع تماما عندما ينتقدني الآخرون بسبب هويتي"، مشيرة إلى أن ترامب طالب في الوقت ذاته باستقالتها، و"هو أمر سخيف لأنها نائبة منتخبة تماما مثلما تم انتخابه".
وتقول باركر: "بالنسبة لإيباك فهي منظمة لا تدعم المرشحين مباشرة، وهي مخطئة في إشاراتها إلى الدولارات، وكما يعرف الجميع فالولايات المتحدة تدعم إسرائيل التي تحيط بها دول تنكر وجودها، مثل إيران، وغزة التي تديرها منظمة إرهابية، ومن هنا فإنه من مصلحة أمريكا دعم إسرائيل".
وترى الكاتبة أن "عمر محقة عندما تعبر عن قلقها العام عن المدى الذي يذهب إليه المشرعون للحصول على مساهمات لتقديم الخدمات، وقالت إنها تتعلم ما تعني معاداة السامية، وتستخلص العبر، وهو أمر جيد لمن عبروا عن قلقهم، وبدلا من استمرار الجمهوريين في شيطنة هؤلاء النائبات الجديدات وجعلهن وجه الحزب الديمقراطي، فإن عليهم التركيز على الجانب الإيجابي والتميز".
وتتساءل باركر قائلة: "هل حان الوقت ليتخلى الديمقراطيون عن استعاراتهم حول الجمهوريين؟ ليست عنصرية أن تقلق علنا من أن النائبات الجديدات تصدرن التعبيرات الناقدة لإسرائيل، وكون النائبات الثلاث نساء لا يهم، ولا يعد التعبير عن مشاعر تتأثر بتراث الواحدة منهن عداء للإسلام".
وتختم الكاتبة مقالها بالقول إن "التنوع في البلاد يقتضي الاستماع للأصوات ووجهات النظر كلها، والمستقبل الجميل يتطلب انتصار أفضل الأفكار الجميلة لا الأشخاص".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)