نشرت "واشنطن بوست" تقريرا للكاتب بول فارحي، تحت عنوان "من أمر بقتل جمال خاشقجي؟ كان الأمر شخصيا لموظفين في واشنطن بوست".
ويقول فارحي: "عندما اختفى الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، كان لغز اختفائه ومصيره أمرا شخصيا للمعلق ديفيد إغناطيوس ومحررة الآراء الدولية كارين عطية".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن إغناطيوس كان صديقا لخاشقجي منذ عام 2003، فيما عُينت عطية للكتابة في الصحيفة عام 2017، وهي التي حررت ما كان يكتبه من مقالات، ولهذا فإنهما قاما معا بمحاولات للكشف عن التواطؤ السعودي فيما كشف عن أنه عملية ذبح لخاشقجي.
وتلفت الصحيفة إلى أن عطية قامت بالعمل على كشف الدور السعودي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والمقابلات، وما تكتبه من تعليقات على منابر التواصل، أما إغناطيوس فقام بكتابة سلسلة من المقالات الاستقصائية كشفت عن الكولسات التي قام بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
ويفيد التقرير بأن عملهما كشف عن مؤامرة دبرها ابن سلمان ضد خاشقجي، مشيرا إلى أن نتاج عملهما كان واضحا في يوم الثلاثاء من خلال حصولهما على أرفع جائزة في الصحافة الأمريكية "جوائز جورج بولك".
ويذكر الكاتب أن لجنة التحكيم أشارت إلى "الفصاحة والعزيمة والمطالبة بالمحاسبة"، التي أظهرها كل من إغناطيوس وعطية، وطالبا بها السعودية وإدارة دونالد ترامب في أعقاب مقتل جمال خاشقجي، فـ"كشف" إغناطيوس عن الدور المحتمل لولي العهد السعودي في الجريمة، أما عطية "فقامت من خلف مكتبها التحريري وشنت حملة عامة نيابة عن الحقيقة".
وتنوه الصحيفة إلى أن جوائز جورج بولك أطلقت على اسم مراسل "سي بي أس" الذي قتل عام 1948، عندما كان يغطي الحرب الأهلية اليونانية، لافتة إلى أن جامعة لونغ آيلاند تقوم بإدارة الجوائز التي تركز على التحقيق الاستقصائي والمراسلين.
ويورد التقرير نقلا عن إغناطيوس، قوله في أعقاب مقتل خاشقجي، إنه "شعر بغضب عميق" من الجريمة ومحاولات السعودية المتعثرة للتغطية على القتل، وقال يوم الثلاثاء: "قلت لنفسي لن أدع هذه القصة تمر حتى أعرف القاتل وسبب القتل"، وأضاف: "لقد منحه (محمد) ترامب علامة النجاح على قتله زميلا لي في (واشنطن بوست)، وأعتقد أن على الرئيس الإجابة عن سبب عودة الأمور إلى طبيعتها".
وينقل فارحي عن عطية، قولها إنها تحركت بدافع الحرص "على مواصلة تذكير الناس بكلامه وأفكاره" أي خاشقجي، التي ركزت على الإصلاح والكشف عن قمع العائلة المالكة، وأضافت: "شعرت أنني أقوم بحماية عمله، وكنت أندبه في العلن، وكنت غاضبة"، فكشفت عن مقتل صديقها من خلال عدد من التغريدات والمقالات والمقابلات.
وتشير الصحيفة إلى أن صحيفة "نيويورك تايمز" فازت عن تحقيقاتها في تاريخ ترامب المالي، وكُرم صحافيوها، وهم ديفيد بارستو، وسوزان كريغ، وراس باتنر، وكشف الصحافيون أن مال ترامب جاء من ميراث والده وما أطلقوا عليه "تحايلات ضريبية"، لافتة إلى أنه تم ذكر الصحيفة لتقاريرها المتعددة حول الطريقة التي ضلل فيها "فيسبوك" وغيرها من شركات التواصل الاجتماعي السلطات التنظيمية والرأي العام، وفشلت في مراقبة الهجمات على الخصوصية ونشر الدعاية والكراهية.
ويلفت التقرير إلى أن جوائز بولك شملت لأول مرة "بودكاست"، حيث منحت لشركة "أمريكان بابليك ميديا" عن سلسلة "في الظلام، الموسم الثاني"، التي أعدتها مادلين باران والمنتج البارز سامارا فريمارك.
ويبين الكاتب أن بقية الفائزين هم بيل سيمرنغ (84 عاما)، الذي حصل على جائزة الإنجاز الصحافي، والذي كتب للراديو الوطني العام، وساعد على برامجه الأولى "كل الأشياء مهمة"، و"هواء طلق"، وفاز وا لون وكي سو أوي، مراسلا وكالة أنباء "رويترز" في بورما؛ لتغطيتهما مذابح الروهينغا على يد الجيش، بالإضافة إلى جولي براوم من "ميامي هيرالد" لسلسلة عن صاحب المحافظ الوقائية الثري جيفري إبيستين، واتفاقه مع السلطات الفيدرالية بشكل سمح له بتجنب سجن طويل.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أنه كان من بين الفائزين "برو بابليكا" عن سلسلة تقارير تتعلق بسياسة ترامب فصل أطفال المهاجرين عن آبائهم، ومراسل "نيويوركر" بن تواب عن اعتقال وقتل خارج القانون للسنة العراقيين على يد المليشيات الشيعية.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
الغارديان: هل ينجح الآسيويون في تبييض صفحة ابن سلمان؟
نيويورك تايمز: السعودية ليست حليفا
التايمز: كيف يعيش سعود القحطاني اليوم وماذا يفعل؟