نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن كيفية رد ولي العهد السعودي محمد ابن سلمان على الانتقادات التي واجهها في الغرب بسبب اغتيال خاشقجي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن ولي العهد عمد إلى البحث عن تحالفات في الصين وباكستان لإظهار أنه ليس منبوذا دوليا.
وأشارت إلى أن زيارة ابن سلمان إلى الصين، التي جاءت بعد زيارته إلى باكستان والهند، تهدف إلى البحث عن تحالفات جديدة في آسيا في ظل الانتقادات التي أُثيرت ضده جراء عملية القتل الوحشية للصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وبينت الصحيفة أن الوفد الذي رافق ابن سلمان يتكون من العديد من كبار المسؤولين من شركة النفط السعودية أرامكو، أكبر شركة في العالم، التي وقعت عقدًا مع مجموعة نورينكو الدفاعية الصينية لإنشاء مصفاة ومجمع للبتروكيماويات في مدينة بانجين الصينية، باستثمار يقدر بحوالي 10 مليارات دولار.
وأضافت الصحيفة أن الرياض لم تتردد في الإشارة إلى "البترودولار" لتلميع صورة البلاد، التي تضررت كثيرا على خلفية الكشف عن كيفية تنفيذ عملية قتل خاشقجي. وفي هذا المعنى، صرح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي، خالد الفالح، بأن بلاده "تتمتع برأس مال كبير وتحتاج إلى إيجاد أماكن مربحة لاستخدامها؛ وتمثل الصين، باعتبارها سوقا ضخمة، مكانا مثاليا للاستثمار".
ونقلت الصحيفة عن المحلل في مجموعة أوراسيا الاستشارية، أيهم كامل، قوله: "إن شركة ابن سلمان تسعى إلى بناء الثقة مع القيادة الصينية لتظهر أن لديها خيارات تتجاوز الدول الغربية، وأنه سيظل العنصر الأساسي للقيادة في بلاده والملك المستقبلي للمملكة العربية السعودية". فيما قال الباحث جيمس إم دورسي، من كلية راجاراتنام للدراسات الدولية بسنغافورة: "إن محمد بن سلمان يريد أن يثبت أنه ليس منبوذا دوليا".
اقرأ أيضا: اتفاقيات صينية سعودية مليارية خلال زيارة ابن سلمان
وأفادت الصحيفة بأنه بعد أن كان موضع انتقاد شعبي خلال رحلته الأخيرة إلى تونس وعدم قدرته على مقابلة الملك المغربي والرئيس الجزائري، بدا ابن سلمان مطمئنا بأنه سيحظى باستقبال حار في الصين، مثلما حدث في الهند وباكستان. وفي هذه البلدان، لم تكن انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة الوهابية ذات أهمية سياسية.
في المقابل، التزمت الرياض الصمت بشأن قضية الأويغور، الأقلية المسلمة التي تعيش في غرب الصين، حيث احتجز مئات الآلاف من السكان في مخيمات التلقين لعدة أشهر.
وأوضحت الصحيفة أن هناك روابط سياسية وأيديولوجية وثيقة تجمع بين باكستان والرياض. وخلال زيارته الأخيرة، كان للأيديولوجية الوهابية تأثير ملحوظ على العديد من القطاعات والجماعات الإسلامية في تلك الدولة. كما وافق ابن سلمان على استثمار بقيمة 20 مليار دولار لإنقاذ الاقتصاد الباكستاني غير المستقر. وعلى ما يبدو أن حوالي نصف هذه الأموال، ستكون من نصيب ميناء جوادر، الذي يمثل عنصرا مرجعيا لما يسمى بمشروع "طريق الحرير الصيني الجديد".
ولكن: "سيصطدم طموح ابن سلمان بسياسة الصين التقليدية تجاه الشرق الأوسط، التي حافظت دائما على علاقات تقارب أوثق مع الدول المنافسة للمملكة العربية السعودية مثل إيران"، بحسب الصحيفة التي أضافت أن رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، توقّع زيارة ابن سلمان إلى الصين.
وعقب الإجتماع الذي جمع بينه وبين شي جين بينغ يوم الأربعاء، أكد الرئيس الصيني على "الروابط الإستراتيجية العميقة" التي تربط بين البلدين، وأوضح أن هذه العلاقات "لن تتغير بغض النظر عن كيفية تطور الوضع الدولي والإقليمي".
اقرأ أيضا: نيوزويك: ابن سلمان يؤيد من بكين انتهاكات الصين ضد الإيغور
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن الصين، جنبا إلى جنب مع روسيا وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، تعد جزءا من مجموعة البلدان التي حافظت على دعمها للاتفاق النووي مع إيران لسنة 2015، والذي تخلت عنه الولايات المتحدة الأمريكية في السنة الماضية.
سيناتور أمريكي: ترامب ينتهك القانون بدفاعه عن ابن سلمان
تلغراف: ملف آخر يطارد الرياض حتى لو تجاوزت ملف خاشقجي
WP: نزوح العمالة يضرب اقتصاد السعودية ويخيف المستثمرين