أعلن غالبية نواب مجلس الشورى، ظهر الثلاثاء، عودة وزير الخارجية محمد جواد ظريف، إلى منصبه، بعد أن أعلن استقالته مساء الاثنين.
وكتب أعضاء البرلمان رسالة وجهوها إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، عبروا فيها عن دعمهم لظريف، داعين إلي مواصلة مهامه.
وقال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي، علي نجفي خوشرودي، وفق وكالة الطلبة الإيرانية "إيسنا"، على هامش الاجتماع المفتوح للبرلمان، إن معظم النواب وقعوا حتى الآن على الرسالة الداعية لإبقاء ظريف في منصبه.
وقال مصطفي کواکبيان، عضو اللجنة، إنه وقع 150 نائبا حتى الآن علي هذه الرسالة.
وأعرب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشوري، حشمت الله فلاحت بيشه، عن أمله في أن يواصل ظريف "إدارة الدبلوماسية الإيرانية في الفترة المقبلة، وأن يبقي في هذا المنصب".
وقال: "أعتقد أن الاستقالة لن تمنح البطولة للسيد ظريف"، مضيفا أن "الشعب يقدر خدماته، هو استطاع إدارة المفاوضات النووية بشكل جيد أمام جميع القوى الدبلوماسية في العالم، بما في ذلك الحكومات والمنظمات".
وتابع بأنه "في الوضع الحالي، يجب علينا تجنب أي عمل من شأنه أن يجعل الأعداء فرحين، ظريف يعرف أفضل من أي شخص آخر أن الأعداء اتصفوا بالنذالة إزاء اتفاق النووي، هو ذاته كان أول شخص اطلع على نكث عهد العدو، ونتوقع منه الآن أن يبقى، وأن يواصل تعزيز السياسة الخارجية للبلاد".
وقال إن ربط استقالة ظريف بتدهور الحكومة، "موضوع يدل على الغدر والخيانة، وبعض الأشخاص اتخذوا مواقف، وصرحوا بأن استقالة ظريف تعني انهيار الحكومة، وإضعاف الدولة، وهو تفسير غادر، بل وحتى أكثر مأساوية من تحليل الأعداء والأمريكيين".
جلسة طارئة
وسبق أن أعلنت لجنة الأمن القومي داخل الشورى الإيراني، الثلاثاء، جلسة طارئة، لبحث إعلان وزير الخارجية الإيراني، استقالته من الحكومة.
وبحسب وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، شبه الرسمية، فإن لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، عقدت ظهر الثلاثاء اجتماعها الطارئ.
وعلى الرغم من استقالة ظريف، إلا أن الرئاسة الإيرانية رفضتها، بحسب محمود واعظي، رئيس مكتب روحاني، الذي أوضح على حسابه الرسمي في "تويتر"، أن "الرئيس الإيراني رفض بشدة استقالة ظريف من منصب وزارة الخارجية الإيرانية".
رفض لجلسة مغلقة
في السياق ذاته، نقلت وكالة "مهر" الإيرانية، أن العضو في الهيئة الرئاسية لمجلس الشورى علي رضا رحيمي، أكد أن لاريجاني رفض مناقشة موضوع استقالة ظريف في جلسة مغلقة.
ووأضاف رحيمي: "استقالة ظريف لم تحصل على موافقة بعد، ولا دعي لأن يفرح معارضوه، كما أن رئيس الجمهورية أوعز بالتحلي بالشجاعة بما يكفي لرفض طلب ظريف بشكل قاطع".
وتابع رحيمي: "طلبنا من رئيس المجلس علي لاريجاني، أن يتم مناقشة موضوع استقالة ظريف ضمن جلسة مغلقة، إلا أن لاريجاني رفض ذلك، لأنه يرى أن أسباب الاستقالة لم توضّح بعد، وقرر أن يتم مناقشة هذا الموضوع ضمن الجلسة العلنية، بعد تبيين الأسباب".
ووجه النائب رحيمي خطابه لمعارضي ظريف، قائلا: "هؤلاء يتحدثون بشكل وكأن المجلس لم يمنح الثقة لظريف، ولم يجب ظريف على أسئلة النواب، إلا أن اسم ظريف سيبقى خالدا في تاريخ السياسة الإيرانية، كما بقي اسم محمد خاتمي الرئيس الإيراني السابق".
وقال لاريجاني في معرض رده على تصريح رحيمي، إنه لم يحصل شيء بعد، ولا داعي للتبليغ الدستوري، مضيفا: "موضوع استقالة ظريف وطرح آراء النواب موضوع آخر، لكن التبليغ الدستوري لا معنى له في حال عدم حصول شيء بعد".
لا علاقة لزيارة الأسد
من جهته، صرح النائب في مجلس الشورى، أحمد علي رضا بيكي، بأن ظريف قدم استقالته منذ أكثر من شهرين، ولا علاقة لذلك بزيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى طهران أمس الاثنين.
وقال لوكالة "فارس" إن ظريف كان يقدم استقالته منذ أكثر من شهرين، لأكثر من مرة، وأن استقالته التي أعلن عنها كانت آخرها، وأن ربط الاستقالة بقضية الزيارة هو "مجرد ذريعة".
اقرأ أيضا: هذا هو السبب الذي دفع ظريف للاستقالة.. ما علاقة الأسد؟
وسبق أن رجحت مصادر من الخارجية الإيرانية، للوكالة ذاتها "فارس"، بأن ظريف يرحج أن يتراجع عن استقالته.
اقرأ أيضا: روحاني يمتدح ظريف.. ومصادر إيرانية ترجح عودته لمنصبه
روحاني يمتدح ظريف.. ومصادر إيرانية ترجح عودته لمنصبه
نتنياهو يعلق على إعلان ظريف استقالته بـ"مثل عربي"
أول تصريح لظريف بعد استقالته.. تحدث عن "الصراع الحزبي"