فلسطينيون يكشفون المسكوت عنه في قصة المختطفين الأربعة

كشف الباحث في الشؤون الفلسطينية إبراهيم حمّامي، النقاب عما أسماه بـ "معلومات مسكوت عنها في قصة الإفراج المصري عن المختطفين الأربعة من أبناء الجناح العسكري لحركة "حماس".

وقال حمّامي في تدوينة له اليوم الجمعة نشرها على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "ما لم يتم الحديث عنه مطلقا، وأعتقد أنه لن يتم، هو مكان وسبب اختطافهم، وما تعرضوا له من ممارسات، وظروف احتجازهم".

وأضاف: "مع بداية يوم الخميس 28 شباط/ فبراير، المنقضي وتسريبات قرب إطلاق سراحهم، وصلت تقارير أخرى عن مطالب مصرية واضحة بعدم تناول الموضوع إعلاميا، وعدم إجراء لقاءات مع المختطفين، وعدم الحديث عن سنوات الاختطاف".

 

إقرأ أيضا: انتهاء أزمة الشبان المختطفين بمصر ودخولهم قطاع غزة (شاهد)

وتابع: "أيضا تحدثت تقارير أخرى أن المختطفين أدخلوا في برنامج إعادة تأهيل وتغذية لعدة أشهر قبل إطلاق سراحهم، حيث كانوا اشبه بالأشباح قبل ذلك البرنامج، رغم ذلك فإن مقارنة بسيطة بين صورهم قبل اختطافهم ويوم إطلاق سراحهم كافية لتوضيح ما تعرضوا له".
    
وأكد حمّامي أنه إذا كان "لحركة حماس العذر في عدم الخوض في التفاصيل واحترام ما قد تكون تعهدت به للسلطات المصرية، فإنه ليس على من هم خارج الأطر التنظيمية، والأحرار من أي التزامات أن يقبلوا ويسكتوا عن الضيم والظلم والعذاب الذي مارسته الأجهزة الرسمية المصرية، ضد أشخاص لم توجه لهم أي تهمة ولم يحاكموا".

وأضاف: "ليس على هؤلاء شكر السيسي أو المخابرات المصرية، ليس عليهم السكوت عن أكثر من 220 معتقل/مختطف فلسطيني في سجون ومعتقلات السيسي منذ سنوات".

ووفق حمّامي فقد "أدارت سلطة رام الله الظهر للموضوع وكأن الأمر لا يعنيها"، وقال: "للتذكير قام الوزير سليم السقا في حكومة الحمد الله بالاستفسار من وزارة الخارجية المصرية عن المختطفين، وفي اليوم التالي تمت إقالته من منصبه من قبل محمود عباس بتهمة التخابر مع غزة"، على حد تعبيره.

 

من جهته قال الكاتب والإعلامي الفلسطيني علاء الريماوي أن ما لا تستطيع "حماس" قوله بشأن المختطفين، أن "اختطافهم كان بهدف الوصول إلى بنية المقاومة وما تملك ليقدم لحكومة نتنياهو الذي ساهم في تثبيت حكم السيسي".

وأضاف: "اختطافهم يأتي في سياق حرب على المقاومة بكل أجنحتها، التي يتعرض شبابها لمحاولة التجنيد لصالح المخابرات المصريه، أو أخذ المعلومة بنهم بأي ثمن".

وذكر الريماوي أن "اختطافهم والتحقيق معهم، وما تعرضوا له يفوق قدرة البشر على الاحتمال، يكفيكم مشاهدة فرق الصور التي ننشرها".

وأضاف: "اختطافهم لن يكون الأخير في حرب يشنها نظام السيسي ودول الخليج ومنظومات أمنية عربية، تلاحق المقاومة، تتنصت عليها، تقطع طرق إمدادها، تنسق مع الاحتلال في كل تفاصيل عملها بل تساهم في اغتيال قادتها كما الشهيد المبحوح"، على حد تعبيره.

 

أما الإعلامي الفلسطيني محمد سليمان الفرا، فعلق على عملية الإفراج عن المختطفين الأربعة قائلا: "مجرمٌ وقاتلٌ وقاطعُ طريقٍ، ذلكَ الذي كنتَ تتوهم قرابتَه، وجيرتَه، وأخوّته في الدين والعروبةِ، ثم تراه يمنُّ عليكَ بإطلاقِ سراحِ أربعةٍ من خيرةِ الشبابِ المجاهدِ اختطفهم على مدارِ خمسِ سنينَ عجفاء، دونَ سببٍ مقنعٍ، ولا اعترافٍ صريحٍ، ولا معاملةٍ آدميةٍ، فبأي سببٍ اعتقلوا؟ ولصالحِ من اختطفوا؟ وبأي ذنبٍ غابوا عن ذويهم وبنيهم وأهليهم كل هذهِ المدةِ؟"

وأضاف: "حمداً لله وحده على سلامَةِ الشبابِ، ولا شُكرَ لمن خطفَ، وعذَّبَ، ونكَّل، وسجنَ، وقتَّلَ، وأحرقَ، وأجرم،َ وأفسدَ، وطغى، وبغى، ولا أطال بأهلنا في أرضِ الكنانة زمانَ قهرٍ وبؤسٍ، وحسبنا اللهُ ونعمَ الوكيل!!"، وفق تعبيره.

 

وكان إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، قد استقبل أمس الخميس أربعة شبان فلسطينيين كانوا قد اختطفوا في مصر أثناء مغادرتهم قطاع غزة عام 2015.

وأعرب هنية عن شكره "العميق للقيادة المصرية، على قرارها الذي يعبر عن عمق العلاقة بين الشعبين الشقيقين".

ولفت إلى أن الجهود نجحت في إطلاق سراح أربعة مواطنين آخرين من القطاع وعودتهم سالمين.

ولم يتطرق "هنية" إلى الجهة التي احتجزت الفلسطينيين الثمانية، أو تفاصيل عما إذا كان الإفراج تم عبر صفقة من عدمه.

وفي آب/ اغسطس 2015، اختطف مسلحون أربعة فلسطينيين في منطقة "شمال سيناء"، من حافلة كانت تقلهم مع مسافرين آخرين من معبر رفح، على الحدود بين القطاع ومصر.

وآنذاك، حمّلت "حماس" السلطات المصرية المسؤولية الكاملة عن حياة الشبان الأربعة، ودعتها إلى العمل على سرعة إطلاق سراحهم بحكم مسؤوليتها الأمنية.

 

إقرأ أيضا: ما دلالات إفراج مصر عن الأربعة فلسطينيين.. ما علاقة إسرائيل؟