نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية تقريرا، تكشف فيه عن ظهور قيادي في حزب الله ألقت القوات البريطانية الخاصة القبض عليه في العراق، في جنوب سوريا.
ويكشف التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن أن القيادي في حزب الله علي موسى دقدوق، قاد سلسلة من العمليات الدموية ضد القوات الغربية في العراق، في الفترة ما بين 2006- 2007، منها هجوم أدى إلى مقتل خمسة جنود أمريكيين.
وتشير الصحيفة إلى أن القوات البريطانية الخاصة "أس إي أس" ألقت القبض على دقدوق في عام 2007 في البصرة في جنوب العراق، وقضى خمسة أعوام في السجن، لافتة إلى أن الحكومة العراقية أفرجت عنه عام 2012، رغم اعتراضات إدارة الرئيس باراك أوباما.
ويفيد التقرير بأنه ظهر الآن في مرتفعات الجولان السورية، وهو مسؤول، بحسب المسؤولين الإسرائيليين، عن وحدة أطلق عليها "ملف الجولان"، وهي شبكة جديدة للحزب، مهمتها شن هجمات ضد إسرائيل، مشيرا إلى أن حزب الله لديه آلاف الجنود الذين يقاتلون إلى جانب النظام السوري، إلا أن وحدة دقدوق سرية، ولا يعرف بها حتى نظام بشار الأسد.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول أمني، قوله: "نقوم بالكشف عن هذا البرنامج الإرهابي في وقت يجلس فيه الأسد في مكتبه ولا يعرف عنه شيئا"، فيما يقول المسؤولون الإسرائيليون إن وحدة دقدوق لا تزال في مهدها ولم تطور بعد القدرة للهجوم على إسرائيل.
ويلفت التقرير إلى أن دقدوق يأمل في تطوير قدرات الوحدة، بحيث تكون قادرة يوما على شن هجمات صاروخية، والقيام بعمليات اختراق من سوريا إلى مرتفعات الجولان المحتلة.
وتورد الصحيفة نقلا عن المسؤولين العسكريين الإسرائيليين، قولهم إنهم يقومون بالكشف عن الوحدة لتحذير الحزب، ودفعه لسحبها من المناطق السورية، بدلا من التعرض لعملية عسكرية وغارات جوية إسرائيلية، لافتة إلى قول المحللين إن ظهور دقدوق في سوريا يكشف عن الطريقة التي يعمل فيها نشطاء حزب الله في معارك الشرق الأوسط، وبدعم من رعاتهم الإيرانيين.
وينقل التقرير عن المتخصص في شؤون حزب الله والزميل في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، فيليب سميث، قوله: "من المعروف أن حزب الله يقوم باختيار مقاتلين من ساحات قتالية في الشرق الأوسط، خاصة من وحدات النخبة"، وأضاف أن حزب الله نشر مقاتلين شاركوا في العراق والبوسنة، وعملوا في كندا والولايات المتحدة.
وتذكر الصحيفة أن دقدوق، وهو في الخمسين من عمره، انضم إلى الحزب عام 1983، وعمل في أكثر من مهمة، منها حراسة زعيم الحزب حسن نصر الله، وسافر إلى العراق في عام 2006، وعمل مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري، الذي كان يشن من خلال جماعات شيعية حربا ضد القوات الأمريكية والبريطانية، مشيرة إلى أنه كان من بين الذين خططوا للدخول مع المقاتلين الشيعة إلى قاعدة عسكرية أمريكية قرب كربلاء، حيث قتلوا جنديا أمريكيا، واختطفوا أربعة قتلوا لاحقا، وذلك في عام 2007.
وبحسب التقرير، فإن حملة ملاحقة شنت ضده، حيث اعتقلته القوات الأمريكية الخاصة في البصرة، وكانت بحوزته خطط للهجمات ضد القوات الأمريكية في العراق، لافتا إلى أنه في محاولة لتعجيز المحققين، فإن دقدوق تظاهر بالخرس والطرش، وبقي لدى الأمريكيين مدة أربعة أعوام، حيث سلموه للعراقيين، بسبب التحضيرات للانسحاب من العراق.
وتفيد الصحيفة بأن الأمريكيين كانوا يحضرون لترحيل دقدوق إلى الولايات المتحدة قبل أن تطلق محكمة عراقية سراحه، مشيرة إلى أنه عاد إلى لبنان، وساهم في تدريب مقاتلي حزب الله.
وينوه التقرير إلى أن دقدوق وصل إلى سوريا عام 2018، بمهمة تشكيل الوحدة التي تضم مقاتلين من الحزب ومحليين، لافتا إلى أن هذه الوحدة مختلفة عن الوجود للحزب في الجنوب لمساعدة الجيش السوري، ويقال إنها تنشط في بلدة حضر وعدد من المناطق الدرزية في المنطقة.
وتقول الصحيفة إن مهمة دقدوق تم إخفاؤها عن النظام السوري؛ لأن الأسد منشغل في تحقيق الاستقرار في جنوب سوريا، ولا يريد أن يستفز إسرائيل للقيام بعملية عسكرية، مشيرة إلى قول إسرائيل إنها مستعدة لعودة الأسد وسيطرته بشكل كامل على الجنوب، لكنها لن تتسامح مع وجود حزب الله أو قوات إيرانية، حيث شنت إسرائيل مئات الغارات على المواقع الإيرانية وقوافل السلاح وهي في طريقها لحزب الله.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالقول إنه "تم إنشاء وحدة ملف الجولان بناء على قرار من قيادة الحزب العليا وقيادة فيلق القدس، ومع ذلك فإن الوحدة تدار من ناشطين لبنانيين، ولا إشارة إلى وجود إيراني فيها".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
الغارديان: سلطة حزب الله وإيران تتصاعد في المنطقة
غازيتا: لماذا توجه نتنياهو إلى موسكو؟
موقع روسي: هل تسعى موسكو إلى تلميع صورة حزب الله؟