أعلنت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار تأجيل فعالياتها المقررة اليوم الجمعة استثنائيا، بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقالت الهيئة في تصريح مقتضب، إن هذا القرار يأتي "حرصا على أبناء شعبنا، واستعدادا لمليونية الأرض والعودة في الثلاثين من آذار/مارس الجاري".
وأوضحت أنها تعتبر نفسها في حالة انعقاد مستمر، لمواكبة التطورات والأحداث السياسية والميدانية.
وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية في
الساعات الأولى من فجر الجمعة، سلسلة غارات عنيفة استهدفت العديد من مواقع المقاومة
الفلسطينية في مختلف مدن قطاع غزة.
وكانت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة أعلنت تمسك الفلسطينيين
بمسيرات العودة، "وفاء لوصايا الشهداء وعهد الأسرى وتضحيات الجرحى"،
مؤكدة أن الاحتلال ينتهج "سياسة بائسة، لن تكسر إرادة وعزيمة شعب مصمم على
المقاومة والنضال، حتى تحقيق كامل أهدافه الوطنية".
وشددت في بيان لها وصل إلى "عربي21" نسخة عنه، على أن "ما يواجهه شعبنا من تحديات ومؤامرات وهجمة
صهيونية متواصلة، تقتضي منا جميعا حشد كل الطاقات الكامنة، والشروع الفوري بإنجاز
المصالحة واستعادة الوحدة"، مقدرة "الجهود المصرية المتواصلة من أجل
إنهاء معاناة شعبنا واستئناف مسار المصالحة".
وأكدت أن "مسيرات العودة تجاوزت
مرحلة المساومة على استمرارها، وباتت نهجا ووسيلة نضالية أقر العالم كله بقوة
تأثيرها، ولذلك فإن المصلحة الوطنية تقتضي المحافظة عليها وحمايتها والبناء على ما
حققت، وفق استراتيجية وطنية جامعة".
وطالبت الهيئةُ الجماهير الفلسطينية بـ"الاستعداد لإحياء ذكرى يوم الأرض الخالد، الذي شكل نقطة انطلاق مسيرات
العودة وكسر الحصار"، معلنة عن "مليونية الأرض والعودة" في 30
آذار/ مارس 2019، وهو اليوم الذي يصادف الذكرى السنوية الأولى لانطلاقة مسيرات
العودة في قطاع غزة.
كسر الحصار
وقالت: "ليكن يوم 30 آذار/مارس يوما
وطنيا يسمع فيه العالم صوت الحق الفلسطيني، وليزلزل هذا الصوت باطل الاحتلال
الإرهابي المجرم".
ودعت جماهير الشعب الفلسطيني
"للمشاركة الحاشدة" في فعاليات اليوم عقب صلاة العصر، في المخيمات الخمسة المقامة بالقرب من السياج الأمني، الذي يفصل القطاع عن باقي الأراضي الفلسطينية
المحتلة.
اقرأ أيضا: قصف جوي إسرائيلي على غزة بعد صاروخين نحو تل أبيب (شاهد)
وحول استمرار مسيرات العودة
والدعوة لـ"مليونية الأرض"، أوضحت حركة المقاومة الإسلامية
"حماس"، على لسان المتحدث باسمها حازم قاسم، أنه "مع اقتراب الذكرى
السنوية لمسيرات العودة، تبدو إرادة الجماهير أكثر عزما على تحقيق أهداف المسيرات
من لحظة انطلاقها".
وشدد في تصريح خاص
لـ"عربي21"، على أن "تضحيات شعبنا خلال هذه المسيرات ستفرض على
المحتل الانصياع لإرادة الجماهير المنتفضة"، مؤكدا أنه "لا تراجع عن
قرار كسر الحصار عن قطاع غزة، ولا بحال من الأحوال".
بدوره، ندد عضو الهيئة الوطنية العليا
لمسيرات العودة وكسر الحصار، القيادي بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ماهر مزهر،
بـ"العدوان والقصف الإسرائيلي الهمجي الذي استهدف شعبنا في قطاع غزة".
وأكد في تصريح خاص
لـ"عربي21"، أن "العدو يتحمل مسؤولية حماقاته، وسندافع عن شعبنا
ولن نتراجع"، مشددا على أن "سياسات المجرم بنيامين نتنياهو (رئيس حكومة
الاحتلال) وصواريخه، لن تثنينا عن مواصلة الدرب".
الدماء الفلسطينية
وبشأن مسيرات العودة، شدد مزهر، على أن
"مسيرة العودة مستمرة ومتواصلة ولن تتوقف، بل ستكون بمزيد من العزيمة
والإرادة وصولا لمليونية يوم الأرض؛ التي ستكون في المناطق والمدن
الفلسطينية المحتلة كافة، وفي الشتات، وذلك من أجل تأكيد حق شعبنا في أن يحيا
بعزة وكرامة وأن يرفع هذا الحصار".
ونوه إلى أن الرسالة التي تحملها المسيرات، هي أن "قضيتنا بالأساس؛ وطنية بامتياز، غير مرتبطة بأي
تفاهمات وأجندات من هنا أو هناك، وهذه المسيرات لن تتوقف حتى تحقق الأهداف التي
انطلقت من أجلها، وفي مقدمتها كسر الحصار الظالم وإحياء حلم العودة في عقول وأفئدة
كل أبناء الشعب الفلسطيني".
اقرأ أيضا: "القسام" و"الجهاد" تنفيان إطلاق صواريخ تجاه تل أبيب
وتحمل مسيرات الجمعة بحسب مزهر،
"رسالة للعدو المجرم الذي يستخدم الدماء الفلسطينية في البازار الانتخابي الإسرائيلي؛
أن كل هذه الإجراءات لن ترهبنا ولن تجدي نفعا، بل ستزيدنا قوة وعزيمة باتجاه
الاستمرار حتى كنس هذا الكيان المجرم عن أرضنا، وتحقيق آمال وطموحات شعبنا في
الحرية والعدالة والاستقلال".
وأدى قمع قوات الاحتلال للمشاركين في
مسيرات العودة، إلى استشهاد نحو 259 شهيدا، وإصابة أكثر من 29 ألف فلسطيني بجراح
مختلفة، بحسب إحصائية وزارة الصحة بغزة وصلت إلى "عربي21".
صواريخ من غزة على مستوطنات الغلاف والمقاومة تحذر الاحتلال
سلسلة غارات إسرائيلية على قطاع غزة
استشهاد طفل برصاص الاحتلال وقصف لمواقع المقاومة بغزة