نقلت صحيفة "التايمز" عن مصدر بالحكومة البريطانية، قوله إن "المسؤولين البريطانيين يراجعون الرحلات الكثيرة التي قام بها برنتون
تارانت المتهم بالهجوم على المسجدين في مدينة كرايست تيشرتش" في
نيوزيلندا.
وتذكر الصحيفة في تقريرها، الذي جاء تحت عنوان "المشتبه به قضى وقتا في
بريطانيا خلال جولته الأوروبية"، أن أجهزة الأمن البريطانية تحقق فيما إذا كان تارانت قد قضى بعض الوقت في بريطانيا ضمن جولة له في أوروبا عام 2017.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أنه يخشى من أن تكون الفترة التي قضاها تارانت في بريطانيا قد غذت الأفكار المتطرفة لديه، لافتا إلى أن مسؤولين في بلغاريا وتركيا وكرواتيا وباكستان أكدوا زيارة تارانت أراضيهم.
وتقول الصحيفة: "يبدو أن منطقة البلقان التي تعاني من انقسامات عرقية قد أثارت اهتمامه، وزار المناطق التي شهدت مواجهات بين المسيحيين والعثمانيين المسلمين، وأدى إعجابه بكتابات اليمين المتطرف من المهاجرين إلى تحقيقات داخل وكالة الاستخبارات الفرنسية، وفيما إذا أقام علاقات مع القوميين البيض، وزار تارانت، البالغ من العمر 28 عاما، الجبل الأسود وإسبانيا والبرتغال والبوسنة والهرسك".
وينقل التقرير عن مصدر حكومي بريطاني، قوله إن سلطات الأمن تقوم بإعادة تركيب رحلاته إلى عدد من الدول.
وتفيد الصحيفة بأن تارانت قام في الفترة التي قادت إلى المذبحة بإرسال سلسلة من الإشارات إلى اليمين المتطرف البريطاني، واستخدم صفحة على "فيسبوك" للمشاركة في روابط لخطابات الزعيم الفاشي البريطاني أوزوالد موزلي، وعرض فيديو دعائيا للجيش البريطاني عن التعددية في القوات المسلحة، وظهر في الفيلم جندي مسلم وهو يصلي.
ويورد التقرير نقلا عن تارانت، تعليقه قائلا: "يعد هذا أخضر على أزرق لو ارتدوا الزي ذاته"، وعبارة "أخضر على أزرق" هي إشارة إلى الهجمات على قوات التحالف في أفغانستان من القوات الأفغانية في أثناء التدريب، لافتا إلى أن تارانت، الذي لم يكن على قائمة المراقبين أمنيا، تشارك بوثيقة وصفت التشكيل الإثني للشعب البريطاني.
وتلفت الصحيفة إلى أن صحيفة "صندي تلغراف" نقلت عن مصادر حكومية بارزة، قولها إن تارانت "عبر" خلال بريطانيا عام 2017، "وقضى فيها عدة أسابيع"، وربما زارها في سيارة مستأجرة جاء فيها من خلال العبارة من فرنسا.
وينوه التقرير إلى أن تارانت استعان بكتاب لكاتب فرنسي معاد للهجرة، ألفه عام 2011
رينو كامو، تحت عنوان "الاستبدال العظيم"، الذي استعار عنوانه لبيانه الذي كتبه وجاء في 74 صفحة، وقال تارانت إنه تحول للدفاع عن العرق الأبيض عندما كان في فرنسا عام 2017، حيث هزم إيمانويل ماكرون زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان.
وتنقل الصحيفة عن تارانت، قوله إنه اعتقد في الماضي أن القصص عن "غزو المسلمين" لفرنسا مبالغ فيها، "لكن عندما وصلت إلى فرنسا وجدت أن القصص ليست صحيحة فقط بل إنها أساءت التقدير أيضا"، ووصف كيف زار بلدة صغيرة ليكتشف أن معظم سكانها من المهاجرين، وكتب قائلا: "وجدت أن مشاعري تتأرجح بين الغضب العارم واليأس على ذل الغزو لفرنسا".
اقرأ أيضا: واشنطن بوست: أفكار هذا الكاتب الفرنسي وراء هجوم نيوزيلندا
وبحسب التقرير، فإن عقيدة "الاستبدال العظيم" اكتسبت مصداقية في فرنسا، واعتبر كامو معلما في أوساط اليمين المتطرف، مشيرا إلى أن تارانت يعتقد أن الهجرة "ينظمها الساسة والمفكرون والنخبة الإعلامية لاستبدال السكان الأوروبيين بسكان أجانب".
وتفيد الصحيفة بأن كامو شجب العنف وتبرأ من ولاء تارانت له، ونقلت عنه صحيفة "وول ستريت جورنال"، قوله: "لا يحق له استخدام عناوين كتب كتبها شخص آخر، واستخدامها بطريقة تتناقض مع كل ما كتبته".
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن تارانت ذكر في بيانه أغاني كتبت لتمجيد الزعيم الصربي المسؤول عن المجازر ضد المسلمين في أثناء الحرب رادوفان كاراديتش، وكتب اسم تشارلو مارتل على واحدة من بنادقه، وهو الذي قاد معركة ضد المسلمين في بلاط الشهداء عام 732.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)