يوم الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) كان الموعد النهائي للنظام الإيراني لتفادي العقوبات الأمريكية بتنفيذ الـ12 مطلبا، الذي تصل فيه العقوبات الأمريكية ذروتها، وعدم تنفيذ هذه المطالب سيعرض إيران لعقوبات شديدة في قطاعي النفط والمصارف وهي الأقسى؛ حيث إن حملة الضغط القصوى التي تمارسها الولايات المتحدة تهدف إلى خفض صادرات النفط الإيراني إلى "الصفر".
من أبرز هذه المطالب وقف تخصيب اليورانيوم للأغراض العسكرية، والإفصاح عن برامجها النووية بشكل كامل، وكذلك وقف نشر الصواريخ الباليستية وتطويرها، إضافة إلى وجوب سحب ميليشياتها من سورية، ووقف دعم الميليشيات الإرهابية، وعدم تهديد عمليات النقل البحرية والدولية، ووقف الهجمات السيبرانية. من أهم البنود أيضا احترام دول الجوار، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
من يعلم حقيقة النظام الإيراني وهي حقيقة باتت جلية للجميع يدرك يقينا أن هكذا نظام لن يستجيب لطلبات المجتمع الدولي التي تسعى إلى استقرار المنطقة بل العالم بأسره، لأنه نظام بلا أدنى شك يقتات على التخريب، ويتنفس الإرهاب. انتهت المهلة ودخلت العقوبات حيز التنفيذ منذ ذلك التاريخ فبدأت الدول المستوردة للنفط الإيراني بالاستجابة لهذه العقوبات، انخفضت واردات اليابان من النفط الإيراني 31 في المائة على أساس سنوي في أيلول (سبتمبر) الماضي، وبحسب "رويترز" فإن أكبر محطتين حكوميتين لتكرير النفط في الصين هما "سينوبيك" وشركة النفط الوطنية الصينية قررتا عدم شراء الخام الإيراني لشهر تشرين الثاني (نوفمبر) تحسبا للعقوبات الأمريكية، وهي ضربة قاسية للنظام الإيراني؛ حيث إن الصين تعد أكبر مشتر للنفط الإيراني. ا
لعراق كذلك قرر التوقف عن نقل النفط الخام إلى إيران بواسطة الشاحنات التزاما بالعقوبات الأمريكية، لكن هل سيتغير تعاطي العراق مع هذه العقوبات الأمريكية على إيران بعد زيارة روحاني، ما يسمح لإيران بالالتفاف على هذه العقوبات؟ كانت هذه الزيارة هي الزيارة الرسمية الأولى لروحاني إلى العراق منذ توليه الرئاسة عام 2013 وصحب معه وفدا تجاريا كبيرا لزيادة التبادل التجاري لتخفيف وطأة العقوبات الاقتصادية على إيران، التي ساعدت العراق في مواجهة خطر الإرهاب في السنوات السابقة بحسب روحاني!
أعتقد، ومن وجهة نظر شخصية، أن النظام الإيراني وقنواته الإرهابية في كل مكان ومنها "حزب الله" الذي خرج قبل أيام في الإعلام منكسرا لجمع التبرعات وحث النساء والأطفال على ذلك؛ فالنظام الإيراني لم يعد قادرا على تمويل «حزب الله» بما يقارب 700 مليون دولار سنويا كما في السابق بسبب الاختناق الاقتصادي الذي يعانيه. أعتقد أنهما قاب قوسين أو أدنى من الزوال غير مأسوف عليهما ما إن استمرت العقوبات كما خطط لها،
فكما صرح الرئيس ترمب أن الهدف الرئيس هو وصول الصادرات الإيرانية من النفط إلى "الصفر". قال براين هوك الممثل الأمريكي الخاص لإيران بوزارة الخارجية على هامش مؤتمر "سيرا للطاقة" إن فائض النفط العالمي سيساعد في تسريع عملية "تصفير" الصادرات الإيرانية من النفط، وهي عملية أرى أنها ليست بالسهلة لأنها تتطلب التوفيق بين العقوبات وبين استقرار أسعار النفط، وهذا ليس سرا أن الولايات المتحدة تسعى بكل قوة لكبح ارتفاع الأسعار، وما "تغريدات" الرئيس ترمب إلا دليل على ذلك كلما ارتفعت الأسعار!
عن صحيفة الاقتصادية السعودية