دعا المؤتمر القومي العربي إلى أوسع تحرك شعبي عربي ودولي لمواجهة دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان العربي السوري، ووصفها بأنها دعوة رعناء تعبّر عن نزعة استعمارية عنصرية استعلائية مرتبطة عضوياً بالمشروع الصهيوني.
واعتبر الأمين العام للمؤتمر القومي العربي مجدي المعصراوي، في بيان له اليوم أرسل نسخة منه لـ "عربي21"، دعوة الرئيس الأمريكي بشأن الجولان السوري انتهاكا للشرعية الدولية واستفزازا للمشاعر العربية.
إقرأ أيضا: ترامب: حان الوقت للاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان
ورأى، أن ترحيب نتنياهو بدعوة الرئيس الأمريكي، خطوة أخرى في إطار ما يسمى بصفقة القرن الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، وإلى تمكين الكيان الصهيوني العنصري الغاصب من السيطرة على الأمّة العربية، أرضاً وموارد وقراراً.
وأشار المعصراوي إلى أن "مجيء هذه الخطوة، بعد خطوة الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني الغاصب، يظهر حجم ارتهان السياسة الأمريكية للمصالح والمطامع الصهيونية، وانتهاكاً فاضحاً لكل المواثيق والأعراف والقرارات الدولية التي رفضت صراحة ضم الكيان الصهيوني للجولان، كما للقدس وكل الأراضي المحتلة، بل وتأتي تأكيداً لوحدة النضال العربي من فلسطين إلى سوريا ولبنان وكل قطر من أقطار الأمّة".
وربط المؤتمر القومي العربي بين الإعلان الرئاسي الأمريكي، والذكرى الثامنة للثورة، التي وصفها بـ "الحرب الكونية على سوريا"، وقال بأن "هذا التزامن يكشف الهدف الحقيقي من تلك الحرب المشؤومة التي استهدفت سوريا الدولة والوطن، والمجتمع، والجيش، الموقف والموقع في الصراع المصيري والوجودي مع الكيان الصهيوني".
ولفت البيان الانتباه إلى "أن إطلاق هذا الإعلان الأمريكي في الذكرى 16 للحرب الأمريكية ـ الكونية على العراق واحتلاله والعمل على تقسيمه يؤكّد تلازم المعركة من دمشق إلى بغداد وإلى كل عاصمة عربية".
واعتبر البيان أن "مجيء هذا الإعلان الجديد، عشية انعقاد قمة عربية في تونس، بغياب عضو مؤسس في جامعة الدول العربية، هو الجمهورية العربية السورية، يشكل استفزازاً واضحاً للأمّة العربية جمعاء على المستويين الرسمي والشعبي، وإدانة واضحة لكل من تورط في الحرب على سوريا منتهكاً ميثاق جامعة الدول العربية وسائر المعاهدات والاتفاقات المنبثقة عنه".
ودعا المؤتمر الدول العربية كافة، لاسيّما عشية انعقاد قمّة تونس في نهاية آذار/مارس الحالي، إلى اتخاذ قرارات جريئة واضحة في مواجهة الإعلان الترامبي الجديد على الصعد الإقليمية والدولية، لجهة احتضان المقاومة العربية للكيان الصهيوني ورفض كل الضغوط الأمريكية والغربية والرجعية العربية الرامية إلى وصم مقاومتها في فلسطين ولبنان بالإرهاب.
والعمل على إلغاء القرار المشؤوم الصادر عن اجتماعات مجلس وزراء خارجية الدول العربية في خريف 2011، بتعليق عضوية سوريا في الجامعة، ليس لأن ذلك القرار مخالف لميثاق الجامعة ولروح الأخوة القومية فحسب، بل هو أيضاً تنكر لدور سوريا ومواقفها وموقعها في حركة الصراع مع أعداء الأمّة.
ودعا المؤتمر القومي العربي إلى اعتبار الصراع الرئيسي في المنطقة صراعا بين الأمّة العربية والمشروع الصهيوني ـ الاستعماري، وإعطاء متطلبات هذه الصراع الأولوية في الاستراتيجيات والبرامج المعتمدة، ورفض أي محاولة لحرف هذا الصراع عن وجهته الحقيقية، سواء من خلال سياسات التطبيع مع العدو أو من خلال تحويله إلى صراع بيني، بين الأمّة ودول جوارها، وداخل مكونات الأمّة كلها، وفق البيان.
وأمس الخميس، غرّد ترامب على حسابه في "تويتر"، قائلا، إن الوقت قد حان لتعترف الولايات المتحدة، بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة، التي عدّها ذات أهمية استراتيجية وأمنية بالنسبة لإسرائيل واستقرار المنطقة إقليميا.
ويعتبر المؤتمر القومي العربي، الذي عقد أولى دوراته في تونس عام 1990، نفسه امتدادا للمؤتمر العربي الأول الذي عقد في باريس سنة 1913، وهو منظمة وإطار عمل سياسي يجمع عدة شخصيات عربية ذات توجه قومي.
يقيم المؤتمر دورات سنوية وينتخب كل ثلاث سنوات أعضاء الأمانة العامة واللجنة التنفيذية. كان أول أمين عام له هو خير الدين حسيب. الأمين العام الحالي للمؤتمر هو المصري مجدي المعصراوي.
اقرأ أيضا: هل يسعى ترامب إلى دعم نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية؟
الاتحاد الأوروبي يرفض إعلان ترامب بشأن الجولان المحتل
روسيا وإيران ترفضان إعلان ترامب بشأن الجولان المحتل
ماكرون يرحب بقرار ترامب إبقاء 200 جندي بسوريا