وبرسالة سلطان،
المحكوم بالمؤبد بقضية "فض اعتصام رابعة"، رغم اعتقاله قبل الفض
بأسبوعين، طالب مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، بتشكيل لجنة أممية لزيارة سجن
العقرب الذي يقبع فيه منذ 29 تموز/ يوليو 2013، للوقوف على الإجراءات القمعية تجاه
المعارضين.
سلطان، أكد أنه
"يتعرض لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والمعنوي، عبر محاكمات صورية هزلية، فاقدة
لأدنى الضمانات الدستورية والدولية، بدءا من منع الطعام والشراب والدواء والملابس
والشمس والهواء، ونهاية بمنع أهله من زيارته لأكثر من عام، وهي الإجراءات التي
زادت قسوتها بعد رفضه لمساومة إدارة السجن له، بالتوقيع على وثيقة تأييده للسيسي".
وكان الشيخ حازم أبو إسماعيل المحكوم عليه بـ13 سنة بثلاث قضايا، قد دخل
بإضراب عن الطعام بسجنه منتصف العام الماضي، اعتراضا على سوء المعاملة وانتهاك
حقوقه ومنع الزيارة عنه لسنوات ووضعه منذ اعتقل بتموز/ يوليو 2013، بزنزانة
انفرادية.
المجموعة الكاشفة
وبتعليقه يرى القيادي
السابق بجماعة الإخوان المسلمين محيي عيسى، أن أسباب تنكيل النظام بشكل خاص بكلا
من البلتاجي وسلطان وأبو إسماعيل، لأن "الثلاثة يشكلون المجموعة الكاشفة
لتآمر العسكر".
عيسى، أوضح فكرته
لـ"عربي21"، بالقول إنهم "تقريبا الوحيدون الذين لم ينخدعوا
بالعسكر، ومن أول يوم حذروا وكشفوا المؤامرة؛ خاصة الشيخ حازم والبلتاجي".
محاولة كسر الإرادة
وأكد رئيس الدائرة
المصرية بمركز حريات للدراسات السياسية والإستراتيجية، إسلام الغمري، أن
"الانقلاب يمارس سياسة ممنهجة ضد المعتقلين السياسيين عامة والهدف منها
محاولة كسر الإرادة والصمود لديهم؛ ولكنه يمارس هذه السياسة بحق بعض القادة
والرموز بشكل خاص".
الغمري، أضاف
لـ"عربي21"، "وبالقلب منهم بعد الرئيس محمد مرسي، يأتي البلتاجي
وسلطان والشيخ حازم"، موضحا أن "منبع ذلك هو رغبة الانقلاب بالانتقام
والتشفي منهم كونهم من الرموز الكبار لثورة يناير، وأصحاب سبق بالتنبؤ بمكر
واحتيال بعض رجالات المجلس العسكري بالتآمر والانقضاض على الثورة".
وأشار السياسي المصري،
إلى أن استمرار التنكيل بهؤلاء القادة يأتي خوفا من دورهم الثوري خاصة وأن
"السيسي، يعيش بشكل مستمر شبح الثورة ويتضح ذلك من تحذيراته بأنه لن يسمح مرة
أخرى بثورة شعبية، ويجري للتعديلات الدستورية التي ستمثل القشة التي ستقصم ظهره
وعصابة الانقلاب".
وحول اقتراب التغيير
الذي حلم به البلتاجي، وسلطان، وأبو إسماعيل، أكد الغمري، أن "الطريق للتغيير
سيكون محصورا بين الثورة الشعبية الشاملة أو انقلاب عسكري؛ فالجميع يرى هذه
الحتمية نظرا لحالة الغليان الشعبي والأوضاع الاقتصادية الخانقة ورفضا للاستبداد
والخيانة والفساد التي أصبحت عنوانا للسلطة".
كشفوا سوأته
وأرجع الباحث والسياسي
المصري، حاتم أبوزيد، موقف النظام من ثلاثتهم، لكونهم "كشفوا سوأة النظام بوضوح؛ بل كان عنوانهم بكشف تلك السوءة
السيسي وبمنتهى الوضوح".
المتحدث باسم حزب
الأصالة، أوضح لـ"عربي21"، أن "الشيخ حازم حذر من الانقلاب العسكري
مبكرا، واتهم السيسي به، والجميع يذكر له وصف السيسي أنه يقوم بدور الممثل العاطفي".
وأضاف، أما
"البلتاجي، فكشف أيضا دور السيسي، بأحداث 2، 3 فبراير 2011، (موقعة الجمل
والاعتداء على الثوار بميدان التحرير)، بجانب دوره وثباته بأحداث فض (رابعة)".
وتابع أبوزيد،
"أما عصام سلطان فقال بعد الانقلاب: الآن لدينا قائد للثورة المضادة معروف هو
السيسي قائد الانقلاب العسكري"، مشيرا إلى أن "وضوحهم كشف العسكر
وقائدهم ودورهم التآمري؛ وربما يكون هذا السبب وراء الرغبة بالانتقام والتنكيل بهم".
وعبر صفحته
بـ"فيسبوك"، الأربعاء، أكد رئيس حزب الأصالة الدكتور إيهاب شيحة،
أن أزمة النظام مع القيادات الثلاث شخصية، قائلا: "البلتاجي، أكثر من عرفت تدينا ووطنية وإخلاصا وتجردا، وهذا
ما يدركه السيسي ونظامه؛ لذا فأزمتهم مع البلتاجي وكذلك عصام سلطان وأبو إسماعيل
شخصية".
كيف تأثر الرئيس التركي بإعدام رافضي الانقلاب بمصر؟ (شاهد)
مؤسس "تمرّد" يكذّب البرادعي.. "على هذا اتفقنا في منزلك"
رئيس العراق والسيسي يجتمعان بشرم الشيخ.. هذا ما بحثاه