نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلتها كالا واهلكويست، تقول فيه إنه بعد مذبحة كرايستشرش، بدأ سكان المدينة يبحثون عن صور تبعث الأمل.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هذا الأمل وجده السكان في صورة لرئيسة الوزراء جاسيندا آردين، وهي ترتدي ملابس سوداء وغطاء رأس، وعلى الصورة انعكاسات صور الورود المنعكسة من الزجاج الخارجي للبناية.
وتقول واهلكويست إنه في الصورة تبدو آردين واقفة تستمع لمسلمي كرايستشرش ويداها متشابكتان، بعد أقل من 24 ساعة من الجريمة التي ذهب ضحيتها 50 منهم على يد إرهابي مزعوم، وينعكس على وجهها الاهتمام والتعاطف، مشيرة إلى أنه في "أكثر أيام" نيوزيلندا سوادا كانت رئيسة الوزراء تبرز أفضل خصالها.
وتلفت الصحيفة إلى أن من التقط تلك الصورة هو مصور مجلس مدينة كرايستشرش، كيرك هارغريفز، خارج المركز الاجتماعي في فيلبستاون في حدود ظهر يوم السبت، مشيرة إلى أن آردين قد جاءت بالطائرة إلى المدينة مع زعماء الأحزاب الأخرى، يرافقها صحافيون من ويلنغتون، وذهبت مباشرة إلى المركز لتلتقي بممثلين عن المجتمع المسلم.
وينوه التقرير إلى أنهم اجتمعوا في غرفة دراسية صغيرة، ووصل هارغريفز، الذي كان يعمل سابقا مع صحيفة "ذي برس" في كرايستشرش متأخرا ولم يستطع الدخول، ويقول: "هذا هو سبب وجودي في الخارج أحاول التقاط تلك الصورة.. ولم يكن شعوري جيدا، فأنا عالق في الخارج وحدي، ولا أستطيع التقاط صور".
وتفيد الكاتبة بأن هارغريفز حاول تصوير الاجتماع من خلال نافذة زجاجية، لكن انعكاس أشعة الشمس جعل هناك صعوبة في الرؤية من خلال الزجاج، ثم وقفت رئيسة الوزراء، وأصبح بإمكانه أن يرى وجهها من خلال الزجاج.
وتنقل الصحيفة عن هارغريفز، قوله: "لم أستطع تصويرها ابتداء لوجود الكثير من الانعكاسات.. فحاولت أن أضع فلترا يسمى فلتر استقطاب .. ولم يعمل فقلت لنفسي سأتوقف عن المحاولة"، ويستدرك قائلا: "لكني بعد ذلك وجدت زاوية أصور منها .. ثم بدأت أشهد لغة الجسد المدهشة، وفعلت انعكاسات الورود الأشجار في الخارج فعلها الرائع .. وكانت الصورة كلها عبارة عن مزيج من الأديان المختلفة، بالإضافة إلى لغة الجسد التي لا تكاد تصدق (لرئيسة الوزراء)، فقلت لنفسي علي أن ألتقط هذه الصور".
ويذكر التقرير أنه تم تحميل هذه الصورة على صفحة مجلس المدينة على "فيسبوك"، وتمت مشاركة تلك الصورة على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام التقليدي، بصفتها صورة تعكس قيادة آردين.
وتورد واهلكويست نقلا عن هارغريفز، قوله إنه في فترة مظلمة من تاريخ المدينة شكلت تلك الصورة أملا، ويضيف: "عندما التقطت الصورة تأثرت جدا بالمشهد الإنساني.. وكوني مصورا فإني عرفت أن تلك الصورة كانت رائعة، فهي تختزل كل ما كانت تقوم به، كيف تقدم مشاعرها الإنسانية لهؤلاء الناس وتستمع لهم وتبدي قلقها وحبها"، مشيرا إلى أنه سيتم تفسير تلك الصورة بالطريقة ذاتها في "أي ديانة وأي ثقافة في العالم".
وتجد الصحيفة أن "رزانة آريدن لم تكن وحدها هي الواضحة هنا، ففي الصورة أيضا وجه الزعيم المشارك لحزب الخضر جيمس شو، وهناك عين متورمة لتلقيه ضربة في وجهه من أحد الناخبين الغاضبين في الوقت الذي كان يسير فيه في ولنغتون".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول هارغريفز: "عندما خرجوا من تلك الغرفة أصبت بالدهشة كيف كان السياسيون جميعا والزعماء معا في ذلك الموقف.. ليس هي (رئيسة الوزراء) فقط.. إنها كانت مثالا لما يجب للناس أن يبحثوا عنه في زعمائهم".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
من هم ضحايا الهجوم الإرهابي في نيوزيلندا؟ (صور)
واشنطن بوست: ترامب يمرر رسالة خاطئة عن هجوم نيوزيلندا
تعرف على دلالات رموز عنصرية استخدمها إرهابي نيوزيلندا