صحافة إسرائيلية

سفير إسرائيلي يجمل حصاد 40 عاما من الاتفاق بين مصر وإسرائيل

إسرائيل ربحت كثيرا من اتفاق السلام مع مصر الذي شهد طوال السنوات ارتفاعا وانخفاضا- جيتي

قال إيتمار آيخنر، المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت، إنه "في مثل هذا اليوم من عام 1979 تم التوقيع في واشنطن على اتفاق كامب ديفيد للسلام بين إسرائيل ومصر، وهي مناسبة تاريخية لتقييم علاقات الدولتين بعد أربعين عاما على ذلك التوقيع التاريخي".


ونقل عن حايين كورين، السفير الإسرائيلي السابق في مصر بين 2006-2014، أن "علاقات القاهرة وتل أبيب ليست متقاربة، وإنما حميمية، ومنذ صعود عبد الفتاح السيسي إلى السلطة في مصر عام 2013 لم تشهد علاقات البلدين أكثر قربا ودفئا منذ توقيع اتفاق السلام".

 

وأضاف في تقرير مطول ترجمته "عربي21" أن "الإسرائيليين يشعرون اليوم بنتائج التقارب مع مصر، وهم لا يعلمون في أي مرحلة مهمة من العلاقات مع مصر يعيشون، لأن أساس هذه العلاقات هو العمل من تحت الطاولة في جميع المجالات، وعلى جميع الأصعدة، صناع القرار في الدولة المصرية يعلمون حجم المصالح المشتركة بينهم وبين إسرائيل، وكم تقدم الأخيرة من خدمات لمصر، وهم يقدرون ذلك جيدا".

 

وأكد أن "إسرائيل ربحت كثيرا من اتفاق السلام مع مصر، الذي شهد طوال السنوات ارتفاعا وانخفاضا، لكنه استطاع الصمود حتى في ظل حكم الإخوان المسلمين زمن الرئيس محمد مرسي، الذي انتخب في أول انتخابات ديمقراطية تشهدها مصر عقب الثورة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك، كما صمد عقب هجوم آلاف المتظاهرين المصريين على السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وإخلاء السفير وطاقم السفارة في سبتمبر 2011".

 

وأوضح أن "اتفاق كامبد ديفيد استمر قائما خلال حربي لبنان الأولى 1982، والثانية 2006، وعقب تفجير المفاعل النووي العراقي في يونيو 1981، وبعد اغتيال السادات في أكتوبر 1981، وخلال جميع الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة في السنوات الماضية، لقد مر اتفاق السلام بين الدولتين بامتحانات صعبة ليست سهلة، لكنه تجاوزها".

 

اقرأ أيضا: كيف تعامل المصريون مع اتفاقية السلام طوال 40 عاما من توقيعها؟
 

وزعم قائلا إنه "يمكن توصيف علاقات البلدين بكلمة واحدة: "علاقة رومانسية"، في ظل المصالح المشتركة غير المسبوقة، والأعداء المشتركين، بدءا بإيران ومرورا بحماس وداعش، فمصر تحارب تهريب الأسلحة إلى حماس، وضد حفر الأنفاق من داخل غزة بناء على طلب إسرائيل، والأخيرة تهاجم طائراتها أهدافا لتنظيم الدولة الإسلامية في سيناء بالتنسيق الكامل مع الجيش المصري".

 

وأكد أن "إسرائيل أعطت الضوء الأخضر للجيش المصري بتفعيل المزيد من قواته العسكرية داخل سيناء لمحاربة داعش، بما يتعارض مع الملحق العسكري من اتفاق السلام، كما قدمت إسرائيل لمصر مساعدة تاريخية بالتدخل لدى الإدارة الأمريكية والكونغرس لإقناع مسؤوليهما باستمرار الدعم العسكري لنظام السيسي".

 

وأوضح السفير أنه "من خلال نظرة إستراتيجية لمرور أربعين عاما على اتفاق السلام بين البلدين فقد ربحت إسرائيل كثيرا منه، واستفادت كثيرا من الموازنات المالية التي كانت معدة لحماية الحدود مع مصر لإنفاقها داخل الدولة على قضايا اقتصادية، هذا المال ساهم كثيرا في إنعاش إسرائيل اقتصاديا، وقد انتقلنا مع مصر من حالة الحرب إلى أن تقود مصر تحالفا مع الدول العربية المعتدلة".

 

وأشار إلى أن "إسرائيل تتعاون مع الدول التي تقودها مصر، ومن بينها الأردن والسعودية ودول الخليج العربي، مصر تعدّ حجر الأساس في هذا التحالف الإقليمي، ويجب عدم نسيان دورها المهم في الوساطات التي منعت كثيرا من اندلاع الحروب مع حماس في غزة".

 

وأشار إلى أن "الواردات الإسرائيلية من مصر ارتفعت عام 2018 من 220 مليون دولار إلى 650 مليون دولار، كما ارتفعت الصادرات الإسرائيلية إلى مصر من 84 مليون دولار إلى 110 ملايين دولار، وقد التقى وزير الاقتصاد الإسرائيلي إيلي كوهين عدة مرات مع نظيره المصري، وناقشا سبل تطوير العلاقات الاقتصادية، كما وقعت إسرائيل قبل أكثر من عام على اتفاق لتصدير الغاز لمصر بقيمة 15 مليار دولار لمدة عشر سنوات".

 

وأوضح أن "عدد الزوار الإسرائيليين إلى مصر بلغ العام الماضي 2018 ربع مليون، وعلى صعيد الاقتصاد بلغ حجم التبادل التجاري بينهما أكثر من ثمانية مليارات دولار، ووفر مئات آلاف فرص العمل، وفي الزراعة منحت إسرائيل خبراتها الزراعية للدولة المصرية، وعقدت العديد من اللقاءات الثنائية لهذا الغرض، وفي المجال الأمني هناك تعاون وتنسيق وثيق بين القاهرة وتل أبيب، خاصة في مجال محاربة الجماعات المسلحة".