سياسة عربية

فيسك: بعد "الجولان".. ما هي هدية ترامب القادمة لنتنياهو؟

صحفي بريطاني: خضوع الولايات المتحدة الأمريكية التام لمطالب إسرائيل سيكون وبالا على شعوب الشرق الأوسط- جيتي

انتقد الصحفي البريطاني، روبرت فيسك، خضوع الولايات المتحدة الأمريكية التام لمطالب إسرائيل، مؤكدا أن هذا الأمر سيكون "وبالا على شعوب الشرق الأوسط".


وفي تعليقه على اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ "سيادة" إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، قال فيسك في مقال له بصحيفة "ذي آي" البريطانية: "بعدما بارك ترامب ملكية إسرائيل للقدس كاملة، ها هو اليوم يسلم مرتفعات الجولان ويسمح لها بضمها نهائيا، ضاربا عرض الحائط بمبدأ الأرض مقابل السلام الذي نص عليه القرار 242 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وإسرائيل سعيدة بذلك".


وأضاف: "الولايات المتحدة منحت اليوم دعمها الكامل والعلني للجانب الإسرائيلي في آخر الحروب الاستعمارية في العالم. وإذا أصبح الجولان جزءا من إسرائيل بسبب تهديد إيران فإن جنوب لبنان عليه أن يكون أيضا جزءا من إسرائيل. أليس حزب الله أيضا تهديدا إيرانيا؟".

 

اقرأ أيضا: تنديد دولي متصاعد بقرار ترامب حول الجولان وبومبيو يدافع عنه

وتساءل الصحفي البريطاني: "متى يأتي الدور على الضفة الغربية لتمنحها الولايات المتحدة لإسرائيل نهائيا وللأبد؟"، معتبرا أن اعتراف ترامب بـ "سيادة" إسرائيل على الجولان المحتل يعد "هدية إلى بنيامين نتنياهو لإعادة انتخابه رئيسا للوزراء".


وانتقد فيسك، خفض وسائل الإعلام جناح الذل لإسرائيل مخافة أن تمسها تهمة معاداة السامية، قائلا: "عندما أمر وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول وزارة الخارجية الأمريكية بإصدار تعليمات إلى سفاراتها باستعمال عبارة "الضفة الغربية المتنازع عليها" بدل "المحتلة"، التزمت جميع وسائل الإعلام الأمريكية بالتعليمات.


وأضاف: "واليوم عندما أشارت وزارة الخارجية الأمريكية بصورة مفاجئة إلى الجولان الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية بدل المحتلة فإننا نتوقع ما الذي ستفعله وسائل الإعلام"، مستطردا: "لكن لحسن الحظ هناك من الصحفيين الإسرائيليين والنشطاء من يتحلون بالشجاعة ويرفضون هذه المهازل".

 

اقرأ أيضا: سوريا تطلب اجتماعا طارئا لمجلس الأمن بشأن الجولان

ويرى فيسك أن "هذا التحول في التعبير ليس مفاجئا إذا نظرنا إلى خضوع الولايات المتحدة التام لمطالب إسرائيل، ولكن هذا الأمر سيكون وبالا على شعوب الشرق الأوسط".


وقال الصحفي البريطاني: "تعبت من النقاش بشأن معاداة السامية في الولايات المتحدة. فالبلاد فيها الكثير من العنصريين المعادين للسامية والمعادين للعرب والمعادين للسود، دون أن نخرج مصطلح معاداة السامية عن سياقه ونتهم به جميع من ينتقدون إسرائيل".


وأكد أن الأمريكيين لا يجرؤون على التذمر من الولاء المزدوج لأبناء وطنهم، مضيفا: "انظر إليهم في الكونغرس عندما يخاطبهم نتنياهو، النواب الأمريكيون يقفون ويصفقون له ثم يجلسون ويقفون مرة أخرى ويصفقون ثم يجلسون ويعودون للوقوف والتصفيق. لقد فعلوها 29 مرة في 2011 و39 مرة في 2015".


وأردف: "أتابع دائما هذا الخنوع التشريعي الأمريكي بابتسامة، لأنها تذكرني بالتصفيق الذي كان يتلقاه الرئيس العراقي صدام حسين من شعبه المحبوب وما يطلبه الرئيس السوري، بشار الأسد، من رعاياه الأوفياء".