شكك سياسيون ومحللون في أن يكون لقاء ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان، بقائد الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، تقليديا رغم ما تمخض عنه من بيان تقليدي.
وأكدوا في تصريحات لـ"
عربي21" أنه يأتي لاستطلاع ما دار في القمة الثلاثية بين زعماء
مصر والأردن والعراق، الأحد، بالقاهرة، خاصة "صفقة القرن"، والموقف من "الانتخابات الإسرائيلية".
ولم يتطرق بيان الرئاسة في مصر إلى الاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة، وبوادر الحرب التي تسعى قوات الاحتلال لإشعالها، ولا إلى اعتراف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية.
وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، في بيان، أن "السيسي وبن زايد عقدا لقاء ثنائيا أعقبته جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين".
وأوضح أنهما "استعرضا آخر تطورات الأوضاع الإقليمية والقضايا، حيث أكدا حرصهما على استمرار التنسيق والتشاور للتصدي للتحديات التي تواجه الأمة العربية، ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية بما يهدد استقرار وأمن شعوبها".
القمة الثلاثية
ويأتي الاجتماع بعد ثلاثة أيام من عقد اجتماع ضم رئيس نظام الانقلاب بمصر، عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني، الملك عبد الله بن الحسين، ورئيس الوزراء العراقي، عادل عبدالمهدي، بالقاهرة، أكدوا فيه على أهمية التنسيق المشترك، لاستعادة الاستقرار بالمنطقة، وإيجاد حلول لمجموعة الأزمات التي تواجه البلدان العربية.
وللمرة الأولى، شهدت القاهرة، السبت، اجتماعا سُداسيا، ضم وزراء خارجية ورؤساء أجهزة المخابرات في كل من مصر والأردن والعراق.
سبب غير معلن
وعلق السياسي المصري المعارض، محمد سعد خيرالله، بالقول إن "السبب الأول والرئيسي غير المعلن هو كيفية تقديم مزيدا من الدعم لنتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) في الانتخابات الإسرائيلية التي تبدأ بعد أسبوعين من الآن، هذا في المقام الأول".
وأضاف لـ"
عربي21": "أما في المقام الثاني، فبحث آخر التطورات فيما يخص صفقة القرن، بعد تحركات كوشنر الأخيرة، وإعلان ترامب الاعتراف بالجولان كأرض إسرائيلية، فمنذ فترة طويلة أصبحت هذه اللقاءات يتم الإعلان عن جدول أعمال للمدراة، ولا يتم إعلان الأسباب الحقيقية لها".
مشيرا إلى أن "هذا أصبح من المعلوم جدا داخل أروقة السياسية العالمية، يتم ذلك والموضوع العربي قيد تجهيل وتغييب وصراع في أغلبية الأوطان من أجل الحصول على لقمة العيش".
وأعرب خير الله عن أمله في حدوث "موجة ونوبة صحيان عربية، كما في الجزائر والسودان، وأن تنجح وتثمر عن واقع جديد يحفز باقي شعوب ودول المنطقة العربية".
رغبة وممانعة
من جهته، أعرب الناشط السياسي، محمد نبيل، عن اعتقاده "أن تلك الاجتماعات التي تجرى على قدم وساق، خاصة في القاهرة، تأتي ضمن تنسيق كبير لإتمام صفقة القرن بالفعل".
مضيفا لـ"
عربي21" أنه "من الواضح أن هناك ممانعة حقيقية من ملك الأردن، عبدالله الثاني، الذي يبدو غير راض ربما عن بنودها أو محتواها ( الصفقة)، كما رأينا إعلان أمريكا الأخير بالاعتراف بهضبة الجولان السوري أراضي صهيونية".
وأردف: "كلنا نعلم أن هناك تحالفا مؤيدا للصفقة بين السعودية والإمارات ومصر؛ لذلك أعتقد أن الزيارة غرضها فعلا استطلاع نتائج القمة المصرية العراقية الأردنية، وكيفية إدارة المشهد".