ربط سياسيون ومختصون زيارة رئيس نظام الانقلاب بمصر عبد الفتاح السيسي للولايات المتحدة الأمريكية في التاسع من شهر نيسان/ إبريل المقبل، بعدة ملفات أخري من بينها زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن قبل أيام، وغياب السيسي عن القمة العربية بتونس، والتعديلات الدستورية التي تشهدها مصر خلال الأسابيع المقبلة.
وحسب المختصين الذين تحدثوا لـ"عربي21" فإن كل اللقاءات التي يعقدها السيسي خلال الفترة الماضية، لها ارتباط مباشر بصفقة القرن، التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي بدأت العديد من ملامحها تظهر على السطح، خلال الأيام الماضية.
ويشير المراقبون إلى أن القمة الثلاثية التي شهدتها القاهرة قبل أيام بين السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله، ورئيس وزراء العراق عادل عبد المهدي، لها ارتباط هي الأخرى بزيارة السيسي المفاجئة لواشنطن، والتي لم تكن مقررة قبل ذلك في أجندة ترامب الدولية، مؤكدين أن زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري لواشنطن والتقاءه بوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بعد القمة الثلاثية، يجعل الأمور تسير في اتجاه واحد وهو صفقة القرن المزعومة.
وكان المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، أعلن في بيان مقتضب أن السيسي سوف يزور واشنطن خلال الأسبوع الثاني من شهر نيسان/ أبريل المقبل، تلبية لدعوة من الرئيس الأمريكي، دون أو يوضح جدول أعمال محدد للزيارة الطارئة.
اقرأ أيضا: ما دلالة تزامن زيارة شكري ونتنياهو لواشنطن وصلتها بالجولان؟
بينما أعلن البيت الأبيض في بيان له أن قمة التاسع من نيسان/ إبريل المقبل، بين ترامب والسيسي تسعى لبحث تعزيز الشراكة الاستراتيجية والأولويات المشتركة في منطقة الشرق الأوسط، حيث يناقش الطرفان التعاون في المجالات العسكرية والاقتصادية ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى التكامل الاقتصادي الإقليمي والدور طويل الأمد الذي تضطلع به مصر كدعامة أساسية للاستقرار الإقليمي.
دعم نتنياهو
من جانبه يؤكد خبير العلاقات الدولية السفير السابق باهر الدويني لـ"عربي21" أن الزيارة لها أكثر من سبب، وإن جاز التعبير فهي جاءت بطلب مصري، وليس بدعوة أمريكية، بدليل أن الإعلان عن الزيارة كان بعد زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري لواشنطن بعد القمة الثلاثية التي عقدها السيسي مع ملك الأردن ورئيس وزراء العراق.
ويضيف الدويني أن الزيارة لها ارتباط كذلك بالاعتذار المفاجئ للسيسي عن عدم المشاركة في القمة العربية بتونس، وهو الاعتذار الذي له ارتباط كذلك بزيارة ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد للسيسي قبل أيام بعد قطيعة بين الجانبين استمرت لعدة أشهر، وهو ما يشير في النهاية إلى أن هناك تشابك في الأحداث والشخصيات ولكن الجامع بينهم جميعا هو صفقة القرن، التي يتبناها ترامب، ومن المفترض أن يقوم السيسي فيها بدور أساسي.
اقرأ أيضا: واشنطن تحدد 3 اعتبارات متحيزة للاحتلال في صفقة القرن
وحسب الدبلوماسي السابق فإن المخابرات المصرية عرضت بالفعل على الجانب الفلسطيني تصورات لصفقة القرن، ولكنها لم تتلقى إجابات بالقبول، وبالتالي فهي تمارس دورا في الضغط على الفلسطينيين، من أجل إتمام هذا الملف الذي يمثل دعاية انتخابية هامة لكل من ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي زار واشنطن قبل أيام.
ويضيف الدويني قائلا: "نتنياهو مأزوم سياسيا، ويحتاج لدعم حلفاءه في أمريكا والقاهرة، ولذلك حصل من ترامب على الاعتراف الأمريكي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، ويريد من حليفه الآخر في القاهرة، أن يدعمه في إنجاز صفقة القرن، ليستطيع تحقيق الفوز والتقدم في الانتخابات البرلمانية التي تشهدها إسرائيل في نفس يوم زيارة السيسي لواشنطن".
مصالح مشتركة
ولم يختلف طرح الباحث في العلاقات الدولية أحمد العليوي، عن الرأي السابق، موضحا لـ"عربي21" أن الزيارة تحمل الكثير من المصالح المشتركة بين الجانبين، فأمريكا تريد من السيسي تليين موقفه، فيما يتعلق بصفقة القرن، وعدم الإصرار على المبلغ الذي يريد الحصول عليه مقابل التنازل عن أجزاء من سيناء لصالح إقامة الدولة الفلسطينية، ووفق التسريبات المتعلقة بالصفقة فإن السيسي طلب الحصول علي 200 مليار دولار مقابل إتمام الصفقة.
اقرأ أيضا: ماذا وراء اجتماع وزراء ومدراء مخابرات مصر والأردن والعراق؟
ويضيف العليوي أنه في مقابل ذلك فإن أمريكا سوف تغض الطرف عن التعديلات الدستورية التي تمنح السيسي غطاء قانونيا للاستمرار في الحكم حتى عام 2034، خاصة وأن الأصوات الغربية المنددة بهذه التعديلات في تزايد مستمر، وبالتالي فمن المتوقع أن تشهد الزيارة صفقة ما، يحصل فيها السيسي على الرضا الأمريكي الخاص بالتعديلات، مقابل حدوث إنجاز ملموس في صفقة القرن.
وعن ارتباط زيارة ولي عهد أبو ظبي للسيسي، بالكشف عن زيارة الأخير لأمريكا، يوضح العليوي أن مثل هذه الزيارات، معروفة مسبقا، ولا يتم إقرارها بشكل مفاجئ، ولذلك فإن الحديث عن وجود ارتباط بزيارة بن زايد للسيسي، وقبلها زيارة وزير الخارجية المصري لأمريكا، والقمة الثلاثية التي شهدتها القاهرة، واعتذار السيسي عن قمة تونس، يجعل كل الأمور تتداخل بين بعضها البعض لتصل بنا في النهاية إلى أن أمريكا تريد من السيسي القيام بدور لصالح المشروع الصهيوني في المنطقة.
ما مصير المباني الأثرية بعد انتقال الحكومة لعاصمة السيسي؟
خبراء يقرؤون دلالات مشروع قانون مواجهة الشائعات في مصر
فضيحة جديدة كشفتها العاصمة الإدارية عن تصريحات السيسي