تساءلت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها عما يمكن لترامب تعلمه من سقوط الديكتاتور
السوداني.
وتعلق الافتتاحية، التي ترجمتها "
عربي21"، على صورة ملهمة انتشرت كالنار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي لفتاة سودانية ارتدت الأبيض، ووقفت على ظهر سيارة تشير بإصبعها، وتقود المتظاهرين في أغان ثورية ضد نظام عمر حسن
البشير.
وتشير الصحيفة إلى أنه "تم تحقيق دعواتها يوم الخميس، فما بدا أنه أول خطوة نحو السودان الجديد هو عزل البشير من منصبه، بحسب ما أعلن نائبه ووزير دفاعه عوض بن عوف".
وتلفت الافتتاحية إلى أن "البشير أثبت خلال ثلاثة عقود من الحكم، أنه كان كارثة على بلده وشعبه، وخروجه من الحكم هو دليل آخر على قوة الجماهير ضد الطغيان، وبالتزامن مع التظاهرات الجزائرية، التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس الذي يحكم منذ وقت طويل، وهو عبد العزيز بوتفليقة، فإنها دليل على أن الحنين للحرية في العالم العربي لا يزال قويا، رغم فشل
الربيع العربي".
وتجد الصحيفة أن "السودان يواجه معوقات كبيرة للتخلص من الضرر الذي جلبه البشر عليه، ومن بين الأمور التي أدت إلى صدور قرار من المحكمة الجنائية الدولية للقبض على البشير، هي الجرائم التي ارتكبها في دار فور غرب السودان، وابن عوف، الذي أعلن الإطاحة برئيسه، هو نفسه على قائمة العقوبات الأمريكية لدوره في الحرب، ومن ثم فهو لا يصلح لقيادة المرحلة الانتقالية".
وتقول الافتتاحية إن "السودان يحتاج لبداية جديدة، وحكومة انتقالية يوثق بها، قادرة على جذب الدعم الاقتصادي الدولي، وبناء نظام حكم تشاركي، وابن عوف ليس ذلك القائد، ويجب ألا تطول عملية الانتقال لعامين كما أعلن، ولو أراد تجنب تظاهرات واضطرابات أخرى فإن عليه تعيين مدنيين لقيادة عملية الانتقال، مثل تجمع المهنيين السودانيين، الذي قاد الانتفاضة، الذي يمكن أن يقدم قادة، وشجب التجمع بيان ابن عوف، الذي قال إنه محاولة لإعادة تقديم وجوه للنظام الذي ثار الشعب ضده".
وتفيد الصحيفة بأن "مكان وجود البشير غير معروف، ولو أراد السودان التخلص من ماضيه فتجب محاكمته على جرائمه، سواء أمام محكمة الجنايات الدولية، أو في السودان إلى جانب قواته الأمنية والعسكرية المتضخمة التي دعمته وحمته".
وتقول الافتتاحية: "يفترض المستبدون، مثل البشير، أنهم سينجون مهما اعتقدت شعوبهم، وعليهم النظر مليا بما حدث في السودان، حيث ثار الناس ضد المعاناة الاقتصادية، والسخط على الفساد، وغطرسة ولا أبالية البشير وشلته".
وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالقول: "على الرئيس
ترامب تعلم الدرس أيضا، فما حدث في الجزائر والسودان يظهر أن دعم إدارته الأعمى للطغاة العرب، بمن فيهم عبد الفتاح
السيسي من مصر، ومحمد بن سلمان ولي عهد السعودية، هو رهان سيئ".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)