ماهية المشكلة وتحولها إلى مسلمة:
- تكرار المشكلة وتعقّدها، ورفض مطالب التقويم والإصلاح، والالتفاف عليها والهروب المنظم إلى الأمام وفرض سياسة الأمر الواقع، مما يحوّل المشكلة إلى أزمة غير قابلة للحل، بل ومسلّمة يجب التعايش والتكيف معها.
- الهروب من المراجعة والمحاسبة عن تكرار الفشل، وكشف جوانب الضعف والأخطاء والانحرافات والتجاوزات في الأفكار والخطط والقرارات والقيادات المتسببة فيه، خوفا من دفع فاتورة الفشل ماديا ومعنويا، وللمحافظة على مكانتها في المقدمة، والمكتسبات السابقة.
المشكلة هنا مزدوجة في طرفين:
القيادة: التي تهرب من الفشل وتبرره وترحله على أسباب خارجية..
الأعضاء: الذين قبلوا ذلك، وما زالوا يقبلونه، ولم يمارسوا أي اعتراض لوقف هذه الخدعة الذاتية المشتركة، والخيانة الكبرى للأمانة.
الماهية والمظاهر:
1- قطع الطريق على أي محاولات للتقييم والمراجعة ونقد الذات وكشف أسباب الإخفاق المتكرر.
2- خلق ثلة من المبررات المختلفة لتبرير الفشل والتغطية على حجم الكارثة (المؤامرة العالمية، الدعم الإقليمي، قوة وجبروت النظام، عدم جاهزية الشعب..).
3- إنتاج مسكنات ومخدرات إيمانية لتغييب الوعى وامتصاص الصدمة (حتمية الابتلاء وضرورة الصبر).
4 ــ الهروب المنظم إلى الأمام، بالعيش في تفاصيل مواجهة تحديات ومشاكل اللحظة التاريخية الحالية.
5- إنتاج خطاب رباعي الأبعاد، عميق الغموض والتناقض:
الخطاب الخاص بالأعضاء: خطاب حتمية الابتلاء، ومؤشره على صحة الطريق، وضرورة الصبر عليه.
الخطاب الخاص بالمجتمع: نسخ قصة مظلومية جديدة وتكرار تناولها.
الخطاب الخاص بالعالم: توجيه نداءات الاستغاثة الإنسانية، ومطالبة ومناشد العالم رفع الظلم عنهم.
الخطاب الرابع الخاص بالنظام المستبد الخصم: محاولة فتح خطوط اتصال تحتيه مع الخصم لعقد صفقة جديدة، في ظل المعطيات الجديدة والحصول على مساحات نسبية للوجود والحركة.
النتائج
1- الانحراف عن بوصلة التقويم والإصلاح والتطوير، وتضييع فرصة التغيير والإصلاح.
2- المزيد من الفشل وإهدار الجهود والإعمار والفرص.
3- الاستمرار في أداء الدور الوظيفي غير المباشر، من قبل التوجيه الاستراتجي للخصم.
4- تسرب وخسارة عدد من الأعضاء، خاصة أصحاب العقل والفكر.
5- توريط المجتمع في إهدار فرصة تحرره المرة تلو المرة.
6- تعريض المجتمع لصدمات وانشقاقات اجتماعية وانهيارات نفسية كبيرة.
العلاج
1- إيجابية الأعضاء في فرض رأي عام لتصويب المشهد، وعقد مراجعات مؤسسية شفافة.
2- حتمية التزام النظام المؤسسي الذي تعارف عليه العالم، بتنظيم مراجعات دقيقة وكشف جوانب الخلل الفكرية والتخطيطية والإجرائية، والمسؤولين عنها، ودراسة كيفية تصويب ذلك.
3- تشكيل لجان مهنية متخصصة يلزم أن يشارك فيها خبراء مهنيون من خارج المؤسسة.
4- شفافية التقويم وعرض النتائج على الجميع.
5- إجراءات تغيرات شاملة في قيادات المرحلة السابقة التي أخذت فرصتها كاملة، وحظر بقاء أي منها في مواقع قيادية، ومنح الجيل الجديد فرصته.
(كتاب الوعي - باب مسلمات خاطئة)
يوسف الشاهد: مشروع زعيم وطني أم مشروع مستبد؟
هل تحتاج تونس إلى بديل سياسي؟ وبأي معنى؟
انتخابات مبكرة نسبياً في إسرائيل