تحدث معلق إسرائيلي
بارز، عن مدى تأثير "العربة الصينية" على مكانة "إسرائيل" الاستراتيجية،
وعلى مستقبل سوريا، في الوقت الذي تسعى فيه الصين عبر "خطة طريق الحرير"
لضمان الهيمنة العالمية في مواجهة الولايات المتحدة وروسيا.
وأوضح المعلق العسكري
لدى صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أليكس فيشمان، أنه "حين سئل
مصدر أمني كبير هذا الأسبوع: من سيعيد بناء سوريا بعد الحرب؟ أجاب دون تردد:
الصين".
وأضاف: "في
السنتين الأخيرتين، هذه هي الفرضية السائدة في أوساط الخبراء، ولكن عندما يدور
الحديث عن استنتاج قاطع لمحافل الأمن الأكثر صلاحية في إسرائيل، فإن هذا لا يصبح
مجرد تقدير أكاديمي، بل أمرا يستوجب من الحكومة الإسرائيلية أن تستعد لشرق أوسط
جديد تكون فيه الصين لاعبا أساسيا".
ونوه فيشمان، أنه
"على المحافل الإسرائيلية البحث والتقدير من الحكومة وحتى الجيش، كي تعد نفسها
لآثار التواجد الصيني في سوريا على مكانة إسرائيل الاستراتيجية"، موضحا أنه
"في الحكومة الحالية لا تتخذ القرارات إلا بأثر رجعي وبشكل سطحي".
وذكر أن "إسرائيل صادقت في 2015 لشركة صينية
بإدارة ميناء حيفا على مدى 25 عاما، مع خيار لـ 15 عاما أخرى، واتخذ القرار دون
دراسة جدية، ودون فهم كل آثار الدور الصيني على المدى البعيد في بنى تحتية
استراتيجية مركزية".
وتابع: "في
وزارتي المواصلات والمالية كانوا واثقين من أنهم أذكياء وأن العربة الصينية وعليها
تريليونات الدولارات ستوقع علينا أيضا الفتات، غير أن الفتات الذي يسقط من العربة
له ثمن سياسي، حزبي وأمني؛ تقف إسرائيل أمامه اليوم محرجة".
اقرأ أيضا: "معاريف": إسرائيل تبحث إنقاذ السلطة الفلسطينية من الانهيار
ونبه المعلق، أن
"أمريكا زعمت أن الدور الصيني في ميناء حيفا هو مس بالأمن القومي الأمريكي
وليس بعيدا اليوم الذي تضطر فيه إسرائيل إلى أن تقرر مع من تريد أن تعمل؛ الولايات
المتحدة أم الصين"، منوها أن "إسرائيل اليوم تحاول إصلاح الختان وفحص
إمكانية تسوية مختلفة".
وبشأن "القصة
الصينية في سوريا، فهي من شأنها أن تكون دراماتيكية ومعقدة أكثر بكثير، فإعمار
سوريا يحتاج عشرات السنين، مع استثمارات كفيلة بأن تصل لتريليونات الدولارات"،
مشيرا إلى أن "الاقتصاد السوري حتى 2018 خسر نحو 250 مليار دولار، نصف البنى
التحتية دمرت، وهاجر 6 ملايين سوري من أصل 23 مليون سوري".
ولفت إلى أن
"إعادة سوريا لوضعها في 2011 هو مشروع يحتج إلى 30 عاما، والروس غير قادرين
على احتمال مثل هذا المشروع، ولا يستثمرون في سوريا إلا في البنى التحتية التي
تحسن سيطرتهم، مثل بنى تحتية معينة بالكهرباء أو الاستثمارات في الجيش".
أما إيران، "ففي
وضعها الاقتصادي تحتاج قبل كل شيء لأن تعيد بناء نفسها أولا، كما أنه ليس للولايات
المتحدة مصلحة في سوريا، وأوروبا تتحدث فقط وليس لدول الخليج والسعودية أي رغبة في
مساعدة الأسد"، بحسب المعلق الإسرائيلي.
ونبه فيشمان، أن
"الصين لديها مصلحة في إطار خطة "طريق الحرير" التي تسعى لاستكمالها
حتى منتصف القرن، حيث تتضمن الخطة بناء مسارات برية وبحرية بين الصين والسوق
الكبرى في أوروبا وبالتوازي خلق هيمنة صينية في مجال الاتصالات العالمية"،
منوها أنه "لا فرق لدى الصين بين خطوة تتعلق بالأمن القومي وبين المشاريع
الاقتصادية".
وأكد أن "خطة
طريق الحرير تأتي لضمان الهيمنة العالمية الصينية في مواجهة الولايات المتحدة
وروسيا، وسوريا لن تتمكن أبدا من أن تسدد للحكومة الصينية الاستثمارات، وبالتالي
فإن ما هو متوقع أن يقع هو النموذج الأفريقي-الصيني".
و"تبني الصين
البنى التحتية في قسم كبير من دول أفريقيا، ولما كانت هذه غير قادرة على أن تسدد
الديون فإن الأولى (الصين) تسيطر على مقدراتها الطبيعية"، لافتا أن الصين
تشارك اليوم في اقتصاد أكثر من 60 دولة في آسيا، أفريقيا، الشرق الأوسط وأوروبا.
وبين أنه "عندما
تصب الصين مئات مليارات الدولارات في سوريا، فسيجلس الروس بهدوء في ميناء طرطوس وفي
حميميم ويحافظون على مصالحهم هناك، وإيران ستضطر للتصرف على نحو جميل، أما إسرائيل
فسيتعين عليها أن تتعايش مع مصالح العملاق الصيني على حدودها".
وتساءل المعلق:
"متى ستفكر إسرائيل في أن تبدأ بالاستعداد لذلك؟"، مجيبا: "حسب
النهج الإسرائيلي؛ بعد يوم من حصول هذا".
كاتب إسرائيلي: هذه حقيقة الصفقة الثلاثية مقابل جثة باوميل
قلق إسرائيلي من سكة حديد تربط العراق بإيران وسوريا
قناة عبرية: روسيا سلمت إسرائيل 4 جثث حصلت عليها من سوريا