تستمر المعارك العنيفة في حماة وإدلب، لليوم التاسع على التوالي منذ بدء النظام السوري وحلفائه تصعيدهم ضد المعارضة السورية و"تحرير الشام".
وبحسب مصادر عسكرية لـ"عربي21"، فإن النظام السوري شن أول هجوم بري له في ريف حماة الشمالي، ما يعد تطورا لافتا على الأرض، إلا أنه أكد أن المعارضة صدت هجوم النظام، ودفعته للتراجع.
ومنذ أمس، تصاعدت حدة المعارك العنيفة بين قوات النظام وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) في شمال غرب سوريا، ما أدى إلى مقتل 43 مقاتلا من الطرفين على الأقلّ، تزامنا مع استمرار القصف السوري والروسي على المنطقة، بحسب المرصد السوري.
وطال قصف النظام وروسيا، أمس الاثنين، عشرات القرى والبلدات في إدلب وحماه، أبرزها؛ قرية أم جلال شرقي خان شيخون، وسكيك والتمانعة، وكنصفرة، وبيلون، وابلين، وكفرعويد، وبسامس، وباريسا، والمشيرفة، وكفرنبل، وحاس، والهبيط، وعابدين، وغيرها.
وبحسب المرصد، فقد تعرّضت قاعدة حميميم الجوية الروسية في محافظة اللاذقية المجاورة لإدلب في شمال غرب سوريا لقصف صاروخي، انطلاقا من مواقع تخضع لسيطرة تحرير الشام، لكنّ روسيا أكدت أن دفاعاتها تصدّت للصواريخ.
واندلعت الاشتباكات منذ صباح الثلاثاء، في ريف حماة الشمالي المحاذي لمحافظة إدلب (شمال غرب)، وتمكنت بموجبها قوات النظام من السيطرة على قريتين وتل استراتيجي.
ماكرون قلق
ومع تصاعد التوتر في إدلب، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء، في تغريدة عن "قلقه البالغ" حيال "تصعيد العنف في إدلب السورية" حيث أدت "ضربات للنظام وحلفائه، بما في ذلك على مستشفيات، إلى مقتل عدد كبير من المدنيين في الأيام الأخيرة".
وأضاف ماكرون: "الوضع الإنساني في سوريا حرج وأي خيار عسكري ليس مقبولاً. نطلب وقف أعمال العنف وندعم الأمم المتحدة لصالح حلّ سياسي لا بد منه".
وكان الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش، دعا الاثنين، أطراف النزاع إلى حماية المدنيين، مطالبا روسيا بالمساعدة في فرض وقف لإطلاق النار.
تل العثمان
إلا أنه وفق مصادر لـ"عربي21"، فقد شنّت فصائل الجيش السوري الحر، و"هيئة تحرير الشام"، هجوما بريف حماه الشمالي، استعادت خلاله السيطرة على التل الاستراتيجي، تل عثمان.
وكانت قوات النظام تقدمت إلى هذا التل قبل ساعات، في ظل هجومها على محور قرية الجنابرة.
ويعد تل العثمان استراتيجيا، لا سيما أنه يكشف ناريا مناطق واسعة، قرب قلعة المضيق، وكفرنبودة، وجبل شحشبو.
وأضاف المصدر أن "حركة أحرار الشام"، و"جيش العزة"، نفذا الهجوم، الذي اشتركت فيه "هيئة تحرير الشام"، وخرجت على إثره قوات الأسد، من التل، بعد أن تكبدت خسائر بشرية ومادية.
اقرأ أيضا: النظام السوري يتحدث عن تقدمه شمالا وسيطرته بعض القرى
وفي إدلب، أكدت مصادر محلية لـ"عربي21"، سقوط عشرة قتلى وعشرات الجرحى من المدنيين، في الهجمات التي شنها النظام السوري، والطائرات الحربية الروسية، الليلة الماضية.
وبحسب ما نشره ووثقه الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، وتابعته "عربي21"، فإنه سقط أربعة قتلى هم طفلان وامرأتان، وأربعة جرحى بينهم طفلان وامرأة، جراء غارتين بصواريخ ارتجاجية استهدفت منازل المدنيين في قرية ربع الجور قرب خان شيخون.
وقتل طفل وامرأة وجرح طفلان في بلدة شنان، إثر غارة من الطيران الحربي استهدفت مسجدا ومنازل للمدنيين في القرية.
وأصيب رجل جراء غارتين للطيران الحربي استهدفتا بلدة كفرسجنة، وآخر في قرية مرعيان جراء غارة جوية للطيران الحربي، بينما أصيب رجلان في مدينة معرة النعمان جراء غارة جوية للطيران الحربي الرشاش على المدينة، التي استهدفها الطيران الحربي بغارة أخرى في الصباح، وفق الخوذ البيضاء.
النقاط الطبية
من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أن سبع منشآت طبية تعرضت لهجمات في مناطق خفض التصعيد بشمال غربي سوريا، خلال أسبوع.
وقال استيفان دوغريك، المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية، إن "سبع منشآت طبية على الأقل تم استهدافها منذ 28 نيسان/ أبريل الماضي"، موضحا خلال مؤتمر صحفي أن المنشآت "أربع في محافظة حماة وثلاث في محافظة إدلب".
اقرأ أيضا: غارات روسية تستهدف ثلاثة مستشفيات في شمال غرب سوريا
وقال المسؤول الأممي، إن "الأمم المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء تلك الهجمات. وندعو جميع أطراف النزاع إلى ضمان حماية المدنيين"، داعيا إلى ضرورة "تجنب تدمير المستشفيات، وغيرها من هياكل البنية الأساسية المدنية، في ضوء التزامات كافة الأطراف بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان".
وكانت مديرية الصحة في إدلب، قالت خلال بيان لها إن " العمل بنظام الطوارئ يبدأ اعتبارا من الاثنين 6 أيار/ مايو 2019 ولغاية السبت 11 من الشهر ذاته"، مشيرة إلى أنه "سيتم التركيز خلال هذه الفترة على الحالات الإسعافية والاستشفاء، ويتم جدولة العمليات الباردة لفترات لاحقة".
مقتل 13 مدنيا بخروقات النظام السوري بمناطق خفض التصعيد
ضربة للنظام.. مقتل أحد قادة الحملة العسكرية على حماة وإدلب
النظام يسيطر على قرية بريف حماة والمعارضة تستعيد أخرى