أكد سفير المملكة العربية السعودية بالرباط، عبد الله بن سعد الغريري، أن موقف السعودية ثابت من الوحدة الترابية للمملكة، وأن الرياض تعتبرها "خطا أحمر"، في مسعى جديد للتهدئة بين البلدين بعد توتر غير مسبوق بينهما.
جاء ذلك في بيان لرئيس مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى من البرلمان)، نشره الموقع الرسمي للمؤسسة، الاثنين 6 أيار/ مايو الجاري، عقب استقبال رئيس مجلس النواب، الحبيب المالكي، السفير السعودي بمقر المجلس.
وتابع البيان بأن السفير شدد "على أن المملكة العربية السعودية تقف دائما مع الوحدة الترابية للمملكة المغربية، وتعتبرها (خطا أحمر) وثابتا من ثوابت سياستها الخارجية".
وأفاد البيان: "خلال هذا اللقاء، أكد السفير على قوة العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين قيادة وشعبا، وأنها علاقات تاريخية واستراتيجية متعمقة التجذر".
اقرأ أيضا: رسالة من ملك المغرب إلى الملك سلمان.. هل تطوي خلافهما؟
تركيز السفير السعودي في تصريحه دليل جديد على أن قضية الوحدة الترابية كانت سببا للتوتر يبن الرباط والرياض، وأكدت أن استدعاء سفير المغرب من السعودية كان بسبب نشر قناة العربية تقريرا بتر الصحراء من جنوب المغرب، واعتبر انفصاليي جبهة البوليساريو ممثلا وحيدا للشعب الصحراوي.
وأضاف أن عبد الله بن سعد الغريري "أشاد بالتطور الكبير الذي يعرفه المغرب في السنوات الأخيرة تحت قيادة الملك محمد السادس".
وزاد: "وأشار إلى النهضة العمرانية والأوراش التي تم إنجازها في مجال البنية التحتية والمواصلات على الخصوص".
واستطرد: "سجل ازدهار القطاع السياحي بالمملكة المغربية، مبرزا أهمية تشجيع التبادل السياحي بين البلدين".
وسجل البيان: "من جهته، نوه رئيس مجلس النواب بعمق العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين، وأكد أن البلدين تربطهما ثوابت مشتركة، مثمنا الموقف الثابت للمملكة العربية السعودية إزاء الوحدة الترابية للمملكة، وتضامنها مع المغرب على مر السنين".
واستطرد البيان: "أعرب رئيس مجلس النواب، على المستوى البرلماني، عن الرغبة في توطيد علاقات التعاون مع مجلس الشورى بالمملكة العربية السعودية، ووجه في هذا السياق دعوة رئيس مجلس الشورى من أجل القيام بزيارة عمل للمغرب ستشكل مناسبة لسبل تعزيز العلاقات بين البلدين في كافة المجالات".
اقرأ أيضا: الملك سلمان يتصل بملك المغرب.. هل ينهي أزمة "السفراء"؟
وبعد توتر غير مسبوق، سعى البلدان إلى التهدئة، حيث اتصل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بنظيره المغربي الملك محمد السادس في 20 آذار/ مارس، ليرد الملك المغرب عليها برسالة حملها وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في 10 نيسان/ أبريل الماضي.
وكان تقرير قناة العربية المملوكة للسعودية أظهر خريطة المغرب مبتورة عن صحرائه، قرئ على أنه رد سعودي على الخروج الإعلامي لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، على قناة الجزيرة، قد أثار أزمة بين الرياض والرباط، ما دفع هذه الأخيرة إلى استدعاء سفيرها من أجل التشاور.
وبعدها بأيام، أعلنت وكالة الأنباء الأمريكية "أسوشيتد برس"، على لسان مسؤولين مغاربة قولهم، إن المغرب انسحب من التحالف العربي الذي تقوده السعودية في الحرب اليمنية، مع استدعاء سفيره بالمملكة العربية السعودية.
وخلال أسابيع، أوضح وزير خارجية المغرب في ندوة صحفية بالرباط، أن استدعاء السفراء من السعودية والإمارات جاء بعد التحولات الداخلية التي تعيشها تلك البلاد، أو بينها وبين الدول، وهي تحولات لها تأثير على العلاقات مع المحيط.
موقع أمريكي: هذه أسباب الأزمة بين المغرب والسعودية
خبير مغربي: استدعاء أبوظبي سفيرها بالرباط دليل أزمة تتعمق
صحيفة فرنسية: جولة خليجية لملك المغرب تقوده للرياض وقطر