تسعى قوات النظام بدعم جوي روسي منذ 11 يوما للتقدم باستماتة على محور تل الكبانة في جبل الأكراد في ريف اللاذقية، رغم تكبدها خسائر كبيرة، وعدم تمكنها من إحداث تغيير على خريطة السيطرة على الأرض ميدانيا.
ويدفع الأمر إلى التساؤل عن سبب استمرار النظام في محاولة السيطرة على هذا التل في ريف اللاذقية؟
أهمية عسكرية
وبحسب المحلل السوري أحمد زريق، لـ"عربي21"، فإن لتل الكبانة أهمية عسكرية استراتيجية تتمثل بأنها تعد من أعلى المناطق في الساحل السوري، وتشرف جبالها على مناطق هامة لا تزال خارج نفوذ النظام السوري.
وأوضح زريق أن في مقدمة هذه المناطق سهل الغاب في ريف حماة، ومدينة جسر الشغور وقراها في ريف إدلب، مضيفا أن سيطرة النظام على تل الكبانة تمكنه من رصد معظم قرى ريف اللاذقية الخارجة عن سيطرته.
وفشل النظام السوري لثلاث مرات في التوغل في القرية، للسيطرة عليها، لا سيما أنها تعد واحدة من المواقع القليلة المتبقية خارج سيطرة قوات الأسد في هذه المنطقة، بعدما خسرت المعارضة معظم مناطق سيطرتها في جبال اللاذقية الشمالية، إثر الحملة العسكرية الروسية هناك منذ 2016.
أهمية تاريخية
ولفت زريق إلى أن لتل الكبانة أهمية تاريخية كذلك، لا سيما دورها خلال الثورة السورية، إذ كانت من أولَيات المناطق التي خرجت عن سيطرة نظام بشار الأسد بداية عام 2012.
ومنذ سبع سنوات، لم يتم النظام السيطرة بالمطلق على قرية الكبانة وتلها حتى اليوم.
وبحسب ما اطلعت عليه "عربي21"، فإن محاولات قوات النظام لاقتحام الكبانة بدأت منذ حزيران/ يونيو 2016، حين شنت قوات حملة عسكرية واسعة على جبلي الأكراد والتركمان بدعم من الطيران الروسي، إلا أن المحاولة باءت بالفشل بعد تكبدها خسائر بالأرواح.
وعلق أبو يزن الشامي القيادي في الجيش الحر بتصريحات تداولتها مواقع معارضة، على حرص النظام على السيطرة على هذه التلة الاستراتيجية، بأن سب بذلك يعود إلى أن "هذه التلة البوابة تعد واحدة من أعلى قمم جبال اللاذقية، وتشرف على مناطق في ثلاث محافظات، حماة، ومعظم قرى جبل الأكراد باللاذقية وصولا إلى أريحا في ريف إدلب".
وقال القيادي العسكري إن "قوات المعارضة تعي تماما معنى أهمية الكبانة الاستراتيجية، لأن خسارتها ستمهد الطريق لمدفعية النظام للوصول إلى مساحات واسعة من إدلب وحماة، واستهداف الطريق الدولي اللاذقية – حلب بشكل مباشر".
وعن آخر التطورات الميدانية، قال المتحدث باسم الجبهة الوطنية للتحرير، ناجي مصطفى، لـ"عربي21"، إن النظام حاول التقدم على محور الكبانة اليوم الاثنين،ولم يستطع، إذ تم صده رغم القصف العنيف جدا الذي شنه، إذا قام باستخدام أكثر من ألفين قذيفة وغارة طيران".
وميدانيا، قال إن هناك محاولات للنظام بالتقدم على محور حرش الركاكات ومحاور بلدة القصابية، وتم صدها وتكبيده خسائر بشرية وخسائر في العتاد، وفق قوله.
وأكد الإعلامي السوري من اللاذقية، مؤيد محمد، إن "محاولات النظام للسيطرة على التل لا تزال مستمرة اليوم أيضا، من قصف مدفعي مستمر".
وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن قوات النظام متمركزة في قمة النبي يونس وجب الأحمر، وأن النظام حاول التقدم ميدانيا أمس الأحد، إلا أن قوات الجبهة الوطنية للتحرير تمكنت من ردع المحاولة وقتل نحو خمسة من قوات النظام والمليشيات الموالية له.
أطراف المعركة
وعن الأطراف المشاركة في المعركة، قال مؤيد إنها الجبهة الوطنية للتحرير، وهيئة تحرير الشام، والحزب الإسلامي التركستاني، و"الفرقة الساحلية"، إحدى الفصائل المعارضة أيضا في ريف اللاذقية.
أما في الطرف المقابل، فأكد أن النظام السوري لا يحاول وحده التقدم، إذ إنه مدعوم بـ"مليشيات إيرانية" تتقدم معه ميدانيا، بالإضافة إلى حزب الله اللبناني، وبغطاء جوي روسي.
وعن محاولات النظام السوري وحلفائه الروس والإيرانيين السيطرة على هذه التل، أوضح مؤيد أن النظام يعتمد سياسة الأرض المحروقة، إلا أن المعارضة جهزت خلال السنوات السابقة تجهيزات للحد من تأثيرها.
وقال إن الفرقة الرابعة في قوات النظام، قامت بنشر كافة منظومات "صواريخ جولان" التي لديها على جبهة اللاذقية، وقامت بقصف الكبانة.
تضاريس جبلية
ولفت إلى أن التضاريس الجبلية تلعب دورا هاما في المعركة، وقد منحت المعارضة قدرة أكبر للدفاع، إذ تعجز قوات النظام من التقدم ميدانيا بسبب انكشافها أمام المعارضة التي استفادت من تضاريس المنطقة للاختباء وعمل الكمائن.
ما وراء تعزيز النظام قواته بمحيط جبل الزاوية وقرى إدلب؟
ما سبب الانهيار السريع لفصائل المعارضة السورية بريف إدلب؟
الرياض تحضر لمؤتمر جديد لمعارضة سوريا.. وتفاصيل لـ"عربي21"