قررت السعودية، أكبر مُصدر للنفط في العالم، اليوم الثلاثاء، وقف الضخ في خط الأنابيب الذي ينقل النفط السعودي من حقول النفط بالمنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على الساحل الغربي، بعد الهجوم الذي تعرضت له محطتان تابعتان لشركة النفط الوطنية أرامكو، بطائرات مسيرة مفخخة.
ووسط حالة من الذعر والقلق في الأسواق العالمية خوفا من تأثر الإمدادات النفطية، بعد استهداف منشآت تابعة لعملاق النفط السعودي، وأكبر منتج للنفط في العالم، قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، إن "أرامكو" تقوم حاليا بتقييم الأضرار وإصلاحها لإعادة الخط والضخ إلى وضعه الطبيعي.
وفي محاولة سعودية لتهدئة الأسواق، قالت شركة "أرامكو" إن إمدادات عملائها من النفط الخام والغاز، لم تتأثر نتيجة الهجوم الذي تعرضت له محطتي نفط تابعه لها الثلاثاء، بمنطقة الرياض.
وأكدت أرامكو، وفقا لقناة "العربية"، أن إيقاف ضخ النفط في خط الأنابيب المتضرر من الهجوم، "إجراء احترازي"، مشيرة إلى عدم وقوع إصابات إثر الهجمات على محطتين لضخ النفط.
ومن ناحيته، قال النائب الأعلى للرئيس للتكرير والمعالجة والتسويق لدى أرامكو، عبد العزيز القديمي، إن الشركة تهدف إلى تعزيز إمداداتها النفطية إلى أوروبا بمقدار 300 ألف برميل يوميا في غضون العامين القادمين.
وأضاف القديمي، لرويترز: "نراهن على أوروبا... نعتقد أن أوروبا سوق سنبقى فيها لفترة طويلة"، مؤكدا أن لدى أرامكو حاليا اتفاقات لتوريد النفط ومبادلة المنتجات تتجاوز الثلاثة ملايين برميل يوميا في أوروبا.
اقرأ أيضا: الحوثيون يستهدفون محطتي نفط في السعودية بطائرات مسيرة
وعن مدى تأثر إمدادات النفط العالمية بالهجوم على منشآت نفط سعودية، قال الخبير في شؤون النفط والطاقة، نهاد إسماعيل، لـ"عربي21"، إن تعرض منشآت أرامكو للهجوم سيخلق ذعرا في الأسواق العالمية، حتى يتبين حجم الضرر الحقيقي ومدى تأثيره على الإمدادات.
وأضاف: "من المبكر قياس الحجم الحقيقي لتأثير ذلك الهجوم على الإمدادات العالمية"، مؤكدا أن التأثير السريع لهذا الهجوم سيكون نفسيا أكثر منه ماديا.
واعتبر إسماعيل، أن استهداف محطات ضخ تابعة لأكبر منتج للنفط في العالم يمثل تصعيدا خطيرا، خاصة بعد أيام من تعرض ناقلات نفطية لأعمال تخريبية قرب سواحل الفجيرة بالمياه الإقليمية الإماراتية.
وأوضح إسماعيل أن الهجوم الذي تعرضت له "أرامكو" اليوم سيعطل جزءا كبيرا من الإنتاج السعودي بشكل مؤقت، مستطردا: "ولكن الأخطر من ذلك التهديدات الإيرانية المستمرة بإغلاق مضيق هرمز الذي يمر منه ثلث التجارة النفطية المنقولة بحريا وخمس الإنتاج العالمي البالغ بحدود 19 مليون برميل يوميا".
اقرأ أيضا: هبوط بورصة السعودية وصعود أسعار النفط بعد هجمات الحوثي
وأكد الخبير في شؤون النفط أن "إيران وحلفاءها ووكلاءها يلعبون بالنار، وهذا يجعل احتمالات حرب وتدخل أمريكي مسألة وقت".
وأشار إسماعيل، إلى أن شركة كبلر التي تتابع تحركات الناقلات قدرت حجم الإمدادات السعودية عبر ميناء ينبع الذي يمتد منه خط الأنابيب المستهدف بنحو 100 ألف برميل يوميا خلال عام 2019، مضيفا أن هذه الكمية أقل بكثير من الكميات التي كان يتم تصديرها من نفس الميناء في سنوات سابقة والتي كانت تتراوح بين 500 ألف إلى 700 ألف برميل يوميا.
وأردف: "لذا في المرحلة الحالية قد تخسر الإمدادات 100 ألف برميل يوميا، وهذه كمية ضئيلة مقارنة مع إجمالي الإنتاج السعودي البالغ تقريبا 11 مليون برميل يوميا ويصدر منه 7 ملايين برميل يوميا".
يشار إلى أن أسعار النفط ارتفعت بعد إعلان السعودية عن الهجوم الذي تعرضت له "أرامكو"، وصعدت عقود النفط الآجلة بنحو 1.45 بالمئة بالنسبة لخام برنت إلى 71.26 دولارا للبرميل.
وكانت الرياض قد أعلنت الإثنين، تعرض ناقلتين سعوديتين لهجوم تخريبي، وهما في طريقهما لعبور الخليج العربي قرب المياه الإقليمية للإمارات.
وسبق إعلان الرياض، بيان لوزارة الخارجية الإمارات، قالت فيه إن 4 سفن شحن تجارية من عدة جنسيات (لم تحددها)، تعرضت لعمليات تخريبية قرب المياه الإقليمية، باتجاه ميناء الفجيرة البحري.
متأثرة بهجوم الفجيرة.. أسواق الإمارات والسعودية تتراجع
شركات سعودية وإماراتية كبرى تكبدت خسائر قياسية (إنفوغراف)
مسؤول إيراني: عقوبات أمريكا ستجعل الحياة أكثر صعوبة بطهران