تجددت أزمة بين
البرلمان الليبي في "طبرق" وبين المبعوث الأممي، غسان سلامة بسبب مطالبة
الأخير بوقف الاقتتال العسكري في العاصمة، وسط مطالبة بعض النواب بطرد
"سلامة" ووصفه بالشخص غير المرغوب فيه، ما طرح تساؤلات حول تطور الأزمة
بين الطرفين وتداعياتها.
وطالب رئيس لجنة
الدفاع والأمن القومي، ببرلمان "طبرق"، طلال الميهوب، رئاسة البرلمان
بتوجيه كتاب، إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بأن المبعوث الدولي إلى ليبيا، غسان
سلامة، أصبح شخصا غير مرغوب فيه، لعدم حياديته".
وقال
"الميهوب" إن "هناك تحركات غير حيادية يقوم بها "سلامة"
بشكل حثيث للتأثير على المجتمع الدولي، لغض الطرف عن "مليشيات" الإرهاب
والمال العام في "طرابلس" ومحاولة إهمال دور قوات "الكرامة"،
التابعة للواء الليبي المنشق خليفة حفتر، في حربها على ما وصفه بـ"الإرهاب"،
لذا نطالب باعتباره "غير مرغوب فيه داخل ليبيا"، وفق بيان للجنة.
اقرأ أيضا: الكونفدنسيال: حفتر ظل "القذافي الصغير" أصبح كبيرا في ليبيا
وأكدت بعثة الأمم
المتحدة للدعم في ليبيا برئاسة "غسان سلامة"، الثلاثاء، على ضرورة وقف
التصعيد العسكري والهجوم على العاصمة واعتباره وما تلاه من أعمال عنف يهددان
السلام والأمن الدوليين، وعلى رأس ذلك يمثلان تهديد لاستقرار ليبيا.
وأكدت البعثة الأممية
أن "الهجمات العشوائية على المدنيين والبنى التحتية المدنية قد ترقى إلى
جرائم حرب وتذكر الجميع بالتزاماتهم بموجب حظر الأسلحة والقوانين الدولية، في
رسالة تهديد غير مباشرة لقوات "حفتر" التي تهاجم العاصمة.
"برلمان طرابلس"
مراقبون أكدوا
لـ"عربي21" أن "تعنت برلمان "طبرق" وهجومه غير المبرر
على دول وشخصيات دولية تسعى لتحقيق حل سياسي سيؤدي إلى لجوء هذه الدول وهذه
الشخصيات ومنهم "غسان سلامة" إلى التواصل بجدية مع البرلمان المنعقد في
"طرابلس" ومن ثم ضرب برلمان "طبرق" في مقتل".
هذا الموقف القوي من
البعثة ضد "حفتر" وما قابله من هجوم برلمان "طبرق" على
"سلامة"، طرح بعض التساؤلات من قبيل: إلى أين ستصل الأزمة بين الطرفين؟
وهل سيتواصل المبعوث الأممي مع برلمان "طرابلس" نكاية في برلمان
"طبرق" ومن ثم إنهاء وجود الأخير فعليا"؟
"شخصية متزنة"
من جهته، وصف عضو
برلمان "طبرق"، جبريل أوحيدة "المبعوث الأممي إلى ليبيا بأنه شخصية
سياسية متزنة ولا يبني مواقفه على ردات الفعل العصبية أو الارتجالية غير المدروسة،
وأن "سلامة يعي جيدا أن تصريحات أو بيان عضو أو رئيس لجنة من لجانه لا يمثل
إلا صاحبه ولا يمثل البرلمان الذي هو طيف سياسي متنوع"، كما قال.
وأوضح في تصريحات
لـ"عربي21" أن "موقف البعثة الذي يمثله "سلامة" وكذلك
المواقف الدولية خلال هذه الأزمة تتخذ بناء على الوضع الميداني في
"العاصمة" وبالتنسيق مع الأطراف الفاعلة ميدانيا أكثر منها على طفرات
سياسية"، حسب رأيه.
اقرأ أيضا: برلمان طرابلس يسعى لـ"شرعنة" وجوده.. هل ينجح؟
وتابع: "لذا لا
أعتقد أن "سلامة" سيعير انتباهه لانقسام البرلمان أو أن يبني مواقفه
عليه"، في إشارة إلى البرلمان المنعقد في "طرابلس".
وسيط "مأجور"
لكن المحلل السياسي
الليبي، عزالدين عقيل أشار إلى أن "غسان سلامة منذ أن شن هجوما شرسا على القيادة
العامة (حفتر) ووصفه بأنه يسعى للمناصب وغيرها من المواقف المضادة للجيش (قوات
حفتر) أصبح شخصا غير حيادي بل ومأجور لدى الميليشيات الموجود في الغرب
الليبي"، حسب وصفه.
وأضاف في تصريحات
لـ"عربي21" أن "سلامة يسعى الآن لتحقيق مصالحه الشخصية وفقط ومنها
أمور تجارية و"بيزنس" كون البعض تحدث عن تورطه في صفقات "نفط"
للبيع بأسعار زهيدة مقابل الحصول على عمولات ضخمة، لذا أصبح هذا الرجل أحد معاول
الهدم".
وبخصوص إمكانية تواصله
مع برلمان "طرابلس"، قال عزالدين: "أزمة "سلامة" أنه
وسيط دولي ويجب عليه التزام الحيادية تجاه الجميع وهو لم يفعل ذلك، وأتوقع أنه
سيفعل كل شيء ومنها التواصل مع هذا الجسم لكن كل هذا ليس له أي أهمية كون كل
الأجسام سيتم "كنسها" قريبا بعد دخول "الجيش" إلى
طرابلس"، وفق تقديره.
"مغازلة ودعم لحفتر"
وقال رئيس مؤسسة
"ليبيا للإعلام" (مستقلة) في طرابلس، نبيل السوكني إن "برلمان طبرق
أصبح الآن تحت سيطرة تامة من قبل "حفتر" بل أصبحت هناك مجموعة داخل هذا
الجسم مؤيدة وبقوة لحفتر ومشروعه وعدوانه على العاصمة ومنهم "الميهوب"
هذا الذي طالب بطرد "سلامة".
وأوضح أن "هذا
العضو ومعه 35 آخرين هم من حاولوا شرعنة عدوان طرابلس، لذا وقف إطلاق
النار ليس من مصلحتهم ولا مصلحة قائدهم، وهجومهم على "سلامة" كونه قال
بعض الحقائق المعروفة والتي لا يستطيع هو نفسه إخفائها، وهو إما يكون معهم أو
يهاجموه، لذا أتوقع أنه سيتواصل مع البرلمان في طرابلس"، وفق تصريحاته
لـ"عربي21".
"عبث من الطرفين"
ورأى الناشط السياسي
الليبي، خالد الغول أن مطالبة برلمان "طبرق" بطرد سلامة، أمر
معتاد ومكرر وليس الأول، وأن "سلامة خدم برلمان "طبرق" خدمة كبيرة
ومنها فتح باب إجراء تعديلات على الاتفاق السياسي ومن ثم أعطاه فرصة لمحاولة
الاستيلاء على "الرئاسي الليبي" و"دخول طرابلس سلميا".
وتابع
لـ"عربي21": "عندما يتحدث "سلامة" عن وقف إطلاق النار
يعني عدم رجوع المعتدي لمكانه الأول وبذلك يخدم "حفتر" وبرلمان
"طبرق"، ولا أظن أنه سيهتم بمجلس نواب "طرابلس" وسيستمر في
"عبثه" الداعم للموقف الفرنسي"، كما قال.
قطر تدعو إلى فرض حظر السلاح على خليفة حفتر
الأمم المتحدة: 18 ألف شخص فروا من طرابلس بسبب القتال
"العدالة والبناء" يطالب البعثة الأممية بإدانة صريحة لحفتر