يجتهد العشرات من الطلبة الماليزيين في العاصمة الأردنية عمان، في تحضير وجبات الإفطار في مطعم "نور ماليزيا"، بغية تقديمه للفقراء والمحتاجين في رمضان، من اللاجئين الفلسطينيين والسوريين والأسر الأردنية الفقيرة.
ويقدم المطعم الخيري، وجبات الإفطار التقليدية الماليزية لمئات من الأسر في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في شهر رمضان، شملت مخيمات في مدينتي جرش وإربد وتجمعات للاجئين السوريين في شمال المملكة، بينما يزود المطعم العائلات المحتاجة بوجبات الغداء في باقي أشهر السنة دون انقطاع.
تقوم فلسفة المطعم، على استقطاب الطلبة الماليزيين للتطوع مجانا للعمل في المطعم مقابل تغطية نفقات دراستهم للغة العربية والعلوم الإسلامية، في خطوة "لنشر الدين الإسلامي والرسالة المعتدلة له، من خلال المؤسسة الخيرية الأم (GISB holdings) التي يتبع لها المطعم"، كما يقول محمد حافظ الذي يشرف على عمل الطلاب.
وبحسب الحافظ "تأتي مساعدة الأسر المحتاجة من اللاجئين، خدمة للمجتمع وشعورا بالرحمة والمساعدة لهذه الفئة الضعيفة التي يجب أن تمد لها يد العون، استنادا للحديث النبوي "(خير الناس أنفعهم للناس)".
وبين في حديثه لـ"عربي21" أن الشركة الأم "تواظب على إرسال طلبة إلى الأردن ليكتسبوا شهادة في الشريعة الإسلامية واللغة العربية بالإضافة لتعلم مهارات العمل من طبخ وإدارة، كي يصبحوا دعاة في المستقبل لنشر تعاليم الدين الإسلامي".
ودرس محمد حافظ، الماليزي الجنسية، الشريعة، والعلوم الإسلامية في الأردن في العام 1997، ليستقر فيها منذ عشر سنوات، ويعمل مشرفا للطلاب المتطوعين في مطعم "نور ماليزيا" وهو أول مطعم ماليزي يقدم الطعام الماليزي التقليدي.
ويفتح المطعم أبوابه أمام الزوار الراغبين في تجربة الطعام الماليزي التقليدي، مقابل مبالغ تذهب إلى صندوق خاص لرعاية الطلبة والأيتام وأعمال الخير، ويرتاد المطعم أردنيون يبحثون عن تجربة طعام جديد، وأردنيون درسوا في ماليزيا، إلى جانب جاليات من إندونيسيا والفلبين.
ويقول حافظ لـ"عربي21" إن "ريع المطعم يوضع في صندوق لدعم الطلبة الماليزيين في الأردن والذين يقدر عددهم بـ800 طالب من أصل 1000 من رعايا ماليزيا في الأردن، إذ يوفر لهم المطعم تكاليف التعليم والسكن في الأردن".
وبحسب حافظ، فإن للمطعم 20 فرعا في 5 قارات منها فرعان في الأردن (عمان، إربد) "جميعها تقوم بأعمال خيرية لا تهدف إلى الربح المادي، بحسب الأهداف التي تقوم عليها الشركة التي أسسها الشيخ أشعري بن محمد التميمي".
ويقول إن "الشيخ الأشعري أراد لهذه المؤسسة نشر الإسلام والمحبة عن طريق الدعوة من خلال الاقتصاد لإيصال رسالة أن الإسلام دين شامل ودين أخلاق وينبذ العنف والتطرف، من خلال نشاطات مختلفة منها الإنتاج الفني".
ويضيف أن "الشركة أيضا تملك مطعما مماثلا في المدينة المنورة يقدم الطعام للمعتمرين والحجاج من المطبخ الماليزي، بالإضافة إلى مركز زراعي تعليمي في الأردن لتربية الحيوانات تابع لجمعية خيرية تملكها الشركة الأم تقوم بكفالة الأيتام".
ويُعرف المطعم رواده من الأردنيين والجنسيات الأخرى بالثقافة الماليزية، من خلال عرض قطع من اللباس الماليزي التقليدي، والمأكولات التي تصنع بأيدي طالبات ماليزيات في المملكة، إلى جانب عرض أنشودات لفرقة أناشيد دينية تتبع للشركة.
أصداء مشاهد توزيع كراتين "آل شيخ" توغر قلوب المصريين
حملة اعتقالات للحراكيين في الأردن.. ما هو تفسيرها؟
رؤساء حكومات ووزراء سابقون على مائدة إخوان الأردن (شاهد)