وصفت صحيفة إسرائيلية الأحد، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان بأنه "لاعب قمار"، يعرف جيدا كيف يتسبب في توتير الآخرين وتسلية نفسه، في ظل جهود كبيرة يخوضها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو معه، ليتمكن من تشكيل حكومته الخامسة.
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، في
افتتاحيتها التي كتبها ناحوم برنياع، أن المظاهرة التي قادها حزب "أزرق أبيض"
المعارض برئاسة رئيس الأركان السابق الجنرال بني غانتس ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية
بنيامين نتنياهو، "هي الأولى لهذا الحزب الذي ما زال رئيسه في فترة تكيف، لأن
ثقافة المظاهرات الاستفزازية، الفظة، غريبة عليه".
وأضافت أنه "برز متظاهرون قدامى ميدان غورن في بيتح
تكفا، يرفعون في كل حدث يافطات كتب عليها رئيس المجرمين، ويهتفون بإيقاع نتنياهو في
السجن"، معتبرة أن من نظم المظاهرة أخطأ في اختيار موقع المظاهرة الذي ضاق بالمتظاهرين.
ورأت أن "البشرى السيئة من ناحية نتنياهو، أن المتظاهرين
لا تقودهم هذه المرة عصبة صغيرة، بل تقودهم كتلة من 35 نائبا في الكنيست على أجندتهم،
الصراع ضد التشريع لإنقاذ نتنياهو، وهذا ما يوحدهم في هذه الأوقات، ويضاف لهم ستة من
نواب حزب العمل ومع الكتل العربية وميرتس، فإن هذه الجبهة تمثل قوة برلمانية وجماهيرية
وقانونية".
عضو الكنيست عوفر شيلح من "أزرق أبيض"، والذي
يترأس القيادة المشتركة للأحزاب التي تشكلت لهذا الكفاح، "يؤمن بأن هذه القصة
ستستمر شهرين، مع احتمال جيد لإحباط مشروع القانون".
اقرأ أيضا: هذه سيناريوهات ما بعد فشل تشكيل الحكومة الإسرائيلية
وذكرت "يديعوت"، أن "كل هذا على افتراض
أن نتنياهو سيشكل حكومته حتى يوم الأربعاء المقبل، وفي حال لم يشكلها فإن كل مشاريع
القوانين المناهضة للديمقراطية ستختفي وكأنها لم تكن".
وأكدت أن "المفتاح، لهذا الوضع مثلما في كل مرة
في يد ليبرمان"، موضحة أن "ليبرمان هو سياسي يعرف كيف يوتر الآخرين ويسلي
نفسه، وهو ليس استراتيجيا بل لاعب قمار، وبذكاء شديد نجح ليبرمان في أن يصل إلى مفترق
يبدو في هذه اللحظة مثل الكسب المتبادل".
وتابعت: "الأصوليون إذا ما تراجعوا أمام إملائه
في موضوع قانون التجنيد، سيبدو كمن انتصر على الحاخام من غور، حيث خضع نتنياهو لكل
إملاءات الأدمور، أما ليبرمان فأنزل كليهما على ركبتيهما، وفي حال لم يستسلم الأصوليون
فإنه سيركض نحو الانتخابات، فيما يعتبره الجمهور بأنه المعقل الأخير للعلمانية".
ونبهت أن "هناك أصواتا ذهبت في الماضي إلى مائير
لبيد ستذهب إليه، أما أزرق أبيض فهو حلف يغازل الأصوليين ولا يصطدم بهم، ولديه احتمال
جيد للعودة لكي يكون بيضة الميزان"، معتبرة أن "من يفترض به أن يدفع ثمنا باهظا
حال إجراء انتخابات جديدة هو نتنياهو".
وبينت أنه "سيتعين على نتنياهو أن يتنافس بعدما
أهين بتنازلات مبالغ فيها لثلاثة أحزاب ليست محبوبة لدى جمهوره، وهي يهدوت هتوراه وشاس والسموتريتشيين"، مضيفة أنه "توجد ذريعة قضائية للتشكيك بمجرد ترشيحه
لرئاسة الوزراء".
وبينت الصحيفة أن "القانون الذي يقضي بأن رئيس الوزراء
يمكنه أن يتولى منصبه حتى قرار حكمه ليس بالضرورة نافذ المفعول، بالنسبة لمرشح لرئاسة
الوزراء تحوم فوق رأسه لائحة اتهام"، موقعة أن "الفصل الأخير في قصة
تشكيل الحكومة الإسرائيلية سيكون مخيبا للآمال".
هذه سيناريوهات ما بعد فشل تشكيل الحكومة الإسرائيلية
لقاء حاسم بين نتنياهو وليبرمان لدفع مفاوضات تشكيل الحكومة
حكومة الاحتلال الجديدة ستوسع صلاحياتها في الضفة الغربية