قالت صحيفة لبنانية الثلاثاء، إن "العاهل الأردني عبد الله الثاني يحاول أمام زخم القمم الخليجية المقبلة بقيادة السعودية، إيجاد مظلة خليجية تحميه من المجهول، لذلك يستنفر على صعيد الزيارات وإرسال الوفود واستقبالها، في فعاليات ليس آخرها اللقاء الثلاثي الذي جمعه مع برهم صالح ومحمود عباس".
وأشارت صحيفة "الأخبار" اللبنانية في
تقرير لها، إلى أنه "ليس المرة الأولى التي تمر فيها عمان بعزلة تجعلها بعيدة
عن غرف الاجتماعات"، منوهة إلى أنه "قبل عام، وتحديدا بعد إعلان الرئيس
الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، كانت المملكة الأضعف وحيدة ومغيبة،
إلى أن ظهر فجأة رئيس حكومة العدو الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو في الأردن
منتصف حزيران/ يونيو الماضي".
وأضافت أن "هذه الزيارة تلتها زيارة للملك عبد
الله الثاني لواشنطن، بدا أنها حلحلة لعجلة العلاقة المتكلسة، والتقى خلالها
ترامب، لكنهما من بعدها لم يجتمعا على رغم زيارة الملك واشنطن مجددا، ولمرات كان
آخرها آذار/ مارس الماضي".
وأكدت الصحيفة أنه "التوتر يسيطر على ملك
الأردن الذي يبدو بكامل حضوره محليا، فاللقاءات الاجتماعية والعسكرية لم تتوقف،
وبات ملحوظا وجود ولي العهد ابنه حسين، إلى جانبه في زياراته الرسمية
الخارجية"، معتبرة أن "المعادلة داخل حلف واشنطن في الإقليم اختلفت،
وتأكد أن المتضرر الأول من صفقة القرن بعد الفلسطينيين، هو الأردن الذي يبدو مكشوف
الظهر للحلفاء هذه المرة".
وذكرت أنه "ضمن هذه المعادلة، جاءت زيارتا عبد
الله المتتابعتين للكويت والإمارات، وهما الدولتان اللتان حضرتا القمة الرباعية في
مكة العام الماضي، التي اقترحها الملك السعودي سلمان لدعم الاقتصاد الأردني بعد
اندلاع احتجاجات سقطت بسببها حكومة، لكن استمر بعدها النهج الاقتصادي نفسه الذي
هتف المتظاهرون ضده".
اقرأ أيضا: اتصال بين العاهلين الأردني والبحريني لبحث تطورات المنطقة
ولفتت إلى أن "الكويت من وجهة نظر الأردن
الرسمي، تمثل على أقل تقدير النهج الخليجي المعتدل وغير الباحث عن المتاعب التي
نشبت مع جيل الأمراء الأصغر سنا، منذ ظهور محمد بن سلمان ومحمد بن زايد كلاعبين في
البلاد الخليجي".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الأردن تأثر بالتجاذبات
التي نتجت من اختفاء الزعامات الخليجية التقليدية الكبيرة السن بالموت أو التنحية"،
مستدركة بقولها: "زيارة عبد الله للإمارات كانت غريبة إلى حد ما، حيث ظهر فيها
مع ولي عهد أبو ظبي، ابن زايد، في محاضرة طبية".
وتابعت: "من الواضح أن عبد الله لم يكن يبحث عن
معلومات إضافية عن طب الأطفال، بل يسعى للتموضع في زاوية مريحة تضمن استمرار عرشه ومملكته
بعيدا عن المواجهة المباشرة والاستحقاق المؤلم جراء التغييرات الآتية بمباركة سعودية،
ولا سيما موضوع الوصاية الدينية على الأماكن المقدسة، لكن لا يبدو أنه وجد مراده في
هذه الزيارة القصيرة".
ونوهت إلى أنه "بعد يوم واحد ومن دون إعلان
مسبق، وصل إلى العاصمة الأردنية الرئيس العراقي برهم صالح، ورئيس السلطة الفلسطينية
محمود عباس، ليعقدا في ضيافة عبد الله اجتماعا ثلاثيا تحت عناوين بروتوكولية، لم تتناول
دور الإطفائيّ الذي تؤديه بغداد بين واشنطن وطهران، وربما كانت تؤديه الآن
مع رام الله، على أن مكان اللقاء المناسب للطرفين هو عمان".
وأكدت الصحيفة أن "هذه القنوات الجديدة التي تنفتح
أمام الأردن تعطي شعورا جزئيا بالراحة، مع أن ثقل أي تكتل محتمل بوجود هذه الأقطاب
الثلاثة وفوقها الكويت لن يشكل حائط صد لنيات الرياض التي باتت مكشوفة أكثر بعد إعلان
مشاركتها في ورشة البحرين الاقتصادية".
اقرأ أيضا: قراءة إسرائيلية في عوامل فشل مؤتمر البحرين و"صفقة القرن"
ولفتت إلى أن الأردن لم يعلن مشاركته الرسمية
بالورشة، لكن التسويق للمشاركة انطلق داخليا من جهات عدة، خاصة أن المملكة لم يسبق
لها أن تجنبت أي مؤتمر يتحدث عن الاستثمار والازدهار والسلام، وهي أسطوانة مكررة
سمعها الأردنيون منذ الترويج لوادي عربة قبيل توقيعها عام 1994.
وأوضحت الصحيفة أن "كل المؤشرات تؤكد المشاركة الأردنية،
وقد تحسم مهاتفة الملك البحريني، حمد بن عيسى، لنظيره الأردني الأمر قريبا، كذلك، يبدو
أن الابتزاز المالي الذي مارسته السعودية والإمارات في مؤتمر مكة آتى أكله، ويظهر ذلك
جليا مع إعلان الحكومة الأردنية نيتها التفاوض مع الرياض وأبو ظبي لتحويل وديعتيهما
في البنك المركزي إلى قروض ميسرة للمملكة (الوديعتان بقيمة 660 مليون دولار لدعم الدينار
مقابل العملات الأجنبية)".
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن "عمان تبدو في
أسوأ أوضاعها سياسيا واقتصاديا، وتضطر إلى تقديم الكثير من التنازلات، على أمل
حدوث انفراج اقتصادي عبر المساعدات الخليجية والدولية المشروطة".
صحيفة: الأردن رفض عرضا سعوديا بمليار دولار لحظر الإخوان
هكذا سخرت صحيفة مصرية من "صفقة القرن" (شاهد)
صحيفة: هكذا علق الجبير وقرقاش على قرار ترامب حول القدس