في خطوة تضع ضغوطا جديدة على زعيم
حزب العمال البريطاني، جيرمي
كوربين، أطلقت هيئة بريطانية تحقيقا رسميا في الاتهامات الموجهة للحزب بتفشي
معاداة السامية داخله.
وجاء قرار "لجنة المساواة وحقوق الإنسان" بعد شكوى تقدمت بها الحركة اليهودية في حزب العمال، بالتعاون مع حملة تضم مناهضين لكوربين. وبحسب صحيفة "
إيفننج ستاندارد"، فإن الشكوى تضمن تقديم ملف من ألف صفحة ويضم شهادات لأعضاء في الحزب.
وينفي الحزب الادعاءات حول سوء التعامل مع الشكاوى بهذا الصدد، مؤكدا أنه أجرى تحقيقا داخليا في المزاعم، كما أنه اعتمد تعريفا جديدا لمعاداة السامية لتطبيقه في الحزب.
وستنظر اللجنة في كيفية تعامل الحزب مع الشكاوى بشأن ادعاءات معاداة السامية واستهداف اليهود في الحزب، وما إذا كانت قيادة الحزب قد اتخذت خطوات عملية لتطبيق التوصيات التي جاءت في تقرير لجنة التحقيق الداخلي. كما ستنظر اللجنة في قواعد الحزب وما إذا كانت تسمح بمعالجة الشكاوى وإيقاع العقوبات المناسبة.
ويتعرض كوربين، منذ انتخابه لزعامة الحزب في أيلول/ سبتمبر 2015 لحملات متواصلة، فاتهم تارة بأنه "يساري أحمر"، ثم واجه اتهامات بسبب دعمه الفلسطينيين، وتصاعدت الاتهامات بمعاداة السامية والتمييز ضد اليهود في الحزب.
ورحبت رئيسة الحركة اليهودية العمالية، لويس إلمان، بقرار إجراء التحقيق، معتبرة أنه "سيفضح ما كان يجري في حزب العمال".
والشهر الماضي، قررت الحركة اليهودية في الحزب سحب الثقة من كوربين. وقبل ذلك، شهد الحزب انشقاق عشرة من نوابه الأعضاء في البرلمان، بينهم يهود، ليشكلوا حزب التغيير (Change). وبرر المنشقون قرارهم بطريقة تعامل كوبين مع قضيتي بريكست ومعاداة السامية.
وأنشئت اللجنة في عهد حكومة حزب العمال عام 2006، ومُنحت صلاحيات واسعة للتحقيق في انتهاكات قوانين حقوق الإنسان والمساواة، حيث يحق لها الوصول إلى جميع الاتصالات، من رسائل هاتفية ورسائل البريد الالكتروني وغيرها. كما يمكنها تقديم متهمين للمحاكمة.
ويعود آخر تحقيق تجريه اللجنة بحق أحد الأحزاب إلى عام 2010، عندما جرى التحقيق في قواعد داخلية في الحزب الوطني المتطرف؛ تنص على قبول عضوية البيض فقط.
طرد قيادي سابق
من جهة أخرى، قرر الحزب طرد أحد القياديين السابقين في الحزب على خلفية تصويته لحزب آخر في انتخابات البرلمان الأوروبي التي جرت الأسبوع الماضي.
وجاء طرد أليستر كامبيل، مسؤول الاتصال في الحزب خلال فترة توني بلير؛ بعد تصويته لصالح حزب الديمقراطيين الأحرار.
وكتب كامبيل في تغريدة: "حزين ومحبط لاستقبال بريد الكتروني يفصلني من حزب العمال، خصوصا في اليوم الذي بدت فيه قيادة (الحزب) أنها تتحول للموقع الصحيح بشأن بريكست". وأضاف: "لا تفوتني الإشارة إلى الاختلاف مع طريقة التعامل مع قضايا معاداة السامية"، في إشارة إلى سرعة اتخاذ القرار بطرده.
ويشير كامبيل إلى تلميح كوربين أخيرا إلى دعمه إجراء استفتاء جديد بشأن بريكست، بعد خسارة الحزب نحو نصف مقاعده في البرلمان الأوروبي في الانتخابات الأخيرة، حيث حصل على 10 مقاعد فقط، مقابل تقدم حزب مؤيد لبريكست.