نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن القمة التي عقدتها السعودية ضد إيران في ظل التصعيد الكامل بين طهران وواشنطن.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المملكة العربية السعودية جمعت قادة الدول العربية والإسلامية في مكة في ثلاثة مؤتمرات قيّمة تهدف إلى إعادة تأكيد قيادتهم في المنطقة وعزل إيران.
وفي خضم التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية، تتهم الرياض طهران بأنها المسؤولة عن الهجمات الأخيرة في المنطقة.
وقبل الاجتماع السنوي لمنظمة التعاون الإسلامي، المقرر عقده يوم الجمعة، عقد الملك سلمان جلسات استثنائية ليلة البارحة لجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي. وعلى الرغم من المقاطعة السعودية، أرسلت قطر رئيس وزرائها إلى هذا الموعد الثلاثي.
وأشارت الصحيفة إلى أن المملكة العربية السعودية وحلفاءها المقربين، الإمارات ومصر والبحرين، يحمّلون إيران مسؤولية جميع مصادر انعدام الاستقرار في الشرق الأوسط.
وقد كانوا يراقبون بقلق عملية إعادة إدماجها على المستوى الدولي مع إبرام الاتفاق النووي لسنة 2015. في المقابل، أدى وصول ترامب إلى البيت الأبيض وانسحابه من هذا الاتفاق إلى بعث أمل جديد لديهم.
وأضافت الصحيفة أن هذه اللحظة تتزامن مع تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة، الذي وصفه العديد من المراقبين بأنه حرب نفسية، لكنه أدى إلى تعزيز عسكري في المنطقة.
فمن جهتها، شجعت السعودية والإمارات واشنطن على احتواء منافستها، في الوقت الذي أعلنت فيه كل من إيران والولايات المتحدة عن عدم رغبتهما في خوض هذا الصراع.
وتجدر الإشارة إلى أن مستشار الأمن القومي جون بولتون اتهم إيران بعملية التخريب الأخيرة التي لحقت أربع منشآت نفطية، مؤكدا أنه سيقدم الأدلة التي تثبت صحة ادعاءاته في مجلس الأمن في الأسبوع القادم على أقصى تقدير، وهو الأمر الذي نفته طهران.
وأوردت الصحيفة أنه ليس من الواضح أن استجابة المشاركين في القمم الثلاث ستكون بالإجماع، نظرا للانقسامات الموجودة بداخله.
اقرأ أيضا : قمة "التعاون الإسلامي" تنطلق بمكة.. وفلسطين تتصدر أعمالها
ففي الواقع، تنتقد ثلاث من بين الدول الأعضاء الستة لمجلس التعاون الخليجي، قطر والكويت وعمان، سياسات المواجهة التي تروج لها الرياض وأبو ظبي، ويدافعون عن الحوار باعتباره السبيل الوحيد للتغلب على الخلافات.
والأمر سيان بالنسبة للعراق، الذي حافظ بدوره على علاقات جيدة مع إيران والولايات المتحدة، وعرض التوسط بينهما لتهدئة الأزمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن أمير قطر قد أرسل رئيس وزرائه، الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني، إلى مكة، ليكون الممثل الأعلى مرتبة الذي وطئت قدماه الأرض السعودية منذ أن قاطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر الدوحة في حزيران/ يونيو 2017.
وقد خلفت هذه الأزمة انشقاقات في الكتلة التي أنشئت منذ سنة 1981 لتعزيز التعاون الأمني والاقتصادي للممالك الست في شبه الجزيرة العربية.
وأفادت الصحيفة بأن وجود الشيخ عبد الله أثار تكهنات حول احتمال حدوث مصالحة. وعلى الرغم من أن هذا الصلح لا يبدو فوريا، إلا أنه سيكون بمثابة نجاح كبير للولايات المتحدة التي حاولت التوسط دون نجاح، بعد أن تمكنت في المقابل من تعزيز التعاون ضد تمويل الإرهاب داخل دول مجلس التعاون الخليجي وجعل جميع أعضائه يشاركون في مناورات عسكرية مشتركة.
وأضافت الصحيفة أنه سيتابع قمة الدول الست الأعضاء حوالي 22 عضوا من جامعة الدول العربية. وبعد عجزهم لمدة 74 سنة عن حل المشكلة الفلسطينية، باتوا اليوم منقسمين بسبب الحروب في سوريا وليبيا واليمن، وفي حالة جمود بسبب التغييرات السياسية التي طالب بها مواطنو الجزائر والسودان.
وغالبا ما يتم إغلاق معظم اجتماعاتهم ببيانات ذات عواقب عملية غير ملموسة، وذلك بعد تسليط الضوء على الاختلافات القائمة بينهم.
وفي الختام، أوضحت الصحيفة أن وضع الممثل الإيراني هو الأكثر صعوبة في منظمة التعاون الإسلامي. فالجمهورية الإسلامية هي واحدة من بين 57 عضوا في هذه المنظمة، لكن بالنظر إلى العداء الحالي بين طهران والرياض، لم ترسل إيران سوى المدير العام لشؤون السلام والأمن الدولي في الخارجية الإيرانية رضا نجفي، الذي يترأس وفد بلاده في هذه القمة.
هل تنجح الرياض بتحشيد عواصم عربية جديدة ضد طهران؟
بلومبيرغ: هل تنجح السعودية بكبح إيران عبر العراق؟
NPR: نشاطات السعودية النووية تثير قلق الخبراء