نشر موقع "سي إن إن" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن تحصل الحكومة الأمريكية على معلومات استخبارية مفادها أن المملكة العربية السعودية صعدت من برنامج الصواريخ الباليستية بشكل كبير بمساعدة الصين.
وقال الموقع في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن المصادر الثلاثة التي لها معرفة مباشرة بالأمر، صرحت بأن هذا التطور يهدد عقودا من الجهود الأمريكية للحد من انتشار الصواريخ في الشرق الأوسط. وقالت المصادر إن إدارة ترامب لم تكشف في البداية عن معرفتها بهذا التطور السري للأعضاء الرئيسين في الكونغرس، ما أغضب الديمقراطيين الذين خلصوا إلى أنه تم استبعادهم عن قصد.
وأشار الموقع إلى أن المعلومات السرية التي لم يتم الإبلاغ عنها سابقًا تسلط الضوء على توسيع المملكة العربية السعودية كلا من بنيتها التحتية وتكنولوجيا الصواريخ من خلال صفقات الشراء الأخيرة التي أبرمتها مع الصين. في الواقع، أدى اكتشاف الجهود السعودية إلى زيادة المخاوف بين أعضاء الكونغرس بشأن سباق تسلح محتمل في الشرق الأوسط، وما إذا كان يشير إلى موافقة إدارة ترامب الضمنية على سعي الرياض لمواجهة إيران.
والجدير بالذكر أن هذا التطور يأتي وسط توترات متزايدة بين الكونغرس والبيت الأبيض حول المملكة العربية السعودية. فعلى الرغم من الانتقادات الموجهة للرياض بسبب حرب اليمن ومقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي، إلا أن البيت الأبيض يسعى إلى إرساء علاقة أوثق مع السعوديين.
ونقل الموقع عن بعض المصادر إنه على الرغم من أن عدم تقييم المخابرات الأمريكية للهدف النهائي للسعوديين بشكل قاطع، إلا أن التقدم الصاروخي يمكن أن يمثل خطوة أخرى في الجهود السعودية المحتملة لاستعمال السلاح النووي في يوم من الأيام إذا ما استطاعت تطويره.
وتجدر الإشارة إلى أن ولي العهد صرح سنة 2018 أنه "بلا شك، إذا طورت إيران قنبلة نووية، فإننا سنحذو حذوها في أقرب وقت ممكن".
وعلى الرغم من أن السعودية تعد من بين أكبر المشترين للأسلحة الأمريكية، إلا أنها مُنعت من شراء صواريخ باليستية من الولايات المتحدة بموجب اللوائح المنصوص عليها في نظام مراقبة تكنولوجيا الصواريخ لعام 1987، وهو اتفاق غير رسمي يهدف إلى منع بيع الصواريخ القادرة على حمل أسلحة الدمار الشامل.
وأوضح الموقع أن المملكة العربية السعودية اشترت صواريخ باليستية من الصين منذ عدة عقود، ولكن لم يتم تقييم المملكة مطلقًا حول مدى قدرتها على بناء صواريخها الخاصة أو حتى نشرها بشكل فعال. وفي الواقع، كانت ترسانة السعوديين من الصواريخ الباليستية الصينية الصنع بمثابة وسيلة للإشارة إلى قوتها العسكرية المحتملة للخصوم الإقليميين، وخاصة إيران.
وأشارت صور الأقمار الصناعية، التي نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" لأول مرة في كانون الثاني/ يناير، إلى أن المملكة شيدت مصنعًا للصواريخ البالستية. وقال المحللون الذين شاهدوا الصور إن المصنع بدا مطابقا للتكنولوجيا التي ينتجها الصينيون. وتظهر الصورة الثانية لمنشأة الصواريخ نفسها التي حصلت عليها "سي إن إن" مستوى مشابهًا من النشاط في الموقع في 14 أيار/ مايو سنة 2019، وذلك وفقًا لجيفري لويس، مدير برنامج شرق آسيا لمنع الانتشار النووي في معهد ميدلبري.
وقال الموقع إن وكالة المخابرات المركزية ومكتب مدير الاستخبارات القومية رفضوا التعليق على أية معلومات تتعلق بنشاط المملكة العربية السعودية في ملف الصواريخ البالستية أو ما إذا كانت الولايات المتحدة تعتقد أن المملكة تتعاقد في هذا المجال مع شركاء أجانب. فضلا عن ذلك، لم يستجب المتحدث باسم السفارة السعودية في الولايات المتحدة لطلب التعليق.
في المقابل، ذكرت وزارة الخارجية الصينية في بيان لها أن الصين والمملكة العربية السعودية "شريكان استراتيجيان شاملان" وأن البلدين "يحافظان على تعاون ودي في جميع المجالات، بما في ذلك في مجال مبيعات الأسلحة، خاصة وأن هذا التعاون لا ينتهك أية قوانين دولية، ولا يشمل انتشار أسلحة الدمار الشامل".
وأشار الموقع إلى أن وكالات الاستخبارات الأمريكية تراقب باستمرار تطوير الصواريخ البالستية الأجنبية وتدفق المواد في جميع أنحاء العالم. ويتم تحليل المعلومات الاستخبارية ذات الصلة بشكل يومي وأي تغيير مهم من المرجح أن يذكر في الموجز اليومي الرئاسي، وذلك وفقا لمسؤولين سابقين في المخابرات الأمريكية.
وأشارت عدة مصادر إلى أن المعلومات السرية، التي تم تقديمها في التاسع من أبريل/نيسان، تجاوز مضمونها صور الأقمار الصناعية التي نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" وقدمت دليلًا ملموسًا على أن السعودية قد تقدمت ببرنامجها الصاروخي إلى نقطة يمكن أن تتضارب بشكل مباشر مع سياسة الولايات المتحدة الراسخة للحد من التوسع في المنطقة.
ونوه الموقع بأن السيناتور توم أودال، الديمقراطي من ولاية نيومكسيكو، توجه بسؤال لوزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، مستشهدا بالتقرير الذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" والذي يتضمن صورا للأقمار الصناعية، حول ما تفعله الولايات المتحدة من أجل منع المبيعات الأجنبية لتكنولوجيا الصواريخ الباليستية إلى المملكة العربية السعودية. ومن جهته، أكد بومبيو معرفته ببرنامج الصواريخ الباليستية السعودي المتوسع، واعتبر أن ما تقوم به السعودية مجرد أداة ردع.
وفي مقابلتين مع صهر ترامب وكبير مستشاري ترامب، جاريد كوشنر، رفض الخوض في تفاصيل حول محادثاته الخاصة مع ولي العهد السعودي. وأكد أن السعوديين هم الحليف الرئيسي في مساعدة الولايات المتحدة على احتواء إيران.
وبيّن الموقع أن الغضب من تعامل الإدارة الأمريكية مع مقتل خاشقجي أدى إلى دعم الحزبين لقرارات إنهاء تورط الولايات المتحدة في الحرب في اليمن، حيث اتُهم التحالف الذي تقوده السعودية بالقصف العشوائي للمدنيين. كما أدى النزاع إلى انتشار المجاعة وتعريض حوالي 14 مليون شخص لخطر المجاعة، وذلك وفقا لما نشرته الأمم المتحدة.
وفي الختام، قال الموقع إن الانقسام بين الكونغرس والإدارة حول السعودية أدى إلى تنامي مواقف مسؤولي ترامب العدائية، الذين يتوافدون إلى الكونغرس للإدلاء بشهاداتهم. علاوة على ذلك، لم يتم إطلاع الشعب الأمريكي بتاتا عن الممارسات التي تقوم بها الإدارة الأمريكية مع أقرب حلفائها في المنطقة.
الصين تحذر طلابها من مخاطر الدراسة في الولايات المتحدة
بعد السلاح.. السعودية توقع "أضخم" اتفاق شراء غاز أمريكي
مشرعون أمريكيون ونشطاء يدعون لوقف انتهاكات ابن سلمان "السادية"