أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، مساء الأربعاء، ارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات ضد المجلس العسكري، بعد محاولة الأمن السوداني فض اعتصام الخرطوم أمام مقر قيادة الجيش، في حين نفت وزارة الصحة السودانية صحة الأرقام التي نشرتها اللجنة.
وأكدت اللجنة المعارضة، ارتفاع الحصيلة إلى 108 أشخاص، وأكثر من 500 مصاب جراء محاولة فض الاعتصام قبل يومين، وما تلا ذلك من أحداث.
في المقابل، أعلنت وزارة الصحة السودانية، الخميس، أن عدد القتلى جراء الأحداث الأخيرة التي شهدها مقر الاعتصام بالخرطوم قبل ثلاثة أيام لم يتجاوز 61 شخصا.
جاء ذلك في تصريح لوكيل وزارة الصحة، سليمان عبد الجبار، أوردته وكالة الأنباء الرسمية بالسودان، ردا على ما تداولته وسائل إعلام بأن عدد القتلى تجاوز 100 شخص.
وقال عبد الجبار: "العملية التي قامت بها القوات المشتركة لتنظيف منطقة كولمبيا وما تبعها من إجراءات لم يقع فيها سوى بضعة قتلى (..) العدد لم يتجاوز الـ46"، وفي وقت لاحق أعلن ارتفاع العدد إلى 61 قتيلا.
العصيان المدني
وأعلن تجمع المهنيين السودانيين، استمرار العصيان المدني، ردا على "الجرائم" ضد المدنيين، مهاجما المجلس العسكري، ومؤكدا أنه "لا ينوي تسليم السلطة للمدنيين".
وأكد أن "العصيان المدني الشامل يعني شل الحياة العامة تماما، بالتالي سنستمر في قفل الطرق الرئيسة والكباري والمنافذ بالمتاريس، وهذا الأمر حماية لنا ولأهلنا، وفي عمل المتاريس نستخدم أي شيء".
وأضاف أن "العصيان المدني الشامل زي ما قلنا هو عدم الانصياع للنظام المجرم ومليشياته، وبالتالي هو ما جلوس في البيت بل مقاومة مستمرة، عشان كدة بنستمر في التظاهر وتسيير المواكب في الشوارع الرئيسية وداخل الأحياء، سهر الجداد والمجرمين ولا نومهم وبرضو الفورة مليون".
وأكد أن "العصيان المدني الشامل والإضراب السياسي المفتوح معناه، توقف كامل عن العمل، لكن طبعا لجان المهنيين والعمال والحرفيين عندها دور كبير في التنسيق لوقف العمل".
اقرأ أيضا: "العسكري السوداني" يدافع عن "الجنجاويد": معتدى عليهم
وفي ساعة مبكرة من صباح الاثنين الماضي، اقتحمت قوات الأمن السودانية وقوات الدعم السريع، ساحة الاعتصام وسط الخرطوم، وقامت بفضه بالقوة، بحسب قوى المعارضة التي أعلنت آنذاك عن مقتل 35 شخصا على الأقل، قبل أن تعلن لجنة أطباء السودان الحصيلة الجديدة الأربعاء، لأحداث الفض، وما تلاها من أحداث بمناطق أخرى.
رفض للتفاوض
وسبق أن جدد رئيس المجلس العسكري السوداني عبد الفتاح البرهان الأربعاء، عرض التفاوض مع قوى المعارضة بعد يومين من فض اعتصام القيادة العامة في الخرطوم الذي أسفر عن مقتل العشرات.
وفي كلمة بثها التلفزيون السوداني، قال البرهان: "نفتح أيدينا لتفاوض لا قيد فيه إلا لمصلحة الوطن والتأسيس لسلطة شرعية"، وفق تعبيره.
إلا أن تحالفا سودانيا من المحتجين وجماعات المعارضة رفضوا الأربعاء، دعوة المجلس العسكري للحوار.
وقال مدني عباس مدني أحد زعماء قوى إعلان الحرية والتغيير لـ"رويترز" إن دعوة المجلس العسكري الانتقالي مرفوضة لأنه "ليس مصدر ثقة".
وأضاف أن المجلس "يقوم بالترويع في الشوارع".
اقرأ أيضا: البرهان يدعو للتفاوض.. والمعارضة ترفض وتصعّد (شاهد)
وأعلنت قوى "الحرية والتغيير" بالسودان، الأربعاء، التمسك بالعصيان المدني، معتبرة أن رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي)، يمثلان "عائقا أمام بناء الدولة المدنية".
اقرأ أيضا: واشنطن "تدين الهجمات الأخيرة على المحتجّين" في السودان
وأدانت دول هي الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج، في بيان، نشرته الخارجية الأمريكية الأربعاء، فض الاعتصام في الخرطوم، وقالت إن المجلس العسكري الانتقالي "ألقى بالسلام والعملية الانتقالية إلى التهلكة".
أما روسيا، فقد نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الخارجية قولها، إن موسكو تعارض التدخل الأجنبي في السودان، وإنه يتعين على السلطات هناك كبح من وصفتهم بـ"المتطرفين".
وأضافت الوزارة أنها تدعم إجراء انتخابات في السودان.
بعد الأحداث الدموية.. سحب موظفين أمميين من السودان
الرياض وأبوظبي تصدران أول تعليق على تطورات الخرطوم
واشنطن "تدين الهجمات الأخيرة على المحتجّين" في السودان