نشرت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن كيفية تطبيع العلاقات بين إسرائيل والعرب على حساب الفلسطينيين وإيران.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه على الرغم من عدم وجود علاقات رسمية بين العرب وإسرائيل، إلا أن هيمنة إسرائيل أصبحت أكثر صلابة مما جعلها تفرض سياستها على جيرانها بشكل تدريجي، بينما سيتحمّل الفلسطينيون وإيران تكلفة ذلك.
وخلال بضع سنوات، حققت إسرائيل طموحها المتمثل في تطبيع العلاقات مع الدول العربية الرئيسية في المنطقة.
وبينت الصحيفة أن القمة العربية التي عُقدت هذا الأسبوع في مكة أكدت هذا الوضع الجديد، حيث لم يكن لدى المشاركين بقيادة المملكة العربية السعودية الوقت الكافي لمعالجة القضية الفلسطينية بجدية، على الرغم من أنها قضية ساخنة على جدول أعمال المنطقة، بينما تتلاعب إسرائيل بالقوى الإقليمية الصغيرة حسب رغبتها.
وأوردت الصحيفة أنه في شهر أيار/ مايو انتشرت تسريبات تفيد بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد سلط ضغوطا على محمود عباس من خلال تقديم رشوة سخية مقابل التخلي عن القدس ومعظم الضفة الغربية المحتلة.
وفي حين نفى الفلسطينيون قبول أي أموال مقابل القدس، فإن الوضع الذي تفرضه عليهم إسرائيل وحلفاؤها العرب لا يترك لهم مجالا للمناورة.
اقرا أيضا : مسؤول أمريكي: الجزء السياسي لن يطرح بورشة البحرين
وأشارت الصحيفة إلى أن أكثر الدول العربية نشاطا سياسيا وعسكريا في المنطقة هي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وهما قوتان اقتصاديتان وعسكريتان تعترفان بهيمنة إسرائيل، البلد الوحيد في المنطقة الذي يمتلك أسلحة نووية والذي يطمح إلى ألا تتم مناقشة مسألة هيمنته من قبل أي طرف.
وأبرزت الصحيفة أن عملية التطبيع التي تقوم بها إسرائيل مع الدول العربية تتمثل أساسا في عزل الفلسطينيين وإيران، وإخضاعهم للهيمنة الإسرائيلية التي سبق ورضخت لها القوى الضعيفة في المنطقة مثل مصر والسعودية والإمارات بمجرد تفكيك العراق وسوريا لسنوات عديدة.
وستجري المرحلة الأخيرة من هذا التطبيع في المنامة، عاصمة البحرين، يومي 25 و26 حزيران/ يونيو، حيث سيلتقي ممثلو الدول العربية "المعتدلة" مع إسرائيل في مؤتمر اقتصادي هدفه المعلن تعزيز الوضع الاقتصادي للفلسطينيين، وهدفه غير المعلن ضم الأراضي المحتلة.
وأضافت الصحيفة أن مؤتمر المنامة لن يتطرق إلى أي مسألة أخرى خارج نطاق التطبيع مع إسرائيل. وقد اعترف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أمام مجموعات الضغط اليهودية في الولايات المتحدة، بأن "اتفاق القرن" الذي تعدّه إدارة ترامب محكوم عليه بالفشل دون أدنى شك. وفي المنامة، سيكون الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين والفلسطينيين غائبين.
ومن جهتهم، أكد الأوروبيون لجاريد كوشنر هذا الأسبوع أن اتفاق القرن جزئي ولهذا السبب لا يستطيعون تأييده.
اقرا أيضا : تجمع بحريني مناهض للتطبيع يرفض عقد "ورشة البحرين"
وتكمن مشكلة الأوروبيين في أنهم يصدرون بيانات أكثر من أي طرف آخر بخصوص الشرق الأوسط، لكنهم لا يتخذون أي تدابير للدفاع عن مصالحهم. كما أن سلبية أنجيلا ميركل وإيمانويل ماكرون لا يمكن أن تؤثر على المصالح الأوروبية.
وأوضحت الصحيفة أن تطبيع إسرائيل مع العرب كان من بين الأهداف المركزية لسياسة واشنطن الخارجية منذ مؤتمر مدريد سنة 1991، عندما جلس وزير الخارجية جيمس بيكر على الطاولة ذاتها مع ممثلين عرب وإسرائيليين.
وقد مثلت اتفاقية أوسلو لسنة 1993 الخطوة الثانية، وكانت اتفاقية السلام الإسرائيلية الأردنية لسنة 1994 الخطوة التالية.
ومنذ ذلك الحين، عُقد عدد لا يحصى من اجتماعات الأعمال وأجهزة المخابرات والدبلوماسيين العرب والإسرائيليين الذين عززوا التطبيع.
وبالتوازي مع كل هذا، تعمل إسرائيل على تقوية الاحتلال والتوسع الاستعماري. وقد سبق أن تم التطرق لهذه المسألة خلال فترة إدارة أوباما، الذي تحدث عن تجميد المستعمرات اليهودية ووقّع الاتفاق النووي مع إيران في سنة 2015.
ولكن مع ترامب، باتت إسرائيل تتمتع بحريات تامة لدعم مصالحها. في الأثناء، انخرطت الدول العربية "المعتدلة" بالكامل في لعبة إسرائيل والولايات المتحدة ولم تتردد في شراء أسلحة من الولايات المتحدة بمستويات غير مسبوقة.
ونوهت الصحيفة بأن الخطوة التي اتخذها جاريد كوشنر في شهر شباط/ فبراير من هذه السنة مع جيسون غرينبلات عندما اجتمع مع العرب والإسرائيليين في وارسو لاتخاذ قرارات عدائية ضد إيران وضد الفلسطينيين، مثلت خطوة أخرى نحو التطبيع.
وأفادت الصحيفة بأن وفدا برلمانيا فرنسيا عقد هذا الأسبوع مؤتمرا صحفيا في باريس بعد عودته من إسرائيل والأراضي الفلسطينية، حيث تحدث البرلمانيون الفرنسيون عن "الإرهاب" الذي تمارسه إسرائيل على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
ولكن هذا النوع من الشكاوى لا يلقى صدى أبدا، لأن إسرائيل ترتبط بشكل متين ببروكسل عبر الولايات المتحدة ومن خلال الزعماء الأوروبيين الرئيسيين، الذين يتحركون بشكل ضمني لصالح الهيمنة الإسرائيلية المتزايدة في الشرق الأوسط.
كاتبة: الدبلوماسية خيار السعودية الوحيد للتعامل مع إيران
في العالم العربي والإسلامي الرياض وأبوظبي أسياد اللعبة
هذه المساجد الفرنسية استسلمت للإغراءات الإماراتية